الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / ترامب ينفذ وعده أمام تخاذل الأنظمة العربية:
نقل السفارة إلى القدس وسط تواطؤ عربي

ترامب ينفذ وعده أمام تخاذل الأنظمة العربية:
نقل السفارة إلى القدس وسط تواطؤ عربي

كالعادة، رد العرب باحتشام وبكلمات باردة على خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفتح سفارة الولايات المتحدة بالقدس، أمس، بعدما كانت في تل أبيب، رغم أن كل المواقف العربية والإسلامية كانت في مجملها رافضة لقرار ترامب حين أعلن عليه في وقت سابق.
كان رد الجامعة العربية، على قرار ترامب الذي اختار شهر ” النكبة ” لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب نحو القدس، هو الذهاب نحو عقد اجتماع ” غير عادي ” و” طارئ ” لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، غدا، في القاهرة بناء على طلب السلطة الفلسطينية. رغم أن ما يحدث على الأرض أمر جلل، وهو سرقة موصوفة لمدينة فلسطينية عريقة، تهم كل الأمة الإسلامية وحتى المسيحية وما تلا تلك الخطوة من مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حق عشرات الفلسطينيين الذين تظاهروا في تخوم غزة والضفة الغربية ردا على الخطوة الأمريكية. إلا أن ذلك لم يمنع تلك الحكومات العربية من اتخاذ موقف على الأقل قوي يسجلونه في دفاتر التاريخ.
ويعقد هذا الاجتماع لمواجهة القرار الأمريكي، في ظل انقسام عربي بائن، وإمساك قوى التطبيع بخيوط اللعبة داخل الجامعة، مع تهميش للدول المؤثرة سابقا بعد طرد سوريا، وتفتيت العراق وتحطيم ليبيا واليمن وكل المحاولات لإبعاد الجزائر من دائرة صنع القرار في مبنى القاهرة.
وأوضح دبلوماسي عربي أن الاجتماع جاء بناء على طلب فلسطين، وبعد موافقة دولتين عربيتين وبالتشاور مع مندوب المملكة العربية السعودية، التي تتولى رئاسة المجلس حاليا.
ويظل العرب متمسكين بمواقفهم التاريخية في خذلان ما يصفونها بـ ” قضيتهم المركزية “، رغم ما يحاولون إبرازه أمام شعوبهم من تمسك بدعم الشعب الفلسطيني والتنديد بالقرارات والمواقف الغربية المدعمة للمحتل الإسرائيلي، لكن في الغرف المظلمة هناك تنسج خيوط قصص أخرى، ستكتب ميلاد قصة ” عشق ” عربية إسرائيلية في المستقبل القريب.
واعتمادا على تسريبات نشرتها وسائل إعلام غربية فإنه تم كشف في وقت سابق، عن تفاهم أمريكي مع عواصم عربية رئيسية على قرار نقل السفارة ضمن ترتيبات ما باتت تعرف بـ” صفقة القرن “، كما يعتقد الكثيرون أن خطوة الرئيس الأمريكي ترامب لم تكن لتحدث لولا اتفاق مبدئي مع بعض الدول العربية والإدارة الأمريكية واللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
الوحيد من الرؤساء العرب السابقين الذي انتقد صمت الدول العربية على الخطوة ” الخطيرة ” التي قام بها دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده نحو القدس المحتلة، كان الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان الذي غرد على تويتر قائلا “هل يعقل أن يتقبل العرب وبالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة نقل السفارة الأميركية إلى ​القدس​ دون اعتراض؟ 5 شهداء فلسطينيين حتى الآن “.
وفي صفوف المقاومة اللبنانية، نقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني عن الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله قوله إنه ” لا قيمة لقرار نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس “، ووصف قاسم التحرك بأنه ” من جانب واحد “.
ونقرأ في المواقف التي أعلنت عليها بعض الحكومات العربية، أنها لغويا لم تخرج عن سياق التنديد والاستنكار التي ألفتها مطابع وزارات الخارجية في الدول العربية، مثلما وصف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قراري الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بأنهما ” فشل في السياسة الأمريكية سيؤدي لمزيد من التوترات والتطرف في المنطقة “.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن القاهرة أعربت عن ” إدانتها الشديدة ” لاستهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين وتحذر من ” التبعات السلبية ” لمثل هذا التصعيد، ومن جهته، أفاد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريح صحفي صباح أمس، إنه ” من المشين أن نرى دولا تشارك الولايات المتحدة وإسرائيل احتفاءهما بنقل سفارة الأولى إلى القدس المحتلة، في مخالفة واضحة وجسيمة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن “.
كما أعلن مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب تسمية الدورة الحالية الـ (41) بـ “دورة القدس “، وقال محمد حطاب، وزير الشباب والرياضة في حكومة أحمد أويحيى إن تسمية الدورة الحالية بالقدس ” تعبر عن ” المكانة السامية التي يحملها القدس الشريف في قلوبنا وهي رسالة إلى الجميع تعبر عن رفضنا التام لأي اعتداء على تاريخِ الشعب الفلسطيني ومقدساته أو محاولة لاغتصاب حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة والعيش في أمن وسلام “.
وكان ترامب قد أعلن في السادس من ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، ونددت 128 دولة من أصل 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار الأميركي، من بينها دول حليفة للولايات المتحدة على غرار فرنسا وبريطانيا، في تصويت أثار غضب واشنطن وتهديدا بالرد من قبل سفيرتها لدى الأمم المتحدة نكي هايلي.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super