جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، عن استعداد قطاعه لإطلاق الإحصاء العام الفلاحي في غضون السنة الجارية، مما يمكن من تحيين كل البيانات الخاصة بقطاع الإنتاج والهياكل، وهذا بعد ما تم إجراء إحصاء خاص بالثروة الحيوانية خلال سنة 2022، كما كشف عن المحاور الكبرى للإستراتيجية التنموية التي يعكف القطاع على تجسيدها في آفاق 2025-2030-2035.
وقال الوزير، أمس، في كلمة له خلال إشرافه رفقة وزير الفلاحة والتجهيزات الريفيـة السينغالي علي نغويل نيداي، على افتتاح الطبعة 21 لمعرض الدولي للزراعة، تربية المواشي والصناعات الزراعية “SIPSA2023″، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، باعتبار السنغال ضيفة شرف الطبعة، إن قطاع الفلاحة في الجزائر يشهد ديناميكية كبيرة نظرا للمكانة التي يحتلها اليوم في الاقتصاد الوطني باعتباره قطاعا رئيسيا بالنسبة للأمن الغذائي.
وأضاف هني أن القطاع يساهم اليوم بأكثر من 14.7 بالمائة، في الناتج الداخلي الوطني الخام، ويمثل أكثر من ربع اليد العاملة الناشطة بما يعادل 2.7 مليون عامل، كما بلغت قيمة الإنتاج الفلاحي لسنة 2022، أكثر من 4500 مليار دج مقابل 3500 مليار دينار في عام 2021 أي بزيادة قدرها 38 بالمائة، كما بلغت نسبة تغطية الاحتياجات الغذائية من الإنتاج الوطني 75 بالمائة.
وتطرق الوزير هني إلى المحاور الكبرى للإستراتيجية التنموية التي يعكف القطاع على تجسيدها في آفاق 2025-2030-2035، والتي تهدف أساسا إلى رفع الإنتاج، سيما في الزراعات الإستراتيجية-حبوب، حليب، بقوليات، بطاطا، أعلاف، لحوم، الزراعات الصناعية كالسكر و الزيت…، وذلك من أجل تلبية الاحتياجات الوطنية المتزايدة و تقليص الواردات و المساهمة في تنويع مداخيل البلاد عن طريق التصدير.
وذكر من بين هذه المحاور، إعادة بعث الاستثمار الفلاحي عبر أنظمة منها الاستثمار المهيكل في إطار ديوان تطوير الزراعات الصناعية بالأراضي الصحراوية، الموجه خصيصا لترقية الزراعات الصناعية الإستراتيجية، كالحبوب، و النباتات الزيتية و السكرية، كما أن هناك توجه-يضيف الوزير- نحو تكثيف مستدام لأنشطة زراعية أخرى ذات بعد اقتصادي و اجتماعي.
وأكد أنه ولتمكين المتعاملين من الولوج إلى الاستثمار، وضعت الوزارة أنظمة رقمية مبتكرة لتسهيل عملية الانخراط في مختلف البرامج بكل شفافية، بحيث تم تزويد ديوان “اوداس”، و كذا الديوان الوطني للأراضي الفلاحية”أونتا” بمنصات رقمية تجنب المتعاملين الإجراءات البيروقراطية وتضمن لهم مبدأ الشفافية في الحصول على العقار الفلاحي.
وكشف الوزير عن استعداد قطاعه لإطلاق الإحصاء العام الفلاحي في غضون السنة الجارية، مما سيمكن من تحيين كل البيانات الخاصة بقطاع الإنتاج و الهياكل، و هذا بعد ما تم إجراء إحصاء خاص بالثروة الحيوانية خلال سنة 2022، و الذي يسمح بالحصول على معلومات جديدة أكثر دقة حول حجم الثروة الحيوانية الموجودة وبناء خطوة لتطويرها.
وأكد هني أنه ولدعم هذه الديناميكية، تم استحداث شبكة من المنصات اللوجستية على مستوى عدة ولايات جنوبية مهيئة حسب المقاييس الدولية مخصصة لتخزين و توضيب المنتجات الفلاحية، مما يعكس رغبة الجزائر لتطوير الإمكانات الكبيرة لولايات الجنوب في الإنتاج و التصدير لاسيما نحو الدول الأفريقية.
ونوه الوزير بمجموعة التفكير FILAHA INNON، في مجال مساندة المشاريع المبتكرة في الفلاحة و الصناعات الغذائية، وهذا ينسجم تماما حسبه مع مسعى الحكومة بصفة عامة، و قطاع الفلاحة بصفة خاصة، بحيث يعتبر الابتكار و البحث العلمي عامل نجاعة بامتياز لتطوير وعصرنة الفلاحة في ظل التغيرات التي يشهدها العالم الزراعي من حيث المناخ و التقنيات و التحديات ذات البعد الاقتصادي و الاجتماعي .
