شل أساتذة التعليم الابتدائي، أمس، جل المدارس عبر التراب الوطني للأسبوع الثالث استجابة لطلب تبنته النقابات والمتمثل في الدخول في إضراب وطني من أجل الضغط على الوزارة إلى غاية تلبية مطالبهم، حيث بلغت نسبة الاستجابة عبر التراب إلى 62.75 بالمائة في الساعات الأولى من بداية الدوام.
وأكد الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية عبد الكريم بوجناح أن إضراب هذا الاثنين تلقى استجابة واسعة من طرف أساتذة التعليم الابتدائي على غرار الوقفات الاحتجاجية السابقة التي كانت ضئيلة وفوضوية في بداية الأمر.
وأعتبر عبد الكريم بوجناح أن مطالب أساتذة الطور الابتدائي هي مطالب شرعية ومدروسة استخلصت من المشاكل والمعانات المهنية التي يعيشها الأساتذة وتعترض طريقها لتكملة المسار الدراسي، واضاف ذات المتحدث أن إعلان المعلمون عن الدخول في إضراب وطني كل يوم اثنين من الأسبوع جاء ابتداء من 7 أكتوبر دون أي غطاء نقابي، لتتبناه النقابة الوطنية لعمال التربية” اسنتيو” وتعلن مساندته في وقت لاحق.
نسبة الاحتجاج رسالة قوية لوزارة التربية
وكشف المكلف بالاعلام في النقابة الوطنية لعمال التربية نجيب قويدر، عن تسجيل في نسبة الإضراب في بداية الدوام على الساعة 08:30 بعد تجمع الأساتذة وقراءة بيان الإضراب سجلنا نسبة وطنية مقدرة 58,59 بالمائة، مضيفا في ذات السياق أنه بلغت “اما على الساعة 10:30 عند بداية الدوام الثاني والتحاق اساتذة هذا الدوام سجلنا نسبة بلغت 62,75 بالمائة”.
وأضاف نجيب قويدر أن” الأساتذة كانوا في مستوى الحدث بالتوقف عن العمل وتوجيه رسالة قوية لوزارة التربية على أن استناد المدرسة الابتدائية واع وملتزم ومواصل لتحقيق مطالبه ولن يثنيه على ذلك شيء “، وأشار المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية لعمال التربية نجيب قويدر ” أنه من المنظر أن الوزارة أن تكون عند حسن ظن المحتجين والاستجابة لنداءاتهم المتكررة، قبل إي تصعيد الذي تتحمل وزارة التربية تبعاته في حال استمرارها بتجاهل هذه الهبة القوية “.
جمعيات أولياء التلاميذ تفتح النار على النقابات
من جهته،قال رئيس جمعية أولياء التلاميذ احمد خالد في اتصال لـ “الجزائر” ، منددا عن خطر احتجاجات أساتذة التعليم الابتدائي واصفا إياها بالغير أخلاقي لانتهاز فرصة ما تمر به البلاد اليوم من ظروف استثنائية، متأسفا عن ما يمر به قطاع التربية من تعسفات وانتهاكات لحقوق المعلمين ومشاكل متفاقمة، معتبرا أن الأولياء متأثرين من هذه الإضرابات التي تضر التلاميذ بالدرجة الأولى وأن الخاسر الأكبر هو التلميذ الذي راح ضحية المنظومة التربوية.
وشكك ذات المتحدث في مصداقية الاحتجاجات التي ترتبت عن دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا أساتذة الطور الابتدائي إلى العودة إلى مقاعد التدريس، والمطالبة بحقوقهم بأكثر جدية عبر بيانات و مطالب للوزارة التربية معتبرا في ذات السياق أن شل المدارس لا يخدم قطاع التربية ولا التلاميذ.
وبذات الصدد،اعتبر رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، في اتصال لـ “الجزائر” أن الإضراب الذي دعت إليه النقابة الوطنية لعمال التربية في الابتدائي حق مشروع بسبب الظروف الكارثية التي يعاني منها المعلمون عبر المدارس في 48 ولاية حيث تلقى استجابة واسعة
وقال بن زينة إن المعلمين في المدارس الابتدائية يعملون في ظروف لا تحتمل، موضحا في هذا السياق المعلم عوض أن يهتم فقط بتعليم التلاميذ يعمل على إطعامهم وحراستهم في الساحة وينشط معهم حصة الرياضة والرسم، هو يمتهن مهام ليست من مسؤوليته في شيء.
وأضاف المتحدث الحجم الساعي المخصص للمعلم مكثف جدا، ما يجعله لا يقدم ما ينتظر منه لصالح التلاميذ، ما يوجب على الوصاية إعادة النظر في طريقة العمل والتوزيع، وتأسف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، النار على نقابات التربية، مؤكدا بأنهم اشتغلوا في أمور خارج مهامهم وغاصوا في السياسة ونسوا المعلمين الذين هم بأمس الحاجة إليهم.
وفي سياق متصل، أوضح بن زينة على حد تعبيره ان” ذلك لكن هذا لا يمنع أن نقول إن الوصاية تتحمل جزء مهما من المسؤولية وهذا بالشراكة مع وزارة العمل التي يجب أن تُطبق القوانين بحذافيرها حماية لحقوق وواجبات المعلمين خاصة والعمال بصفة عامة”.
مطالب حددتها نقابات التربية أثقلت كاهل الأساتذة
دعت النقابة الوطنية لعمال التربية في بيان اطلعت جريدة “الجزائر “على فحواه، كل فروعها النقابية ومنخرطيها في التعليم الابتدائي، للدخول في إضراب وطني، وإتباعه بحركة احتجاجية وذلك إلى غاية تحقيق مطالبهم المهنية، حيث تمثلت في تعديل اختلالات القانون الأساسي الذي لا يكون إلا بإعادة تصنيف أساتذة الأطوار الثلاثة في نفس الرتب القاعدية، وإعادة تصنيف أستاذ رئيسي وأستاذ مكون للأطوار الثلاثة بما يتناسب وتصنيف الرتب القاعدية وتوحيدها.
وشددت النقابة على ضرورة إعادة النظر في ساعات العمل لأساتذة التعليم الابتدائي مقارنة مع أساتذة التعليم المتوسط والثانوي، كما دعت إلى التطبيق الفوري للمرسوم الرئاسي 266 / 14 وبأثر رجعي منذ صدوره في 2014، وإيجاد حل للمتكونين في التعليم الابتدائي بعد 3 جوان 2012 وتغيير قرارات الترقية إلى إدماج بتاريخ 3 جوان 2012، وطالبت أيضا بفتح مناصب مشرفي التربية في الخارطة التربوية للتعليم الابتدائي للعمل على تأطير التلاميذ في الساحات المدرسية والمطاعم عوض الأساتذة، داعية أيضا إلى العودة لنظام التخصص في التدريس في التعليم الابتدائي كأساتذة المواد العلمية والأدبية وإعفائهم من تدريس الأنشطة اللاصفية، وتفعيل طب العمل وفتح المناصب المكيفة في الشرائح المالية في الولايات من طرف وزارة التربية، والعمل على إرجاع التقاعد النسبي دون شرط سن.
وفي ذات السياق، قررت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين «الإنباف» مساندة أساتذة التعليم الابتدائي، إلى غاية تجسيد مطالبها لا سيما إعادة النظر في المناهج والبرامج والكتاب المدرسي، واستحداث كتاب موحد لكل شهر، يحمل جميع المواد للتقليل من معاناة التلاميذ من ثقل المحفظة، وكذا إلغاء العمل بنظام الدوامين، وتحول التوظيف الاستثنائي على أساس شهادة الليسانس إلى قاعدة بتغطيته لعجز القطاع بنسبة 80 بالمائة في جميع الأطوار.
وقفات احتجاجية تخللها تهديد بالتصعيد
من جهة أخرى،كشف العديد من الأساتذة المحتجين أن استجابة أساتذة التعليم الابتدائي لنداء الاحتجاجات كانت عالية جدا، حيث نظموا وقفات احتجاجية أمام مقر مديريات التربية في كل البلديات غبر التراب الوطني، احتجاجا على الظروف المهنية الصعبة التي يعملون فيها، مطالبين وزارة التربية بالتدخل العاجل قبل إي تصعيد تتحمله الوزارة الوصية تبعاته في حال استمرارها بتجاهل.
وفي سياق متصل، تم رفع عدة مطالب تتمثل أساسا في الحق في التقاعد النسبي دون قيد السن و التقليل من الحجم الساعي 30 ساعة و التقليل من الاكتظاظ داخل المؤسسة، كما رفع الأساتذة شعارات تطالب بإلغاء الضريبة على الدخل « IRG »، كما حث المحتجين على التخصص، والمطالبة بأساتذة في التربية التشكيلية والتربية البدينة والموسيقى وكذا التربية البدنية التي اعتبروها ليست من تخصص أساتذة التعليم المتخرجين من أقسام أخرى من بينهم المدرسة العليا للأساتذة، وكذا مذكرات نموذجية وموحدة من الوزارة الوصية، وطرح بعض الأساتذة مشكل الحجم الساعي الذي يقدر ب 30 ساعة ،مقارنة مع تصنيف الوزارة للأساتذة صنف 11 واعتبروه ظلما في حق الأساتذة.
وبذات الصدد، طالب الأستاذة تطبيق قرار تصنيف أساتذة التعليم الابتدائي إلى الصنف 12 وعدم حراسة الساعة و عدم أخد التلاميذ للمطعم و حراسة باب الدخول و إلغاء إجبار الأساتذة لكتابة المذكرات و عدم قدرة المؤسسة على توفير الوسائل لتقديم الدروس.
أميرة أمكيدش