الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / فعاليات الطبعة الرابعة تعد بالكثير والجمهور مدعو لإنجاحها:
مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي… تجسيد لأحلام الشباب وآمال لعودة مجد السينما الجزائرية

فعاليات الطبعة الرابعة تعد بالكثير والجمهور مدعو لإنجاحها:
مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي… تجسيد لأحلام الشباب وآمال لعودة مجد السينما الجزائرية

تحتضن بونة فعاليات الطبعة الرابعة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، حيث يعود الحدث مجددا بعد غياب دام أربع سنوات، بمشاركة 70 فيلما جديدا من 18 بلدا متوسطيا أنتجوا بين سنتي 2022 و2024، وببرنامج خاص يحمل عنوان “فيفا -تحيا- فلسطين”، والذي تعرض خلاله سبعة أعمال سينمائية فلسطينية قصيرة على الجمهور والمشاركين تباعا طيلة أيام التظاهرة، حيث سيكون جمهور عنابة مدعو لإنجاح فعاليات الطبعة.

وقد اعتبر محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي محمد علال أن هذا المهرجان هو عبارة عن تحدي كبير لإعادة الروح إلى واحد من أهم المهرجانات السينمائية الذي كان في ثمانينيات القرن الماضي جزءا مهما من حكاية جوهرة الشرق، فالمهرجان ولد كبيرا عام 1986 بدورة استثنائية حضرها أزيد من 120 ألف مشاهد، في قاعات السينما الرائعة التي كانت تتمع بها عنابة “قاعة سينما أفريقيا” و”المنار” دون أن ننسى المسرح الجهوي الذي رافق افتتاح كل الدورات، وبعدها مرت حكاية مهرجان عنابة بعدة محطات، منها الصعبة ومنها الحلوة ومنها صفحات بيضاء، فغاب لعقد من الزمن ثم عاد وغاب، وها هو اليوم يعود مجددا على أمل الاستمرار بأحلام الشباب، ليكون اليوم جسرا بين الأجيال، فبعدما كان ماضينا جميل، مشهود له بالأوسكار والسعفة الذهبية، نأمل أن يكون مستقبلنا أجمل.

تكريم لوجوه جزائرية وأجنبية هامة

وتقف طبعة الحدث وقفة تقدير لعدد من السينمائيين الجزائريين والأجانب، حيث تكرمهم نظير ماقدموه للفن السابع، على غرار المخرج السينمائي وكاتب سيناريو  مرزاق علواش، والذي يُعد من رواد السينما الجزائرية، أخرج 18 فيلمًا منذ عام 1976، من بينها: “باب الوادي سيتي”، “مرحبا ابن العم”، “السطوح”، “نورمال”، “مدام كوراج”، “التائب”، “حراقة”… وغيرها، فضلا عن تكريم الممثلة الاسابنية إيتثيار إيتونيو مارتينيز التي ظهرت إيتونيو لأول مرة في مجال التمثيل الاحترافي في أواخر التسعينيات وسرعان ما اكتسبت شهرة بفضل تنوع أدوارها وموهبتها، وقدمت على مدار مسيرتها المهنية المتميزة، قدمت إيتثيار إيتونيو عروضًا بارزة في السينما والتلفزيون والمسرح. إلى جانب تقمص دورها الأيقوني المفتشة راكيل موريللو في مسلسل “لا كازا دي بابيل”، ظهرت في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الإسبانية المشهود لها، مما يدل على مدى تنوعها كممثلة.

وسيكون لعملاق السينما الإيطالية دومينيكو بروكاتشي موعد مع التكريم،  وهو الذي ترك بصمة لا تمحى على هذه الصناعة من خلال إنتاجاته الرائدة. تمثل شركته المرموقة “فاندانغو” منارة للتميز، وتعكس التزامه بالسرد القصصي عالي الجودة، حيث يضم سجل أعمال بروكاتشي مجموعة من الأفلام الآسرة، بما في ذلك”Gomorra” ، “The Great Beauty” ، و”حكاية الحكايات”، وكل منها شهادة على قدرته المتميزة على اختيار روائع السينما.

وسيكرم أيضا توفيق فارس أحد رواد الأخبار المصورة في شمال إفريقيا، والذي شارك في توقيع بعض الأفلام القصيرة، مثل “حتى المساء عندما تنتهي خطوط النهار”، وشارك في كتابة سيناريوهات لأولى أفلام المخرج لخضر حمينة “ريح الأوراس” (1967) و”وقائع سنين الجمر”، وهو فيلم حاز على جائزة في مهرجان كان السينمائي عام 1975، كما ساهم بجهده في إنجاز واحد من أبرز الأفلام في تاريخ السينما الجزائرية، وهو الفيلم الطويل الوحيد الذي أخرجه توفيق فارس، عنوانه “الخارجون عن القانون” (1969)، وهو لوحة تاريخية ذات نفس ملحمي.

130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد

وسيكون للحدث وقفة من السينما الإيطالية، حيث يقدم نقاد وباحثون قراءات عن السينما الإيطالية، في تاريخها وأهم الأسماء التي صنعت هذه السينما العريقة، ضمن ندوة تمنح لثلاثة متكلمين مختصين، يتناولون عدة محاور في هذا الموضوع، ويدير الندوة الممثل الجزائري المقيم في إيطاليا ميلود مراد بن عمارة.

ويتناول الناقد السينمائي ماسيمو ليتشي محورا هاما، يتعلق بحضور الوطن العربي في السينما الإيطالية، واهتمامها بانشغالات وقضايا تخص الشأن العربي، وذلك من خلال نماذج عالمية، والعودة إلى أمثلة لكبار المخرجين الإيطاليين على غرار بونتيكورفو، فيسكونتي، وباسوليني.

بينما يخوض الكاتب والناقد السينمائي والأدبي الإيطالي أوسكار لاروسي في تاريخ السينما الإيطالية العريقة، التي بلغت 130 عاما من الوجود، وذلك بالحديث عن صانع الأفلام فيديريكو فليني (1920_1993) في ذكرى ميلاده المائة، وهو مخرج صاحب مسار فني هام، وحائز على جوائز عالمية كثيرة.

ويتحدث الكاتب والباحث الكندي جيسي كومينغ، في مداخلته، عن موضوع التوثيق في عالم السينما، ورصد مجموعة من التجارب لأفلام إيطالية، خاصة وأن عملية التوثيق في السينما العربية تحديدا محتشمة، لذلك يوضح الكاتب أهميتها التاريخية، العلمية، والفنية.

أربعة أسماء سينمائية تروي تجاربها

يفتح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، في دورته الرابعة، المجال لأربعة أسماء سينمائية، لتروي تجاربها، كل حسب اختصاصه، ضمن “ماستر كلاس”، يستضيف الموسيقي والملحن الكبير صافي بوتلة، للحديث عن موسيقى الأفلام، على ضوء تجاربه الكثيرة، ويتكلم الجزائري سامي لاموتي عن خبرته في مجال المؤثرات الخاصة بالسينما، المعروف أيضا باسم الخدع البصرية، كما تخوض المخرجة الفرنسية مايوين في عملية إدارة الممثلين، أهميتها وأسرارها، ويتناول المنتج الإيطالي دانييلي أورتشولو، ضمن اختصاصه، موضوع كيفية إنتاج فيلم.

ورشات مهمة

يقترح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي مجموعة من الورشات، في مهن السينما، يشرف عليها مختصون، وهي موجهة للمواهب الشابة، والراغبين دخول المجال، وهذه الورشات تتعلق بمهنة الإنتاج، الإخراج، المونتاج (التركيب)، الصوت، التصوير، إدارة الممثل، وكتابة السيناريو.

ويشرف يحيى مزاحم على “ورشة الإنتاج”، لما له من خبرة في إنتاج الأفلام بأنواعها، الروائية الطويلة، الروائية القصيرة والوثائقية، فضلا عن المسلسلات، والبرامج التلفزيونية والإشهار، حيث يقدم مزاحم، في ثلاثة أيام، خلاصة تجاربه في الإنتاج، إذ يتحدث عن الخطوات اللازمة التي يجب إتباعها.

وفي برنامج المونتاج (التركيب)، فإن سليم أكتوف، لديه 15 عامًا من الخبرة في مجال ما بعد الإنتاج في مشاريع مختلفة في مجال السمعيات والبصريات والسينما، حيث تقوم الورشة على تلقين أساسيات مونتاج الفيديو، مفهومه، وأهميته في السرد المرئي، كما يتناول مبادئ القصة المرئية، من خلال فهم لغة السينما والعناصر الأساسية للسرد، فضلا عن تقديم أشهر برامج مونتاج الفيديو.

ويقدم حميد بوزيان في ورشة الصوت، على تعليم تقنيات الصوت والاستخدامات المختلفة للصوت في المشاريع السمعية والبصرية، ويقدم تمارين التسجيل، للمتربصين، في الموقع مع معدات مختلفة للمشاركين داخل المبنى وفي الهواء الطلق.

وعن ورشة كتابة السيناريو، التي يؤطرها طاهر بوكلة، تهدف إلى تقديم عرض شامل يجيب على أسئلة محددة: ما هو السيناريو؟ ما هي وظيفته في سلسلة إنتاج الفيلم؟ كيف ننتقل من السرد الأدبي إلى اللغة السينمائية؟ كيف نكتب سيناريو؟ ما هي القواعد الرئيسية للدراما التي يجب مراعاتها؟ كيف يتم تنسيق السيناريو؟

ويؤطر علال يحياوي ورشة التصوير السينمائي، إذ يقوم خلالها بتعريف فن التصوير السينمائي، ويتحدث عن المهام الفنية والتقنية للمصور السينمائي، ويشرح مفهوم اللغة السينمائية وأساسيات السرد البصري، كما يتناول نقل المعنى والعاطفة في تصوير المشاهد، كما يعرج في أساسيات الضوء والظل، شرح كيف يمكن للإضاءة أن تعزز المزاج والجو في المشهد.

