جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يعرف جمهور العروض المسرحية في مدينة قسنطينة بالجمهور الذواق وقد اشتهر علي امتداد تاريخ العروض المسرحية انه الجمهور الفريد وأنه الجمهور الترمومتر الذي تقاس به درجة نجاح العرض أو فشله وقد سمعت هذه الشهادة أكثر من مرة من أفواه، ممثلين وفرق مسرحية ومخرجين زاروا المدينة وقدموا عروضهم فيها مخرجين من دول عديدة وهي حقيقة وقد كان مسؤول المسرح الوطني الأول الراحل مصطفي كاتب يقول للممثلين كلما أجهزوا لعرض جديد اذهبوا أولا للعرض في قسنطينة فان حزتم رضا الجمهور، لكم القيام بجولة غي مدن الجزائر وان فشلتم عليكم بإعادة النظر في العمل، وقال مخرج مسرحية ميديا التي لعبت دورها الأساسي ماريا كزاريس بعد العرض في مسرح قسنطينة مباشرة بعد إسدال الستار، أنني جد متأثر وجد مبتهج بتجاوب الجمهور انه جمهور يعرف متى يصفق ومتى يصمت ويسمع انه ترمومتر حقيقي لقياس نجاح العرض المسرحي هذه الصفة التصقت بجمهور المسرح في مدينة الجسور السبعة والأبواب السبعة والحارات السبعة والمغارات السبعة، إلى مطلع القرن الماضي أين بدا فقدانه مع اجتياح جمهور أخر لقاعة المسرح مع تقديم عروض لا شيء فيها من سوي الاسم وكادت المدينة تفقد سمعتها هذه مع تلك العروض الاسكاتشية والتهريجية الكلونية الابتذالية وذلك الجمهور الذي لا يهمه المسرح قدر ما تهمه الضحكة المبذلة، لكن لا شيء يضيع وان تراجع لفترة وقد اثبت الدورة الأخيرة للربيع المسرحي .ان قسنطينة ما زالت مدينة المسرح. وان الجمهور بها مازال جمهور مسرح بامتياز وانه ذواق جيدا وعاشق ولهان للفن الرابع.
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة ״كراك״ المسرحي بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان ״الضوء״ الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب، وله عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، ومجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية ״لمحمد ديب״، و״استراحة المهرجين״ لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي