جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
إن الاشتغال على أنماط ثقافاتنا المحلية لهو مطلب ملح لمعرفة ذواتنا ولتقوية الروابط الثقافية التي تربط اجيالنا فهناك الكثير من تعابير الإنسانية المتراكمة في وجدان شعوبنا منها ما هو شفوي على حافة النسيان و ما هو ضارب في القدم..و منه ما هو مكتوب مكدس في الكتب و المخطوطات و منه ما هو في المصنوعات و المنتوجات المادية من ادوات و زخارف و جماليات كلها هي مادة غنية بحاجة الى التفافة لإعادة استرجاعها فنيا و قيميا و تفكيك رموزها، وذاك ما فعله الفنان الجزائري نور الدين تابرحة..
أعمال نور الدين تابرحة تبدو لأول وهلة مثل الطلاسم التي يرسمها الريح فوق جرم الصحراء و التي هي نفس الطلاسم التي يرسمها الريح فوق جرم البحر..أعمال فنية تجعلنا نتساءل إن كان ما يبدعه هو إشباع لشهوة التشكيل أم إرواء لظمأ الحنين، أم إرضاء لنزعة اللهو، أم نضال مستميت للدفاع عن النفس أمام عدو اسمه.
الموت، فناننا لا يحمل نفسه وزر الإجابة عن السؤال لأنه مهموم بالبحث عن ركن آمن يودع فيه ذلك العبء المقدس..
الفنان تابرحة يأخذ من كنز الذاكرة التي تجعلنا نستعيد و نستلهم و نتذكر لنحيا مرة تلو المرة ازمانا و عوالم لم نعشها بالجسد الزائل و لم نلمسها بالحاسة الفانية فنسترجع بمعجزة الفن دهرا صار من نصيب الاسلاف و نسترد بأعجوبة الباطن علما خفيا ارتهنه الزوال بسلطان الزمان الماضي..
فن تابرحة يجعلنا نكتشف تراثنا ..اساطيره و رموزه، أحجاره المسكونة بروح الأسلاف و تعاويذهم و تمائمهم… يستعيد خبرات روحية و جمالية قام بها أجدادنا التائقون إلى الحرية و الباحثون عن الله و الحقيقة و السكينة.. يهتم صديقنا الفنان بتمائم مجهولة انقلبت طلاسم عسيرة مع تدفق الأزمان فعجز حتى السحرة و أهل العلم بالغيوب عن فك رموز لغتها المنسية..
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام و نحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس ما رتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر اعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة