الجمعة , أبريل 26 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / بعد أزمة سكن الأحياء:
مقابر العاصمة تضيق بموتاها… والحلول غائبة

بعد أزمة سكن الأحياء:
مقابر العاصمة تضيق بموتاها… والحلول غائبة

تعاني معظم بلديات العاصمة من مشكل امتلاء المقابر حيث أصبح المواطنين يجدون صعوبة في إيجاد قبور لدفن موتاهم و هو ما يحدث في كل من بلديات برج البحري، وادي قريش، بابا حسن ، زرالدة، اسطاوالي، عين البنيان بوزريعة ، وغيرها، حيث طالبوا من السلطات الولائية إيجاد الحلول بتوسيع المقابر أو تعويضها بأخرى جديدة تستوعب الموتى .
ورغم كل خطوات التي قامت بها السلطات من أجل التكفل بمقابر العاصمة وتنظيفها والاعتناء بها، وذلك يندرج في إطار تحسين وجه عاصمة البلاد،غير أن معظم رؤساء البلديات عجزوا لحل المشكلة بسبب غياب الوعاء العقاري.

مقابر تطبعها الفوضى والإهمال
أول مايشد انتباهك عند زيارة أي مقبرة في العاصمة ، تلك ممرات ضيقة يكسوها الوحل إلى جانب التصاق القبور بعضها البعض مما يصعب على الزوار التنقل عبرها بكل راحة، كما تلاحظ مقابر طمست معالمها لم تعد قبورها تظهر تحت الحشائش والأشواك التي عششت في كل الجهات والتي أصبحت أنيسا للموتى في قبورهم، فبمجرد دخولك إليها كأنك في أرض مهملة تنتظر المغيث لكنها في حقيقة الأمر مقبرة يدفن فيها الموتى ويعيش فيها حتى الأحياء رغم أن المكان تنبعث منه رائحة الموت إلا أنّ الأطفال لم يجدوا مكانا للعبث إلاّ بين القبور، فصارت المكان المفضل للخارجين عن القانون ومسرحا لمعاقرة المسكرات والممنوعات ، وتجدر الإشارة أنه بسبب انعدام مساحات كافية للدفن أصبح الجزائريون ينبشون قبور أقاربهم المقربين لدفن موتاهم، كما أن الاكتظاظ الذي مقابر العاصمة يراجع إلى كثرة الموتى الذين دفنوا بسبب المأساة التي عاشتها البلاد خلال العشرية السوداء .

.. وأخرى تتحول إلى أوكار للمنحرفين
تحولت مقابر موتى الجزائريين إلى أوكار للعصابات الإجرامية وأماكن لممارسة الرذيلة والمنحرفين، فقد فاقت المقابر المقاهي وقاعات الطرب في استقطاب الشباب وجماعات القمار، أين اتخذوا من القبور آرائك لهم وشواهدها، متكأ ومستراحا لهم ، بعد أن تحولت هذه الأماكن المقدسة بفعل فاعل إلى أوكار للإنحلال الخلقي ومرتع لاستهلاك الخمور والمخدرات وسماع الأغاني والموسيقى من دون حسيب ولا رقيب ، ناهيك انتشار المتسولين والتجار وحتى المشعوذين، وغالبا ما يدخل عمال المقابر في مناوشات مع هؤلاء التجار والمتسولين الذين يعودون يوميا إلى نفس المكان.

المشكل تفاقم مع غياب الرقابة
رجع بعض المواطنين أن ضمان حرمة المقبرة هي مسؤولية الجميع بما فيها البلديات والوصاية وحتى هيئة المقابر، وما جعلها وجهة للمنحرفين لتناول الكحول وإفراغ وانتشار عدة محرمات التي زادت من كارثية الوضع في المقبرة، هو غياب الأسوار وأعوان الحراسة وعدم تهيئة فاقتصرت مهام المقبرة على تعاون أحد المحسنين بتقديم صفائح من حديد لتسييجها وتطوع بعض المواطنين في حرق القمامات وتنظيف المكان لكن مجهوداتهم ذهبت أدراج الرياح فوجهت أصابع الاتهام للسلطات المعنية التي لم تنحرك ساكنا من اجل حماية الأموات .

المواطنون يدفنون موتاهم في القبور القديمة
يسمح القانون للمواطنين دفن موتاهم في القبور تتجاوز 5 سنوات ، لكن الكثافة السكنية في العاصمة دفعت العديد منهم دفن موتهم في قبور لا تتعدى السنة ، وهو ما يخالف تماما لقانون ،في حين تبقى الكثير من الأموات في مصلحة حفظ الجثث بالمستشفيات، بسبب عجز أهل الميت في إيجاد القبر لدفنه.
للإشارة فان العدد الإجمالي للمقابر في ولاية الجزائر بـ 141 منها 107 إسلامية، 33 مقبرة مسيحية ومقبرة واحدة يهودية، كما تمكنت مصالح ولاية الجزائر من رصد 42 هكتارا لإنشاء 10 مقابر جديدة.وتتوزع المقابر الجديدة عبر عدد من بلديات الولاية، والتي ستدعَّم أيضا بمشروع إنجاز مركز جديد على مستوى مقبرة العالية لحفظ الجثث يتماشى مع المعايير الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super