اعتبر الأمين العام للنقابة الجزائرية لشبه الطبي، غاشي الوناس، أن القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والمتعلق بإعادة النظر في المنظومة الصحية وإنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي، جد مهم وكانت تنتظره النقابة وتطالب به منذ سنوات، وقال إن إنشاء هذه الوكالة شيء جديد ويخدم قطاع الصحة، إلا أن الأهم يبقى “تغيير المنظومة الصحية ككل” وأن يحدث بمشاركة المهنيين في القطاع كونهم أدرى الناس بالعمل في الميدان وبتسيير المؤسسات الاستشفائية، وأكد أن مهني شبه الطبي يقفون في الصفوف الأمامية في مواجهة وباء “كورونا”، ورغم الخطر، يقومون بواجبهم الوطني أولا ثم المهني ثانيا.
– أنتم اليوم موجودون في الصفوف الأمامية في المعركة التي تخوضها الجزائر على غرار مختلف دول العالم ضد فيروس “كورونا”، وأكيد أن هناك خطورة تواجهكم يوميا جراء أدائكم لمهامكم، فكيف تستعدون لهذا الأمر؟
موظفو ومهنيو الشبه طبي لما اختاروا هذه المهنة كانوا مدركين ماذا يعنيه أن يكون الشخص ممرض أو ممرضة، أو عون في هذا المجال، ومدركون أيضا للأخطار التي قد يتعرضون لها طيلة مسارهم المهن، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى خطر الموت، لكن هم مستعدون لذلك دائما، أما بالنسبة لفيروس “كورونا”، فبالإضافة إلى كون عملنا في الصفوف الأمامية “واجب مهني” تفرضه المهنة، إلا أنه و قبل ذلك هو واجب وطني، فعلى الجميع أن يقدموا ما في مقدورهم وأن يبذلوا كل جهدهم للمساهمة في مكافحة هذا الفيروس، ونحن الأولى بتقديم هذا الواجب الإنساني كوننا ممرضين وأعوان شبه طبي.
– نظرا للاحتكاك المتواصل بين الأطقم الطبية مع المصابين بكورونا، تعرض الكثير من الأطباء والممرضين ومختلف أعوان الصحة إلى الإصابة بهذا الفيروس، وتسبب ذلك في وفاة عدد منهم، وأكيد هذا ينطبق على موظفي شبه الطبي، فهل سجلتم إصابات كثيرة في صفوفهم ؟
وكما تعلمون فالممرضين كالأطباء، كثيرو الاحتكاك بمرضى فيروس “كورونا”، فرغم الاحتياطات التي تؤخذ من أجل الوقاية من هذا المرض أثناء التعامل مع المرضى، إلا أنه لا يمكن منع العدوى من الانتقال في بعض الأحيان إلى الاطقم الطبية، وهذا يحدث في كل دول العالم التي تعاني من هذه الجائحة وليس في الجزائر فقط، وقد أصيب العديد من الممرضين بالفيروس إن لم نقل نصفهم أو أكثر بقليل، منهم من شفي من الإصابة، ومنهم من لا يزال يخضع للعلاج.
– قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منح منحة العدوى تراوح بين 10 ألف و40 ألف دينار جزائري، لمدة 3 أشهر والتي يمكن تمديدها إلى 3 أشهر أخرى، وهي خاصة بالأطباء والممرضين وكل عمال المستشفيات… هل كانت مرضية بالنسبة لكم؟
نحن في هذا الظرف الصحي العصيب الذي تمر به بلادنا، نقوم كما قلت سابقا بواجبنا الوطني أولا ثم بواجبنا المهني بما أننا اخترنا هذه المهنة، ونحن ندرك لما قد يعترض حياتنا خلال مسارنا المهني من مخاطر، أما بالنسبة لمنحى العدوى الخاصة بفيروس “كورونا” نحن لم نطالب بها لأن ما نقوم به في هذه الفترة يدخل في صميم عملنا، لكننا كنا طالبنا منذ سنوات بضرورة رفع وتعميم منح العدوى على مختلف أعوان المصالح الطبية، فالتعرض للعدوى لا يقتصر اليوم على كورونا أو بمن يشتغلون في مصالح مكافحة “كورونا”، فالعاملين بقطاع الصحة معرضون جميعا وفي أي وقت للعدوى بمختلف الاأمراض والفيروسات وذلك نتيجة طبيعة عملهم واحتكاكهم بالمرضى والمعدات الطبية ولذلك أعتقد أنه لا يمكن معالجة الوضع بمنحة موقتة تزول بزوال الوباء.
– إذن ما هي مطالبكم بالتحديد ؟
اليوم لا يمكن التركيز في أي شيء آخر سوى في كيفية العمل لمكافحة فيروس “كورونا” وبذل كل جهد لذلك، لأن الأمر أكبر من أي مطلب شخصي أو نقابي أو فئوي، فالجميع في هذا الظرف الحرج وجب عليهم أن يوجهوا أنظارهم وجهدهم صوب اتجاه واحد وهو إخراج البلاد من هذه الأزمة الصحية بأقل الخسائر، وبعد انتهاء الوباء يمكن الحديث عن مطالب النقابة والعودة إلى التفكير في انشغالات مهنيي وموظفي الشبه طبي، وآنذاك يكون لكل حادث حديث، وسنتطرق إلى منحة العدوى وغيرها.
– أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أول أمس، عن إعادة هيكلة قطاع الصحة والمنظومة الصحية وكذا إنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي “في أقرب وقت”، ما رأيكم في هذه الإجراءات؟
هي إجراءات جيدة وتصب في خدمة قطاع الصحة والمنتسبين له وحتى المواطنين والوطن، وهذه الإجراءات جاءت متماشية مع المطالب التي قد نادت بها نقابة الشبه منذ سنوات، ويبدو أنه قد حان الآوان لإحداث التغيير المطلوب في المنظومة الصحية، لكن يبقى من الضروري تطبيقها بمشاركة المهنيين وليس الإداريين فقط، لأن المهنيين هم من يدرك أكثر لكيفية العمل في الميدان والتسيير في المستشفيات.
رزيقة.خ