أن تحلم بحيادية الإعلام فيعني هذا حتما إقرارك بأن إبليس أن يحلم بالجنّة ،.لم يكن الإعلام يوما غربيا كان أم عربيا على حياد في نشر الحقائق والأخبار أوفي تعامله مع القضايا الكبرى في العالم،حيادية الإعلام أكذوبة شهّر لها الغربيون وتلقّفها العرب ثمّ احتاروا في أمرها أيمسكونها على هون أم يدسّونها أمريكا على سبيل المثال تمتلك إعلاما أَهوَجَ يقدّس الذّات الأمريكية، ويمارس عنصريّة مقيتة على كلّ من خالف جنسه وسياسة بلده ،ولتذهب الحيادية والموضوعية في نظره إلى الجحيم ! فلا رأي الآخر محترم، ولا حتى من ينازع السياسة الداخلية هناك .
ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر العالم الأمريكي نعوم تشومسكي المعروف بمعارضته لسياسة أمريكا والتي يصفها في كتبه ومقالاته بالدولة الإرهابية والدولة المارقة التي تحتل العالم وتعسكر كل شيء حتى الفضاء ، صارت آراؤه تلقى تعتيما إعلاميا صريحا ومتعمدا وكمثال آخر فإنّ قناة الجزيرة بالإنجليزية رفضوا دخولها للساتيلايت في حين رفض الكيان الصهيوني أي تغطية إعلامية لهجوماته ضد الفلسطينيين وحتّى اللبنانيين سابقا. هكذا هي أمريكا لا تريد للعالم أن يطّلع على سوءتها ومشاريعها التهديمية وعسكرتها للفضاء والأرض وربّما المرّيخ باسم الربّ تارة، وباسم المصالح الأمريكية تارة أخرى.
وقد قامت جريدة نيويورك تايمز بإجراء مئات المقابلات الإعلامية حول قضية غزو العراق فاقت 400 مقابلة كان من بينها 4 مقابلات فقط مع الرّافضين للحرب، وبعد هذا سلم على الحرّية واحترام المهنة والضمير! الأمر نفسه عندنا -نحن العرب- الذين تهنا في سراديب الأوهام، فلا إعلامنا حيادي ولا هو بريء كل دولة لها إعلام يخدم مصالحها الشخصية، الجزيرة في قطر والعربية في السعّودية كلتاهما رائدتان عربيا وتخدمان مصالح بلديهما وتخدمان إيديولوجيا حلفاء بلديهما .
وعليه فإنّ غالب وسائل الاعلام ترفع شعار الحياد لتغطي عيوبها أو تخدم أيديولوجية تخصها أو تخص حلفاءها والمؤمن بحيادية الإعلام إذن ،مؤمن بحكاية الغولة و العنقاء ومؤمن أيّما إيمان أن الذئب بريء من لحم الخروف فالخروف هو من استفز الذئب وهاجمه فلجأ في آخر لحظة إلى العنف، إلى أكله!
بقلم: وليد شموري