دعا رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الانسحاب من الرئاسيات، ودعا داعميهم من الأحزاب إلى تقديم مرشحين عنهم، وقال إنه من حق الرافضين للعهدة الخامسة تنظيم مظاهرات لكن شريطة الابتعاد عن العنف، وكشف عن برنامج حزبه”الحلم الجزائري”، الذي قال إنه “عمل جاد يحمل العديد من الرؤى “، وحمل من جانب آخر المسؤولية في فشل “التوافق الوطني” على المعارضة التي رفضت الاستجابة لدعوات”حمس”، كما رفض أن يحشر حزبه داخل زاوية”الإسلامي” دون مختلف الزوايا الأخرى.
وقال مقري، أمس، خلال عرضه الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي بمقر الحزب بالعاصمة، إنه لم يأت لمحاربة أية جهة، وأنه ترشح للرئاسيات لما رأى حزبه مصلحة البلاد في هذا الترشح، وقال إنه يتمنى الخير للجميع، لكنه دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الانسحاب من المنافسة الانتخابية نظرا لوضعه الصحي، ونظرا للوضع الحرج الذي تعيشه البلاد، كما دعا الأحزاب الداعمة له إلى تقديم مرشحين من داخلها بدلا من الترويج للرئيس قائلا” الجزائر ليست عاقرا لكي يرى شعبها الخلاص في شخص الرئيس بوتفليقة فقط….أحزاب الموالاة لها شخصيات باستطاعتها تقديم مرشحين للاستحقاق الرئاسي عوض الترويج لبوتفليقة”.
وعن اجتماع المعارضة- أمس- قال مقري أن “حمس” تلقت دعوة ولبتها، وستفصل هياكلها بنتائجه فيما بعد، مضيفا “سنقدم ما نراه مناسبا سيما وأننا كنا أول من قاد هذه المبادرة في معسكر المعارضة، دون أن تلقى تجاوبا” وأضاف” نشارك للوقوف على الأسباب وراء تبني هذا المقترح الآن بعدما تم رفضه في السابق رغم سعينا مطولا لتحقيقه”.
“التوافق الوطني” فشل بسبب رفض الأطراف التي دعيت إليه
واعتبر مقري أن “التوافق الوطني” قد فشل، وأرجع أسباب الفشل إلى رفض الاطراف التي دعيت اليه التجاوب مع رؤية “حمس” قائلا” التوافق الوطني فشل ليس لان “حمس” فشلت، بل على العكس هي نجحت لأنها سعت في ذاك ولا زالت، و لكن لان الأطراف الأخرى التي دعت إلى هذا التوافق لم تستجب لنا”
للمواطنين الحق في التظاهر لكن “بلا عنف ولا تخريب”
وبخصوص المظاهرات التي من المقرر أن تنظم رفضا للعهدة الخامسة، وان كان معها أو ضدها، قال مقري”ما ندعو إليه أن تكون هذه المسيرات سلمية، بعيدة عن العنف والتخريب والإضرار بالممتلكات العمومية أو الخاصة، ومن حق الرافضين للعهدة ال5 أن يعبروا عن رفضهم هذا بالمسيرات، هذا حق يكفله الدستور لكن لا للعنف، وتعم لنقل صورة حضارية عن بلادنا، ويجب على المتظاهرين أن يكونوا واعين ومسؤولين” وأضاف قائلا” لكل طريقته في التعبير عن هذا الرفض، وهؤلاء اختاروا هذه الطريقة، أما حزبنا فاختار الرفض بالمشاركة في الانتخابات”.
“الحلم الجزائري ” لمقري والرؤيا السياسية، الاقتصادية و القطاعية
وبخصوص برنامج مقري الانتخابي، الذي كشف عنه أمس، وهو برنامج قائم على ثلاث محاور وهي الرؤية السياسية، الرؤية الاقتصادية ورؤية البرامج القطاعية التفصيلية، وتضمن الرؤية السياسية حسب برنامج مقري إلى “تحقيق انتقال ديمقراطي سلس والوصول إلى الحكم الراشد”، وقال مقري في هذا الشأن أن هذا البرنامج الذي يحمل عنوان “الحلم الجزائري”، “عمل جاد وليس وليد اللحظة”، ويضم حزمة من “البدائل الكفيلة بالوصول إلى تحقيق الحكم الراشد، وفقا للمعايير الدولية في هذا المجال”، وتتكون هذه الرؤية هي الأخرى من 6 محاور، أولا البرنامج البديل أو” الحلم الجزائري”، ثانيا الواقع الراهن وأسس الأزمة، ثالثا الحكم الراشد، رابعا التوافق الوطني، خامسا نوفمبريون مؤهلون للحكم الراشد و انجاز التوافق و تحقيق الحلم، سادسا “الخاتمة” و التي تضم سيناريوهات .
أما في الشق الاقتصادي، فقد أشار فيتضمن إصلاحات معمقة تمس كل الجوانب، مع وضع آجال محددة لتحقيق كل الأهداف التي وردت في الوثيقة،على غرار تحقيق نمو للناتج الإجمالي الخام يصل إلى 7 بالمائة ابتداء من 2020 و غيرها، مع تسطير خطة عمل “محكمة” لكل قطاع، “تمكنه من تحقيق وثبة سريعة” مثلما أكد.
تغيير الدستور، مواصلة مسار “التوافق الوطني” الترشح لعهدتين
كما قدم مقري أجندته المستقبلية في حال فوزه في الرئاسيات، حيث تعهد بمواصلة العمل على تحقيق التوافق “ليس فقط مع النخب وإنما مع كل أفراد الشعب الجزائري” و ذلك في إطار “مسار تشاوري موسع، يختتم بالوصول إلى عقد اجتماعي”، و قال انه في حال فوزه سيقوم أولا بتعديل للدستور عبر استفتاء شعبين و بتعيين لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات، وكذا “تنظيم انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة من أجل تغيير المشهد السياسي وفقا لما تعبر عنه الإرادة الشعبية”
و يشدد مقري على أن حركة مجتمع السلم “مؤهلة للحكم”، مستندا في ذلك إلى “تجربتها السياسية الطويلة و انتشارها الواسع على المستوى الوطني”، فضلا عن “صمودها في وجه التطرف والتضحيات التي قدمتها لصدّه”.
و قال مقري انه في حال فوزه، وفي حال تمكن من تحقيق هذا البرنامج، فانه سيترشح لعدة ثانية إذا أراد الشعب ذلك، لكنه سيغلق عدد العهدات باثنتين .
رزيقة.خ