السبت , مايو 18 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / حسب ما جاء في رسالتي الاستقالة والظروف المحيطة بهما :
هذا هو الفرق بين استقالة الشاذلي بن جديد واستقالة بوتفليقة

حسب ما جاء في رسالتي الاستقالة والظروف المحيطة بهما :
هذا هو الفرق بين استقالة الشاذلي بن جديد واستقالة بوتفليقة

تعاقب على الجزائر منذ الاستقلال إلى اليوم 7 رؤساء، استقال منهم الشاذلي بن جديد الذي بدأت عهدته في 1989، وكان من المقرر أن تنتهي في 1994، لكنه استقال في جانفي 1992،  والرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قدمها أول أمس و الذي من المفروض أن تنتهي عهدته في 28 افريل الجاري،  وقد حملت رسالة استقالة الرئيسين نقاط اختلاف كبيرة اغلبها تدور حول أسباب تقديم الاستقالة، فالشاذلي ارتبطت بما أحدثه توقيف المسار الانتخابي في ديسمبر 1991، و بوتفليقة سبب رفض الشعب لبقائه في الحكم، غير ان نقاط الالتقاء في الرسالة اعتقاد كل طرف انه قدم الأفضل لبلاده وشعبه.

قدم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استقالته أول أمس، و هي استقالته جاءت في ظرف غير عادي، ولا يشابه أيا من الظروف التي عاشتها الجزائر منذ استقلالها إلى اليوم، فلا هي شبيهة باستقالة  الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، و لا بالظرف الذي دفع الرئيس السابق اليامين زروال بتقليص مدة عهدته،  فبوتفليقة استقال بعد ضغط شعبي كبير رافض لاستمراره في الحكم، و بالعودة إلى رسالة استقالته ومقارنتها برسالة استقالة  الرئيس الراحل الشاذلي، فنجد نقاط تشابه قليلة، و اختلافات كثيرة، فنقاط الاختلاف هي أن الرئيس بوتفليقة قدم الاستقالة ل” تهدئة نفوس وعقول المواطنين لكي يتأتى لهم الانتقال جماعيا بالجزائر إلى المستقبل الأفضل الذي يطمحون إليه طموحا مشروعا” و ل” تفادي ودرء المهاترات اللفظية التي تشوب”ول “اجتناب أن تتحول إلى انزلاقات وخيمة المغبة على ضمان حماية الأشخاص والممتلكات”، أي لتهدئة الحراك الشعبي الرافض لولايته وحاشيته ووزرائه وللنظام ككل بعدما ادخل البلاد  في أزمة اقتصادية، سياسية و اجتماعية دفعت في الأخير بالشعب إلى الانتفاضة ضده، في حين أن استقالة الشاذلي بن جديد جاءت نظرا لاعتقاده-حسب رسالة الاستقالة-أنّه لا يمكنه الاستمرار في الممارسة الكليّة لمهامه دون الإخلال بالعهد المقدّس الذي عاهد به الأمة، بعد التجاوزات التي حصلت بعد إيقاف المسار الانتخابي، وكون الإجراءات المتخذة والمناهج المطالب باستعمالها-آنذاك- لتسوية المشاكل قد “بلغت حدّا لا يمكن تجاوزه دون المساس الخطير والوشيك بالانسجام الوطني والحفاظ على النظام العام والوحدة الوطنية”، و اعتبر الشاذلي بن جديد حينها أن” الحل الوحيد للأزمة الحالية يكمن في ضرورة انسحابه من الساحة السياسية” .

أما نقطة التشابه الوحيدة بين رسالتهما ، اعتقاد كل رئيس انه قدم أفضل ما يمكن ان يقدمه خدمة للبلاد و الصالح العام، حيث كتب بوتفليقة” يشهد الله جل جلاله على ما صدر مني من مبادرات وأعمال وجهود وتضحيات بذلتها لكي أكون في مستوى الثقة التي حباني بها أبناء وطني وبناته، إذ سعيت ما وسعني السعي من أجل تعزيز دعائم الوحدة الوطنية واستقلال وطننا المفدى وتنميته، وتحقيق المصالحة فيما بيننا ومع هويتنا وتاريخنا”، أما الشاذلي بن جديد فكتب في رسالة استقالته:” وما قبولي بالترشح إلا نزولا عند رغبة وإلحاح رفقائي ويومها لم أكن أجهل بأنّها مسؤلية ثقيلة وشرف عظيم في أن واحد . ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول القيام بمهامي بكل ما يمليه علىّ ضميري وواجبي،  وكانت قناعتي أنّه يتعين تمكين الشعب الجزائري من الوسيلة التي يعبّر بواسطتها عن كامل إرادته “.

وان كانت هناك مقارنة بين رسالتي الرئيسين الوحيدين اللذين قدما استقالتهما في جزائر ما بعد الاستقلال، فلا بد أيضا من تقديم مقارنة بالظروف التي أحاطت هذه الاستقالة، ووضع البلاد في عهديهما، فظروف استقالة الأول تختلف كلية عن الثاني، فالشاذلي بن جديد استقال في 1992، بعد أن  تولى رئاسة البلاد في 1989، وكان من المفروض أن تنتهي ولايته في 1994، غير أن ما مرت به البلاد في تلك الفترة من أزمة سياسية حادة فجرها فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في تشريعيات ديسمبر 1991، وتوقيف المسار الانتخابي، وتدخل الجيش، وما حدث بعدها من فتنة أدخلت البلاد في مرحلة خطيرة  أنتجت فيما بعد “عشرية دم” راح ضحيتها الآلاف من المواطنين، وتسببت في تدمير للاقتصاد، دفعته إلى الانسحاب من الساحة السياسية و تقديم استقالته.

أما بوتفليقة فاستقال بعد ضغط شعبي كبير رافض لاستمراره وحاشيته في الحكم، بعد 6 جمعات من المظاهرات الشعبية السلمية “الغاضبة”، و التي كانت مطالبها موحدة في جميع ربوع الوطن”ذهاب الرئيس وحاشيته”، وذلك عقب إعلان الرئيس ترشحه  لعهدة خامسة- الخطوة التي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس،  ودفعت بالشعب إلى ضرورة الخروج و التخلي عن الخوف وضرورة إبداء رأيه الرافض لبوتفليقة  الذي تولي تسيير أمور البلاد  لمدة20 سنة، ورغبته في الخامسة رغم وضعية البلاد التي تراجعت في السنوات الأخيرة من عهدته من السيئ إلى الأسوء، فكل هذا –أي الضغط الذي مارسه الشارع- إضافة إلى ارتفاع أصوات مطالبة بتدخل الجيش، هذا الأخير الذي أعلن عن قراراته بتفعيل المواد 7و8 و102، من الدستور، و التي تسبب في ضغط كبير آخر على بوتفليقة دفعته إلى تقديم استقالته.

رزيقة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super