ويقدم عبد الله الخطيب، وهو مخرج سوري فلسطيني ورشة خاصة جدا، ترمي إلى تكوين المشاركين فيها على إخراج فيلم قصير، خلال 48 ساعة فقط، وهذه الفكرة ستكسب المتربصين مهارات السرعة والبداهة في اخراج عمل سينمائي قصير.

ويدير الممثل السوري الشهير أيمن زيدان، ورشة في غاية الأهمية، تتعلق بمهنة إدارة الممثلين، التي يقيمها على ضوء تجاربه في التمثيل والإخراج، في السينما، المسرح والتلفزيون، ويمنح عصارة خبرته الطويلة لمجموعة من المشاركين المتربصين، أصحاب المواهب والرغبة في التعلم.

ملتقى الصناعة السينماتوغرافية تحت شعار “التحديات.. المشاريع.. المستقبل”

ويشهد مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الرابعة، إقامة ملتقى الصناعة السينماتوغرافية، يوم 29 أفريل الجاري، تحت شعار “التحديات.. المشاريع.. المستقبل”، حيث سيحضر خلال الحدث 150 مشاركا، من منتجين، مدراء مهرجانات، ممثلي وزارات، جمعية البنوك، وخبراء في القانون.

ويقدم مجموعة من المشاركين مداخلاتهم، خلال اليوم، من 10 دول، وهي الجزائر، إيطاليا، مصر، تونس، مالطا، السعودية، تركيا، كندا، كرواتيا، وإيران.

ويناقش الملتقى عددا من المواضيع، موزعة على فترتين، في الفترة الصباحية، يتحدث المشاركون عن قانون السينما الجزائرية 2024 وآفاق الصناعة السينماتوغرافية، ويتناول ممثل عن وزارة المالية، والمركز الجزائري لتطوير السينما، وممثل عن جمعية البنوك محور التمويل وآليات الدعم المالي السينمائي، بالإضافة إلى محور المهرجانات من العروض والمسابقات إلى الدعم والتمويل، التي يثريها كل من رئيس مهرجان الاسكندرية، ممثل عن مهرجان البحر الأحمر، مهرجان روما، ومهرجان عنابة، كما يتطرق المشاركون إلى موضوع السينما في زمن المنصات والشاشات ينشطها ممثل عن منصة شاهد، واسمين آخرين من تركيا وكندا.

في الفترة المسائية، يتناول خبراء مواضيع تتعلق بالإنتاج السينمائي المشترك في حوض البحر المتوسط، يؤثثه كل من أحمد بجاوي، دونيز كونيا، ديانا سيتينا ملادنوفيتش، وفاليري بوهاجيار. فضلا عن محور دعم الأفلام الروائية القصيرة والتجارب الناشئة، وأخيرا التطرق إلى محور الجوائز العالمية وتأثيرات التوزيع، بمشاركة المخرج الجزائري أحمد راشدي، وموزعون من تونس، مصر والجزائر.

وينتهي الملتقى بإصدار مجموعة من التوصيات، على ضوء ما جاء في المداخلات والنقاش.

هؤلاء لجان تحكيم الفئات الثلاث من المهرجان

وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة كل من: نوري بيلج جيلان (تركيا) رئيس لجنة التحكيم، جوستين باردا (الولايات المتحدة الأمريكية)، عديلة بن ديمراد (الجزائر)، مستانة مهاجر (إيران)، مارتينا زيجيوتي (إيطاليا)، حيث ستقيم 14 فيما مشاركا في المنافسة الرسمية.

وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، كل من ريم تاكوشت (الجزائر) رئيسة لجنة التحكيم، جود سعيد (سوريا)، نورا نافزي (تونس)، إيلينا روباشيفسكا (أوكرانيا)، رؤى المدني (السعودية)، حيث ستقيم 19 فيلما مشاركا في المنافسة الرسمية.

وبخصوص لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، فتضم كل من: بهيج حجيج (لبنان) رئيس لجنة التحكيم، يلينا لاريونوفا (كزاخستان)، جيس كومينغ (كندا)، إيفان بولوتنيكوف (روسيا)، شرقي خروبي (الجزائر)، حيث ستقيم 14 فيلما مشاركا في المنافسة الرسمية.

جوائر فئات المهرجان

يمنح المهرجان الدولي للفيلم المتوسطي بعنابة عدة جوائز قيمة مالية وتنويهيه ، حيث وفي فئة الأفلام الطويلة: جائزة الغزال الذهبي لأحسن فيلم طويل قيمتها 15,000 دولار أمريكي، جائزة الغزال الذهبي لأحسن سيناريو بدون قيمة مالية، جائزة أحسن دور رجالي بدون قيمة مالية، جائزة أحسن دور نسائي بدون قيمة مالية، جائزة لجنة التحكيم بدون قيمة مالية.

وفي فئة الأفلام الوثائقية: جائزة الغزال الذهبي لأحسن فيلم وثائقي قيمتها 15,000 دولار أمريكي، جائزة لجنة التحكيم بدون قيمة مالية، أما في فئة الأفلام القصيرة: جائزة الغزال الذهبي لأحسن فيلم قصير وقيمتها 5,000 دولار أمريكي، جائزة لجنة التحكيم بدون قيمة مالية…

صبرينة ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super