جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
:
أصدرت دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة كتابا جديدا موسوما “نظريّة الانفجار العظيم (Big Bang) بين القرآن والعلم والفلسفة”، للكاتب والباحث صخير الدين هنّي.
ويعالج هذا الكتاب أوجه التلاقي على الحق، بين القرآن الكريم وعلم الكوسمولوجيا (الكونيات)، والفلسفة الميتافيزيقية الصحيحة التي بحثها أكابر الفلاسفة الإلهيين عند الإغريق، ومثلهم الفلاسفة المسلمين ونظرائهم الفلاسفة العقلانيين الغربيين، حاولت أن أفنّد فكرة خلق الكون والحياة والإنسان والعقل والإدراك صدفة واتفاقا، لأن القول بذلك يتعارض مع أحكام القرآن الكريم والكتاب المقدس، ونظرية الانفجار العظيم التي حدثت منذ 13.8ملايير سنة، والميتافيزيقيا الصحيحة، ويتعارض مع آليات العقل الفطرية التي بها يفكر الإنسان ويدرك المعقولات والحقيقة الغيبية من طريق الأدلة العقلية المركبة (دليل الحدوث ودليل الوجوب)، ودليل العناية والنظام، وهي في مجموعها تتفق على إثبات خلق العالم بعلة قادرة عليمة حكيمة كاملة الصفات، وهو الباري سبحانه وكمال صفاته تعالى تجعله يخلق المادة من العدم، وإلا استحالت صفة الكمال عنه تعالى عن ذلك علوا كبيرا، لأن الكمال المطلق لا يعجزه شيء، خلافا للكمال الناقص الذي هو صفة للإنسان، لذلك يرتبك الإنسان عند تصوره الخلق من العدم.
وتقول الكوسمولوجيا كانت المادة محجوزة في ذرة متفردة متناهية الصغر، وعالية الطاقة والكثافة والحرارة، وتقول الميتافيزيقيا كان العالم قبل وجوده عبارة عن ذرات متناثرة من غير حركة، ويقول القرآن الكريم:”أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا (الأنبياء: 30)، والرتق هو فتق المادة التي كانت محجوزة في شكل من الأشكال، وهكذا نجد هذه العلوم تتلاقى على الحق والحقيقة.
صبرينة ك