تنظم الجمعية الثقافية تراث الأجيال تحت إشراف والي ولاية بسكرة المحترم وبالتنسيق مع مدير الثقافة لولاية بسكرة، بالتعاون مع معهد الاثار الملتقى الوطني الثاني بعنوان: “التراث في منطقة الزاب الشرقي منطقة تهودة نموذجا ولاية بسكرة” وذلك من 21 إلى 23 افريل الجاري، وذلك بقاعة الفكر والأدب دار الثقافة أحمد رضا حوحو بسكرة.
يأتي الملتقى، في إطار إبراز الإستراتيجية الوطنية المنتهجة في مجال التأمين وحماية الممتلكات الثقافية والتأكيد على المجهودات المبذولة في هذا المجال والدور الهام الذي تلعبه الهيئات والمصالح الأمنية المكلفة بمكافحة المتاجرة غير الشرعية والمساس بالممتلكات الثقافي.
وحسب ديباجة الحدث، فإن جمعية تراث الأجيال والبعثة الاثارية لموقع تهودة (معهد الآثار/جامعة الجزائر2)، سعت إلى تنظيم ملتقى وطني ثان في منطقة الزيبان، استكمالا للملتقى الوطني الأول الذي انعقد عام 2015.
وحسب ذات المصدر، فقد بدأ الاهتمام بالمواقع الأثرية لمنطقة الزاب الشرقي لولاية بسكرة منذ الفترة الاستعمارية، من خلال كتب ومنشورات ومقالات سواء استكشافية منذ الوهلة الأولى للاستعمار أو علمية ميدانية من خلال البعثات العلمية المتعددة الاختصاصات لمحاولة فهم ذهنية أهل المنطقة (من عادات وتقاليد) والتعرف على الإطار الطبيعي للزيبان من جغرافيا، وجيولوجيا، وشبكة مائية، وغطاء نباتي طبيعي أو زراعي، …الخ، منشورة في مجلات علمية. وتواصل نفس الاهتمام في فترة الاستقلال بالمنطقة في مختلف المجالات والعلوم ولكن متفرقة، وكانت منعدمة بالنسبة لآثار المنطقة، إلى غاية بداية اهتمام الدولة بمحاولات جدية لتصنيفها ومثال ذلك موقع تهودة الأثري الذي صنف وطنيا سنة 1996م لما يكتسيه من أهمية أثرية، وتراثية يعكس الزخم الحضاري لإنسان المنطقة. تتمثل إشكالية الملتقى في: كيفية الحفاظ على التراث المادي واللامادي في منطقة الزاب الشرقي عامة ومنطقة تهودة خاصة وحمايته من الاندثار ونقله للأجيال القادمة لتمكينهم من التعرف عليه وجعله قبلة ثقافية وسياحية.
ويهتم موضوع هذا الملتقى لتسليط الضوء على تراث منطقة الزاب الشرقي المعروف جغرافيا والذي يضم كل المنطقة التي تقع جنوب جبال الأوراس وشرق مدينة بسكرة وشمال الشطوط، وتم أخذ منطقة تهودة نموذجا، ليس للتطرق إلى المنطقة وحدها، وإنما يمكن إدراج كل المواقع الأثرية وطنيا التي تلقت تجربة الحفريات العلمية الجزائرية، وكل المواقع التراثية (أثرية وتراثية) الواقعة في النطاق الجغرافي للزاب الشرقي. تتحدد منطقة تهودة جغرافيا في القديم إلى مساحة أوسع مما هي عليه، في الحقيقة، كانت تهودة حسب وصف الرحالة المسلمين، من بينهم البكري مثلا، الذي ذكرها من اكبر المدن في إفريقيا، فلهذا تتعدى منطقة تهودة الحالية حدودها إلى أوسع من ذلك وقد تصل إلى مساحة قدرها 15كم×15كم، إذا سلمنا أن مركزها هو الموقع الأثري المحمي حاليا.
وضمت كذلك هذه المنطقة تراثا شفويا معتبر لكونها منطقة عبور واستقرار، تتميز بثراء زراعي متميز يساعد على استقرار موجات بشرية معتبرة ومهمة، ساهمت في إثراء التراث منذ القديم.