وأشار إلى أن القطاع الفلاحي يمتلك شبكة معتبرة من مؤسسات متخصصة في البحث التقني و العلمي والتكوين في مجالات شتى ذات صلة بالزراعة و الغابات و التنمية الريفية-13 مؤسسة تكوينية و 14 معهد بحث- ضف إلى ذلك 11 وحدة بحث علمي تم إنشاؤها على مستوى هذه المؤسسات.
وبخصوص الصالون، قال هني إنه أول معرض يضم ضمنه معرض متخصص في الصناعات الغذائية في إفريقيا AFRICA AGROFOOD ، و يعتبر فرصة سانحة للدول القارة لتبادل الخبرات و المهارات و تعزيز المبادلات التجارية في إطار تعاون جنوب -جنوب.
وذكر الوزير بجهود الجزائر تجاه ترقية الاقتصاد في القارة في كافة الميادين بما في ذلك مجال الأمن الغذائي، وذلك بتشييد منشات قاعدية ضرورية لتعزيز التبادلات حسب المعايير الدولية، و أشار في هذا الصدد إلى انجاز الطريق السريع العابر للصحراء، الذي يربط ست دول في شمال إفريقيا و الساحل، و فتح المعبر الحدودي الجزائر –موريتانيا مصطفى بن بولعيد، و معبر الطالب العربي مع ليبيا.
كما أشار إلى تشجيع تجارة المقايضة بفتح منشات مختصة في الطب البيطري و مخابر مراقبة، إضافة إلى مذابح بمعايير دولية على المستوى الحدودية الجنوبية التي تسمح باستيراد الماشية من دول الساحل لتموين السوق الوطنية.
وزير الفلاحة و التجهيزات الريفية السينغالي علي نغويل نبداي:
“العلاقات الجزائرية السينغالية قوية”
من جانبه، أكد وزير الفلاحة و التجهيزات الريفيـة السينغالي علي نغويل نيداي، في كلمة له، أن العلاقات الجزائرية السنغالية علاقات متينة، زادت قوة خلال السنوات القليلة الماضية بفضل رؤية قادة البلدين.
و اعتبر الوزير السنغالي أن الصالون الدولي للزراعة ، تربية المواشي و الصناعات الزراعية”SIPSA2023″، و التي اختيرت بلاده لتكون ضيفة الطبعة 21 منه، فرصة لاكتشاف آخر التكنولوجيات المستعملة في المجالات الفلاحية وذات الصلة كالزراعة و الصيد البحري و الصناعات الغذائية التحويلية و غيرها، إضافة إلى أنه فرصة للتعرف أكثر على الثقافة الجزائرية.
وتطرق الوزير السنغالي إلى أهمية تأمين الغذاء بالنسبة لبلاده-الأمن الغذائي- وأكد وضع بلاده لرؤية و إستراتيجية لتطوير القطاع الفلاحي و القطاعات الأخرى ذات الصلة بالأمن الغذائي نسيما في ظل التحولات و الأزمات الدولية و التي تؤثر على الغذاء في العالم ككل .
مشاركة قوية للمهنيين وفرص لخلق شراكات
هذا وتستممر فعاليات الطبعة 21 من المعرض إلى غاية 25 الجاري، وسيتم مناقشة عدد من المواضيع الهامة خلال هذه الطبعة التي يشارك فيها أزيد من 25000 زائر مهني و ما يفوق 500 شركة من 32 دولة، وتحمل هذه الطبعة شعار ” من أجل زراعة ذكية لمواجهة تحدي الأمن الغذائي والصحي المستدام” .
كما يرتقب تنظيم مسابقة على هامش المعرض ، تسلط الضوء على الجانب الابتكاري للمواهب الإفريقية الشابة في خدمة قطاع الزراعة في القارة، وتحمل المسابقة اسم “AFRICA SIPSA AWARD Sid Ahmed FERROUKHI” تكريما لوزير الفلاحة الراحل سيد أحمد فروخي.
كما انه وضمن المعرض، تم تنظيم الطبعة الأولى من معرض AFRICA AGROFOOD، الذي يشهد مشاركة قوية من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا CEDEAO، وهو ما سيتيح للمشاركين الأفارقة استعراض الفرص التجارية المتاحة في بلدانهم، خاصة فيما يتعلق بالمبادلات التجارية المندرجة في إطار التعاون الاقتصادي “جنوب، جنوب”.
رزيقة. خ