فقدت الساحة الفنية التشكيلية اثنان من أعمدة الفن التشكيل الجزائري، عمار علالوش وأحمد اسطمبولي، حيث خلف الخبر حزنا كبيرا، في قلوب من عرف التشكيليان عن قرب، واعتبروا أن رحيلهما خسارة للساحة الثقافية عموما والتشكيلية على وجه الخصوص.
وأحمد اسطمبولي، خريج مدرسة باريس للفنون الجميلة (1977- 1981)، وشارك في تأسيس مدرسة مستغانم للفنون الجميلة، ويصفه جمهور النقاد والوسط الأكاديمي عندنا بأنه أحسن رسام من بين أبناء جيله.
عاش 12 سنة في تونس أنجز فيها 1200 لوحة بيع نصفها في إيطاليا وفرنسا وألمانيا ولا تزال هناك وبعضها ببعض المتاحف الفنية، علما أن مدينة نيس الفرنسية لوحدها بها 60 لوحة له.
وحسب التشكيلي نور الدين تابرحة، توفي أحمد اسطمبولي، في صمت و وزيرة الثقافة مليكة بن دودة مشغولة بتنصيب محيطها و تسييج وزارتها بالمتسلقيين و النفعيين واللاهثين خلف المناصب.
الفنان المبدع و هو في المستشفى ليس بعيدا عن مقر مكتب الوزيرة ولم تكلف نفسها عناء التنقل أو تكليف مستشاريها لزيارة الفنان المريض رغم علمها بوضع الفنان و لم تبادر بأي طريقة مساعدة و لو لرفع اللوم فقط، حيث كشف بأن الفنان أحمد اسطمبولي مات وهو ينتظر منحة الديوان الوطني لحقوق الملف والحقوق المجاورة “لوندا” و رغم ذلك لم يستفد منها لأنه لا يملك بطاقة انتساب، خاتما كلامه، هكذا نموت في صمت دون أدنى التفاتة من مسؤولي القطاع إن وزارة الثقافة المحترفة في إبراق التعازي لأسر الفنانين.
من جهة أخرى، كان قد انتقل إلى رحمة الله الفنان التشكيلي، عمار علالوش، عن عمر ناهز 81 سنة.
عمار علالوش المولود بالميلية بولاية جيجل سنة 1939 دراساته في المجال الفني بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة و درس على مدار سنوات بمدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة، الفنان كان يحلم بإنشاء “فضاء ثقافي مغاربي و أفريقي من أجل فهم أفضل للفن” في رصيده بعد وفاته عديد الأعمال الفنية و جيلا ساهم في تكوينه، كما شارك عمار علالوش الذي تألق على الصعيدين الوطني و الدولي طوال مسيرة فنية حافلة في عدة معارض بالجزائر و في عديد الدول.
وقد اعتبر المسرحي علاوة وهبي، الفنان التشكيلي الكبير عمار علالوش أحد الوجوه التشكيلية الكبيرة وصاحب البصمات الفنية والناقد التشكيلي، مضيفا أنه من الاسماء التي عشقت مدينة قسنطينة وعاشت بها وتشبعت بثقافتها ودافعت عن الثقافة، شجع الكثير، ودرس الفن التشكيلي للكثير من أبناء المدينة، اختارته منظمة “اليونسكو” ليمثل الجزائر في رسم “لوحات عن السلام” إلي جانب تشكيليين من دول مختلفة..
وقال علاوة وهبي بأنه عرف الفنان التشكيلي النحات المحاضر الناقد منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث اكتشف فيه روح الانسان الذي يحب الخير لكل الناس، مضيفا بأن عمار ابن ولاية جيجل مسقط الرأس والذي لم تتغير لكنته رغم الاقامة الطويلة في قسنطينة.
أما صليحة نعيجة فقالت أن عمار علالوش رحل قبل أن يكمل مشاريعه الكثيرة، وسنفتقده بالشوارع و المسرح وبهو دار الثقافة و الامسيات، لأنه كان صديقا جميلا للشعراء و لصخبهم.
صبرينة ك