يواصل الكاتب والباحث في التاريخ كريم أحمد لعبش استكمال مجموعة كتبه التي تحمل تاريخ مدن الساحل العاصمي، والتي بلغت 25 مؤلفا هذه المؤلفات التي تحمل في كل جزء من أجزائها تموقعها الجغرافي والتنظيم الإقليمي والإداري وأصل التسمية والقبائل الأولى التي عمرت كل مدينة والمونوغرافيات إلى جانب التراث المبني وبقايا الحضارات القديمة والظروف الأمنية التي كانت محيطة بكل منطقة، يستكملها بالمؤلفين اللذان سيتناول فهما الضاحية الشرقية للجزائر العاصمة تحت عنوان ” برج القنطرة .. الحراش” و” أحواش وأبراج الساحل العاصمي”.
يحضر الباحث لعبش لإصدار المؤلفين الجديدين اللذين سيستكمل بهما مجموعته التي عمل فيها جاهدا بالاعتماد على البحث و الاستقصاء، و الرجوع إلى المجلات والجرائد و الكتب التاريخية التي تروي تاريخ كل مدينة إلى جانب الاعتماد على الشهدات الحية للسكان الأصليين الذين قدموا له العديد من التفاصيل التي تخص كل واجهة، إلى جانب ذلك تحديد الأقاليم المعنية للدراسة و نشرها على شاكلة مونوغرافيات وهي الدراسة المفصلة و المتكاملة حول نقطة خاصة في التاريخ و العلوم.
“برج القنطرة .. الحراش” تاريخها وأصل تسميتها
أطلع الكاتب والباحث في التاريخ كريم أحمد لعبش جريدة “الجزائر” عن مؤلفه الجديد الذي سيصدر قريبا تحت عنوان ” برج القنطرة .. الحراش”، و الذي تطرق فيه إلى تاريخ المدينة و القبائل الأولى و أصل التسمية و الأحياء التي أنشأت أثناء الاستعمار، ونبذة تاريخية و كيف أنشأت و ما هي الظروف التي أنشأت فيها، بالإضافة إلى قسط من الجغرافيا التي تحدد موقع مدينة الحراش و الحدود والوديان، وبداية المدينة ذات المعايير الأوروبية، والأحياء القديمة مثل سيدي مبارك، كتابLe bordj el Qantra ou la maison carre d’el Harrach ، تطرق فيه إلى أصل التسمية التي تحمل اسم “برج القنطرة”، تطرق إلى التعريف بالمنطقة المحاذية لواد الحراش و التلميح إلى حملة شارل الخامس بالمنطقة و القنطرة التاريخية إلى جانب سرد الواقعة الأليمة لقضية قبيلة العوفية التي أبيدت في 6 أفريل 1832.
خمس مونوغرافيات في “أحواش وأبراج الساحل العاصمي”
أما المؤلف الثاني و الذي سيجمع خمس مونوغرافيات تحت عنوان ” أحواش وأبراج الساحل العاصمي”، حيث سيكشف من خلالها عن أحواش وقرى الساحل العاصمي، و الخاصة بكل من دالي إبراهيم الدويرة المعالمة السويدانية و الرحمانية، و التي سيتطرق فيها إلى التغيرات التي شهدتها الأحواش و أصبحت قرى و مدن مشيدة لأول مرة وفقا للمعايير الأوروبية مثل دالى ابراهيم التي عرفت بأول مدينة جزائرية، كما يتضمن هذا الكتاب الظروف الأمنية السائدة ذلك الوقت في قرى دالي إبراهيم ودويرة معالمة وسويدانية ورحمانية، إلى جانب الأسباب التي دفعت المحتل إلى الإسراع في غرس المستعمرات الأوروبية على تراب الجزائر بسبب اندلاع المقاومة التي هزت البلاد ، مباشرة بعد سقوط معاهدة تافنة في عام 1839.كان سبب بناء أغلبية القرى في عام 1842، و أهم نقطة أشار إليها أحمد لعبش هي كيفية المحافظة على التراث الوطني نذكر على سبيل المثال فسيفساء الرحمانية التي لا تزال تكسو بساط مدخل الكنيسة القديمة و التي لا تزال هي الأخرى جدرانها قائمة وسط المدينة، كما دعم هذا الكتاب بتاريخ برج دالي ابراهيم وبرج الأحمر بدويرة، والأحياء القديمة مثل الزواوة نسبة إلى القبيلة الأولى التي سكنت المكان والتي كانت مهمتها تجنيد الحراص الشخصيين للدايات الوافدين من جبال جرجرة.
وجاء في مؤلفه مدن التتابع إبان الوجود العثماني villages relais de l’époque ottomane، الذي بشرح فيها و يفصل في مهمة الآبار و تأثيرها على تسمية المدن بئر الخادم بئر مراد رايس بئر توتة، الدراسة كشفت تواجد محطات لراحة المسافرين لتزويدهم بالاكل و خاصة الماء لحيواناتهم، إلى جانب هذه المحطات نوجد مساجد ومقاهي وأبار وأحواض، و هي التراث المخزون الذي عرف إهمالا و تقصيرا من طرف المسؤوليين، و منه أيضا التراث الوطني مثل مسجد نافورة و بئر مراد رايس و بئر الخادم و بئر التوتة، و تحدث أيضا عن المنازل المورسكية الفاخرة مثل فيلا قايد الباب جنان بن نيقرو خزنادر.
من جهة أخرى أراد الكاتب تجسيد طموحه في الحفاظ على التراث التاريخي لكل منطقة من خلال هذه المؤلفات التي اعتبرها كعمل أدبي يدون به تاريخ مدن الضواحي للأجيال القادمة، و توثيق و إعادة كتابة التراث المبني، و الحفاظ على التراث التاريخي المحلي من النسيان، إلى جانب الحفاظ على التراث الوطني و توحيد أسماء الأماكن.
شفيقة أوكيل