أفاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أنه لن يسمح باستغلال المساجد و لا ممارسة السياسة ولا الترويج لأي مرشح على مقربة من انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات بالتأكيد أن الجميع يعلم دور المساجد .
وأوضح عيسى لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى جريدة الشعب أن القوانين واضحة فيما يتعلق باستغلال المساجد لغير الأهداف التي أنشئت لأجلها من نشر القيم والدفاع عن المرجعية الدينية وقال :”ما طبقتاه في الاستحقاقات الفارطة هو الأمر ذاته فيما يتعلق بالرئاسيات فالمساجد ستحارب خطاب الإحباط وتنشر الأمل وسيكون لها حضور في كل ما تعرفه البلاد غير أنها ستكون حيادية ستدعو الجزائريين لأن يختاروا من يسير شأنها ولكن دون الترويج لشخص على آخر والدعوة للأمل ومحاربة خطاب التيئيس ليس ظرفيا ولا مرتبط بالاستحقاقات.
وفي سياق منفصل كشف عيسى على أن تكلفة الحج للموسم الجاري ستكون محل نقاش خلال اجتماع مجلس الوزراء المنتظر يوم 13 فيفري الجاري إلى أن هذه الأخيرة لن ترتفع رغم زيادة تسعيرة النقل بالبقاع المقدسة و المقدرة حاليا ب 52.5 مليون سنتيم ويأتي هذا بعد أن قدم الديوان الوطني للحج والعمرة تقريره الخاص بعمل الوفد التحضيري لموسم حج 2019، لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الذي سيعرضه بدوره على الحكومة .
مسجد الجزائر الأعظم سيؤُمه جزائريون وتاريخ تدشينه من صلاحيات الرئيس
ووسط ما يتم الترويج عنه عن استغلال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين لتدشين عديد المشاريع ومنها مسجد الجزائر الأعظم كشف عيسى أن هذا الأخير من حيث البناء جاهز لتدشين غير أنه لا علم له بالموعد الحقيقي والذي قال إنه من صلاحيات رئيس الجمهورية وحدة وأن الأمر يتجاوزه وذكر :”أريد التأكيد أن مسجد الجزائر الأعظم جاهز للتدشين أما موعد التدشين فهو قرار سياسي ومن صلاحية رئيس الجمهورية وهو من يقرر ذلك وحتى المدعوين للتدشين من داخل وخارج الوطن وسيجتمع مجلس الوزراء قريبا للفصل في المسألة ” وأشار عيسى في السياق ذاته إلى أن أئمة مسجد الجزائر الأعظم هم جزائريون من مختلف جهات الوطن ستعاقبون على المنبر والأمر ذاته بالنسبة للمؤذنين والصوت هو صوت جزائر – على حد تعبيره- رادا بذلك على كافة الإشاعات التي كانت تروج لاستيراد الأئمة من الخارج و إطارات من الخارج لإمامة الجزائريين و تكوين الأئمة .
لا أعتقد أن هناك من هو ضد المرجعية الدينية الجزائرية ولا ضد الصلاة
و رفض عيسى الخوض في تصريحات وزيرة التربية الأخيرة حول أن الصلاة تكون في المنزل ولیس بالمؤسسات التعلیمیة” في تعليقها على قرار مديرة مدرسة الجزائر الدولية بباريس معاقبة تلميذة بسبب أدائها الصلاة في ساحة المدرسة حيث أكدت تأييدها قرار المديرة من باب أنها غير مؤسسة وليست محل قرار رسمي أو كتابي من وزارة التربية مؤكدا إنه كان ضحية فيما سبق بعد تشبيه لصوت أحد المؤذنين لمسجد الجزائر الأعظم بالصحابي الجليل بلال بن رباح ولن أعلق على مجرد مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي لخلق الجدل فقط” وقال :”بصفتي كوزير ومثقف شيئ مبدئي أنا لا أعلق على خبر إعلامي لم أطلع بصفتي كوزير ولا كإطار ولا كمثقف على قرار رسمي من طرف وزيرة أو وزارة التربية الوطنية سوى ما تداولته وسائل الإعلام وأنا لن أعلق احتراما لوسائل الإعلام و حفاظا على الموضوعية التي تقتضيها هذه المشاكل المثيرة للجدل والذي أعرفه أن برنامج وزارة التربية الوطنية في مجال التربية والعلوم الإسلامية عملت وزاراتي مع السيدة الوزيرة فيه عمل جواري وعميق لمراجعة المناهج وتقوية قيم الإسلام الوسطية والاعتدال والانتماء الحضاري الجزائري لا أعرف هناك موقفا ضد هذه المبادئ ولا ضد الصلاة وعندما يحصل ذلك فإن أول من يعرف هو مجلس الحكومة والذي تنتمي له الوزيرة والوزارة والذي ينتمي في مجموعه لرئيس الجمهورية وحكومة رئيس الجمهورية هذا الأخير نعرف مبادئه و دفاعه عن الإسلام و الالتزام بترقيته “.
المجلس الإسلامي الأعلى هو من يفتي في “لحوم البغال والحمير”
وحول قرار الحكومة رفع حظر استيراد لحوم البغال والحمير و رأي وزارة الشؤون الدينية في ذلك اعتبر عيسى أن الأولى بإصدار الفتوى حول الأمر هو المجلس الإسلامي الأعلى وليست وزارة الشؤون الدينية وأن من يطلب الفتوى هو وزارة التجارة بالدرجة الأولى وقال:”هناك أمور أهم من فتوى استيراد لحوم البغال والحمير والجزائريون ليسو في حاجة إلى من يلهيهم عن الأساسيات بهذه القضايا الهامشية”.
الحوار مع الأئمة سار على أحسن ما يرام
وعاد عيسى لمسألة الحوار مع نقابة الأئمة مجددا التأكيد على أن سياسة الباب المغلوق طويت صفحتها تسير على أحسن ما يرام و لن يتم السماح لأي جهة بالتشويش ولا إعادة الأمور لنقطة الصفر و الاستجابة لمطالب الأئمة وجعلهم ينشغلون بما هو أهم في المجال الدعوي ونشر القيم وذكر :” المفاوضات مع الأئمة تسير بطريقة جيدة وسلسة أشرفت عليها لجان المتابعة التي أنشأتها الوزارة والأمور جارية ليتم الاستجابة لها ونريد للأئمة أن يتخلصوا من خطاب المطالب والانشغالات لخط القيم و الأخلاق “و تابع في السياق ذاته :” لا أريد أن أكشف أي شيئ حتى لا أشوش على المفاوضات الجارية “.
زينب بن عزوز