الجمعة , مايو 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / العالم / مخير بين تلبية المطالب والرحيل :
ماكرون إلى الأمام نحو السقوط

مخير بين تلبية المطالب والرحيل :
ماكرون إلى الأمام نحو السقوط

قلق على الجالية الجزائرية من أحداث باريس

تجددت أمس بالعاصمة الفرنسية باريس، احتجاجات “السترات الصفراء” في سبت أسود. وواجهت السلطات الفرنسية المحتجين بالقوة حيث قابلت قوات الأمن المحتجين بالغاز المسيل للدموع والمدرعات والاعتقالات التي تعد بالمئات.

وأدت المصادمات مع رجال الشرطة، وسط باريس طيلة يوم أمس السبت، إلى حدوث إصابات في صفوف المتظاهرين كما أعلن رئيس الوزراء إدوارد فيليب عن اعتقال أكثر من 500 شخص صباح الأمس فقط، وتم إغلاق المعالم الرئيسية في باريس والمتاجر الكبرى، بينما انتشر آلاف من رجال الشرطة بالشوارع، أين نشرت السلطات الفرنسية قرابة 89 ألف شرطي، بسبب مخاوف من تكرار أعمال العنف والشغب التي شهدتها باريس السبت الماضي، والتي تعد أسوأ أعمال شغب تجتاحها منذ عقود.

وحسب المتتبعين للشأن السياسي الفرنسي، فإن الأمور تتجه نحو الانفلات خاصة وأن مطالب المحتجين عرفت منحى جديدا يتمثل في المطالبة برحيل الرئيس ماكرون، وحسب ذات الجهة فإن الأزمة التي تعرفها السلطات الفرنسية الآن هو أن هذا الحراك ليس له رأس ولا غطاء سياسي مما يجعل مهمة التعاطي معه صعبة للغاية.

ورغم تنازل الحكومة الأسبوع الفارط عن خطط زيادة الضرائب على الوقود التي فجرت الاحتجاجات، يواصل الرئيس ماكرون مساعيه لتهدئة الغضب الذي أدى لأسوأ اضطرابات بالعاصمة منذ سنوات، لكن حدث ما لم يتوقعه ماكرون، حيث احتشد الآلاف من الفرنسيين في شوارع العاصمة، ومدن أخرى، منذ صبيحة الأمس ووجهوا رسالة غضب في السبت الأسود لماكرون احتجاجا على الضرائب وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود.

غلق 40 محطة ميترو

وفي نفس الإجراءات الاحترازية التي  قامت بها الشرطة الفرنسية، وخشية تكرار أعمال الشغب في المناطق الحضرية بباريس قامت بغلق حوالي 40 من محطة ميترو الأنفاق، كإجراء احترازي كما قامت بتنفيذ عمليات تفتيش منتظمة، في مناطق مختلفة من العاصمة باريس، وشددت قوات الأمن الفرنسية إجراءات الأمن حول قصر الإيليزيه، وجاءت هذه الإجراءات بعد تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فليب،أنهم سيواجهون من يريد التدمير والخراب للبلاد بكل الوسائل، وأضاف فيليب أنه سيتم استخدام نحو 10 عربات مدرعة تابعة لقوات الدرك وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها تلك العربات منذ سنة 2005 .

الحكومة الفرنسية في موقف صعب

لم تنجح حكومة فيليب طيلة الأسابيع الفارطة في تهدئة الغاضبين ولا حتى في إقامة حوار جاد مع ممثلي “السترات الصفراء” لوقف الزحف والتحرك غير المنظم للمحتجين على العاصمة الباريسية وهو ما يضع الحكومة في موقع صعب جدا وتوحي كل المؤشرات أن أيام الحكومة والرئيس الفرنسي معدودة مع تصاعد المطالب للتعبة والتظاهر وبدء تحرك إحتجاجي طلابي،يقابله صمت ماكرون الذي امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات بخصوص أزمة السترات الصفراء.

المجلس الجزائري الفرنسي يدعو الجزائريين للبقاء في بيوتهم

تعيش العديد من العائلات الجزائرية على أعصابها إزاء ما يحدث في فرنسا من احتجاجات “السترات الصفراء” خاصة بعد تحذيرات التي أطلقها المجلس الجزائري الفرنسي حيث حذر الجالية الجزائرية من الخروج إلى الشارع إلا للضرورة، وطالب المجلس من الجالية المقيمة بفرنسا بأخذ الحيطة والحذر وعدم الخروج من بيوتهم، ودعا المجلس، الجزائريين الذين ينوون التنقل إلى فرنسا أن يؤجلوا سفرهم إلى وقت لاحق، حيث ألقت احتجاجات أصحاب السترات الصفراء بظلالها على الجزائر وانتقلت حالة الرعب والخوف إلى آلاف العائلات التي لها أبناء مقيمون في باريس.

جزائريون في قلب الاحتجاجات

والمتتبع للاحتجاجات الفرنسية منذ انطلاقها يوم 17 نوفمبر الفارط يقف على مشاركة المغتربين في تأطيرها منهم جزائريون وثقت الفيدوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تواجدهم في قلب الاحتجاجات وغصت العديد من المواقع بصور ومقاطع فيديو لجزائريين صنعوا الحدث وسط المحتجين وتفاعلوا مع الحدث،أهمها ترديد الأناشيد الوطنية الجزائرية.

هذه حصيلة العنف في فرنسا

وبلغة الأرقام أحصت السلطات الفرنسية آلاف المعتقلين منذ انطلاق الاحتجاجات يوم 17 نوفمبر وخلفت وفاة أربع أشخاص وأصيب المئات إثر المظاهرات التي انطلقت في بدايتها  احتجاجا على سياسة الحكومة وسياسة فرض الضرائب وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود، ومع تواصل الحركة الاحتجاجية اتسع نطاقها لتشمل الطلاب وهو ما فجر الوضع، وسبب أزمة لدى السلطات التي تتخوف من خطر وقوع المزيد من العنف وهو ما يشكل كابوسا للسلطات.

وتطرح الأحداث الجارية في العاصمة الفرنسية والتصعيد الذي تعرف من يوم لآخر وارتفاع السقف إلى المطالبة برأس رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون إشكالية عميقة حول التحول السياسي الذي حدث في فرنسا منذ عام ونصف إثر فوز الوافد الجديد غير المنتمي سياسيا بالرئاسة وإنشاؤه لحركة سياسية تحت مسمى فرنسا إلى الأمام وهو الشعار الذي أصبح اليوم يعيشه ماكرون الآن وهو ذاهب إلى الأمام لكن هذه المرة نحو سقوط محتمل.

رزاقي.جميلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super