السبت , مايو 18 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة علاوة وهبي: معمري والمسرح

مساهمة علاوة وهبي: معمري والمسرح

 

اثنان وثلاثون سنة مرت علي رحيل الروائي  والشاعر والباحث في الانثروبولوجيا مولود معمري الذي توفي في حادث مرور وهو عائد من مدينة وجدة المغربية إلى بلده الجزائر، مولود معمري (1917\1989) واحد من الرعيل الأول من الكتاب الجزائريين الذين يكتبون باللغة الفرنسية .كاتب ياسين ومولود فرعون وآخرين.

بدأ بكتابة الرواية وصدرت أولى رواياته سنة 1952 “الربوة المنسية” وهي الجزء الأول من ثلاثيته والجزء الثاني صدر كذلك سنة1952بعنوان غفوة العادل وأما الجزء الثالث فصدر سنة 1965 أي بعد الاستقلال بعنوان “الافيون والعصا” التي حولها المخرج السينمائي احمد راشدي إلى فيلم بنفس العنوان  ولعب أدواره نجوم الفن مثل سيد علي كويرات ورويشد ومصطفي كاتب وعبد القادر سفيري وجان ماري جوزينات الفرنسية الجزائرية الأصل إلى جانب لوي تريتينيان النجم الفرنسي إلى جانب ممثلين آخرين لا يقلون نجومية عن الذين ذكرناهم.

مولود معمري عرفه الوسط الأدبي إذن روائي من الرعيل الأول ثم عرفه باحث في الانثروبولوجيا  وداعي إلى الامازيغية وقد سبب له ذلك الكثير من المشاكل مع السلطة أيامها.

ولمولود إصدارات في الشعر كذلك وقصص من التراث الشعبي نقلها من الشفوية إلى الكتابة كما ترجم أشعار سي محند اومحند من الامازيغية إلى الفرنسية .والذي يجهل ربما الكثير هو أن مولود معمري كتب نصوصا مسرحية ونشرها وان لم تجد طريقها أي ركح المسرح، من أعماله المسرحية  عملين وقد كان لي حظ قراءة العملين باللغة الفرنسية ومشاهدة احدهما مجسدا علي ركح المسح وهو ريح الحرور التي أنتجها المسرح الوطني سنة 1967 بإخراج المخرج الفرنسي وصديق برتولد بريخت وبلانشون ومعمري  جان ماري بوغلان ولعب بطولتها وسيد احمد اقومي وآخرين وقدمت باللغة الفرنسية وأعيد إنتاجها من طرف مسرح تيزي وزو سنة 2017 بإخراج احمد بن عيسي وشارك بها في مهرجان المسرح المحترف تلي جانب هذا العمل هناك عمل آخر لمعمري في مجال  عنوانه “الوليمة” ويأتي بعكس العمل الأول هذا العمل الأخير لم يتم تجسيده ركحيا ولا ترجم تلي العربية عكس ريح الحرور التي ترجمت إلى العربية وصدرت في منشورات الهيئة العربية للمسرح.

مولود معمري إذن يبقى الكاتب المجهول في الوسط المسرحي. والكاتب الذي لم يحاول المخرج في المسرح الجزائري الاقتراب من نصوصه المسرحية .وربما تخوف البعض من ذلك في سنوات القرن الماضي لما كان معمري يتعرض له من مضايقات بسبب موقفه اللغوي وحتى العرقي، إلا انه ورغم انتهاء ذلك ورغم رحيل معمري عن دنيانا فان أعماله المسرحية وخاصة نصه الجميل الوليمة  لم يجد من يجسده ركحيا أو يترجمه  إلى العربية، والجدير بالذكر هنا أن أعمال معمري تمتاز بالأسلوب الشاعري السلس وبالحوار الفلسفي العميق .

كم يكون جميلا لو يحاول احد المخرجين في المسرح تجسيد عمل معمري الوليمة ركحيا ويتبني الفكرة احد المسارح.. حتى يتم تقريب أعماله أكثر من الجمهور وحتى يتعرف عليه من لا يعرفه مسرحيا.

لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة “كراك” المسرحي بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان ״الضوء״ الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. وله عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، ومجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية “لمحمد ديب”، و”استراحة المهرجين” لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.

علاوة وهبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super