عرفت هذا الرجل وهو ما يزال شابا، كان يأتي من مدينة الكاف التونسية مع فرقته المسرحية التي أسسها سنة 1967 يأتي ليقدم عروض في مدينة قسنطينة ومدن أخرى جزائرية، كثيرا ما كنا نجلس في واحدة من مقاهي قسنطينة بعد العرض وحول كؤوس الشاي والقهوة تبدأ المناقشات حول العرض حتى مطلع الفجر، سنوات بعدها دخلت عالم الإعلام، وصرنا نلتقي في مهرجان تيمقاد الفني.
انه الصديق الراحل منصف سويسي، الذي رحل عن عالم الدنيا سنة 2016 وهو من مواليد تونس في جانفي 1944، أي انه لو كان بيننا كان الآن في عمر السادسة والسبعين سنة.
يعتبر منصف سويسي من أهم الأسماء وأبرزها في الحركة المسرحية في تونس، كان له شرف تأسيس الكثير من الفرق المسرحية.
فرقة مدينة الكاف القارة سنة 1967.
فرقة مدينة قفصة سنة 1972.
فرقة مدينة القيروان سنة 1974.
كمانه مؤسس مهرجان البحر المتوسط سنة 1975 وعدد آخر من المهرجانات مثل مهرجان قرطاج والذي تولي إدارته مرات عديدة، له مسيرة مسرحية تمتد علي مدي أكثر من نصف قرن، لم يتوقف خلالها عن العمل والعطاء المسرحي.
من الفرق التي أسسها كذلك نذكر فرقة مسرح مدينة تونس العاصمة وفرقة المسرح الوطني التونسي، كما درس بمعهد الفنون المسرحية بالكويت بعد هجرته نحو مدن المشرق العربي ليعمل في مجال همومه في كل من الكويت وقطر والإمارات.
في جعبته الكثير من الأعمال المسرحية التي أخرجها وحازت النجاح سواء في تونس أو الدول العربية التي عمل بها، انه عراب المسرح في البلاد العربية .والعاشق الكبير الذي أعطي كل طاقته للمسرح فأعطاه المسرح النجاح فيما قدمه.
يقول منصف: “المسرح هو حياة يومية للشعوب، المسرح هو بناء إنسان يحمل فكرا نقديا” من أهم الأعمال التي قدمها السويسي والتي يذكر بها وخلد اسمه بها في الحياة المسرحية وبين رجالات المسرح في تونس وبلاد عربية أخرى نذكر له:
1- الهاني بودربالة سنة 1968.
2- عطشان يا صبايا سنة 1975.
3- ديوان الزنج.
4- باباي يا عرب سنة1981.
5- النمرود سنة 2008.
وكثير غيرها إذ يفوق عدد المسرحيات التي اخرجا الستون مسرحية. حاز السويسي الكثير من الجوائز والأوسمة أهمها وسام الشرف التونسي. من أقوالها المهمة كذلك “إن الذي يموت هو الحيوان، أما الإنسان فانه لا يموت خاصة إذا ترك أثرا يخلده).
والسويسي من الأشخاص الذين تركوا أثرا يخلدهم، ويذكرنا كل مرة به وبانجازاته المسرحية من تأسيس للفرق والمهرجانات وتوليه إدارة الكثير منها ومن تدريسها للمسرح في معاهد عربية لا شك أن من درسهم المسرح يذكرونه في كل مرة، اذكر صديقي سويسي. ونحن في شهر جانفي شهر ميلاده، وفضلت ذكره في تاريخ رحيله كما تعودنا ذلك.
علاوة وهبي جروة