شرعت أمس، وزارة التربية الوطنية، في عملية استشارة وطنية واسعة مع الشركاء الإجتماعين، بهدف إنجاح الدخول المدرسي القادم وضمان عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة في ظروف عادية في ظل انتشار كورونا وبعد توقف عن الدراسة دام سبعة أشهر، وكذا وضع خطة صحية وبيداغوجية لإنقاذ الموسم الدراسي المقبل، وسط مخاوف من عودة انتشار الوباء.
إنطلقت وزارة التربية الوطنية في عملية استشارة وطنية واسعة مع الشركاء الاجتماعيين حول إنجاح الدخول المدرسي القادم 2020/2021، وهو اللقاء الذي جمع حوالي 26 نقابة تابعة للقطاع من تقديم جملة من المقترحات، لضمان عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة في ظروف عادية، حيث أن الموسم الدراسي المقبل يعتبر موسما مدرسيا إستثنائيا بالنظر للظروف الصحية الخاصة التي تعرفها البلاد بعد تفشي فيروس كورونا، وهو ما يستوجب تضافر جهود الجميع من الوزارة إلى النقابات من أجل تحقيق نجاح الانطلاقة دون تسجيل إصابات بفيروس كورونا.
وقدم أمس، الشريك الإجتماعي، العديد من المقترحات، تحضيرا للدخول المدرسي لهذه السنة، منها إستئناف الدراسة بنظام التفويج يوما بيوم، مع الإستفادة من تجربة تنظيم شهادة الباكلوريا التي إعتبرتها النقابات ناجحة، وهو ما ذهب إليه رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق الدزيري، الذي أكد أنه يجب الإستفادة من ستفيد من تجربة تنظيم إمتحانات شهادة الباكلوريا بدخول مدرسي ناجح، بناء على شروط أساسية إلى جانب تطبيق البروتكول الصحي وبتنظيم المتمدرسين في المؤسسات التربوية بتفويج الأقسام إلى فوجين، وبناء على ذلك ستصبح المؤسسة التربوية تعمل كل يوم بنسبة 50 بالمائة و50 بالمائة الأخرى تأتي في اليوم الموالي على أن يكون الجلوس منفردا”.
من جهتها تبنت جمعية أولياء التلاميذ، هي الأخرى مقترح دراسة يوم بيوم، لتسهيل عملية التعقيم حفاظا على صحة الجميع حيث كشف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد، أنه يقترح على إعادة التلاميذ تدريجيا في كل المستويات والتداول على القسم بنظام الأفواج يوم بيوم، وضرورة الإستغناء عن المواد الثانوية مثل التربية البدنية والتربية الموسيقية والفنية.
وتمحورت أيضا مقترحات النقابات عموما بين الطلب بتقليص الحجم الساعي إلى 45 دقيقة، بالإضافة إلى تقسيم الفوج إلى اثنين، حيث لا يتجاوز عدد تلاميذه 20 تلميذا، كما تم اقتراح كذلك التدريس يوما بيوم أو أسبوع بأسبوع، مع التدريس يوم السبت والثلاثاء، في الفترة المسائية، بالإضافة إلى تقليص الحجم الساعي لبعض المواد الغير أساسية.
وسيخرج هذا اللقاء الذي يضم الوزارة الوصية والشريك الإجتماعي بقرار نهائي حول كيفية إستئناف الدراسة بالنظر للظروف الصحية الخاصة التي تعرفها البلاد والعالم بأسره، وهو ما يستوجب تظافر جهود الجميع وزارة ونقابات من أجل تحقيق نجاح الانطلاقة دون تسجيل إصابات بفيروس كورونا، وسيرفع التقرير لرئيس الجمهورية ونسخة أخرى للجنة الطبية الخاصة بمراقبة فيروس كورونا للفصل في الموضوع.
محمد واجعوط: “لم نتخذ بعد القرار النهائي بموعد الدخول المدرسي المقبل”
من جهته، كشف وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط، أمس الأحد، عن المقترحات المبدئية، تحسبا للدخول المدرسي المقبل، في ظل استمرار الوباء، وفي اللقاء الذي جمع الوزير بالشركاء الاجتماعيين، أكد أنه لحد الساعة لم يتم اتخاذ قرار نهائي بموعد الدخول المدرسي المقبل.
وأعدت وزارة التربية الوطنية،-حسبه- مشاريع لمخططات استثنائية لتنظيم الدراسة خلال الموسم المقبل 2020/2021، مع مراعاة مصلحة المتعلم والأستاذ معا، وأشار واجعوط أن “الوزارة أخذت بعين الاعتبار خصوصيات كل طور تعليمي ومؤسسة تعليمية من حيث عدد التلاميذ المتمدرسين بها، وشدد على ضرورة المحافظة على صحة التلاميذ والمستخدمين وسلامتهم بالتقيد الصارم بالبروتوكول الصحي الوقائي للوزارة وصادقت عليه لجنة الصحة”، وشدد البروتوكول المقترح على “ضرورة احترام معيار التباعد الجسدي والعمل مع أفواج مصغرة من التلاميذ، مع الزامية وضع القناع الواقي”، واقترح بروتوكول وزارة التربية اعتماد التفويج بحيث يقسم كل فوج تربوي إلي أفواج فرعية لا يتعدى فيها عدد التلاميذ 20، ودعا الوزير إلى العمل بالتناوب بين الفوجين الفرعيين، مشددا على ضرورة تجنب تجمع إعداد كبيرة من التلاميذ.
وأكد البروتوكول المقترح من وزارة التربية الوطنية، على ضمان حجم زمني لازم لتنصيب الكفاءات المستهدفة في مناهج كل مستوى تعليمي، وأفاد الوزير، أنه يمكن استغلال 6 أيام في الدراسة من السبت إلى الخميس بالنسبة للطورين المتوسط والثانوي، كما دعا إلى تكييف مناهج مضامين المواد التعليمية مع التركيز على التعليمات الأساسية لكل مادة بما يتوافق والحجم الزمني، وشدد على استغلال كل القاعات المتوفرة للدراسة بما فيها المخابر والمكتبة والورشات والمدرجات بالطور الثانوي، مع ضرورة تطوير التعليم والتعلم عن بعد.
وقال وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط، إن الوزارة وبحكم المهام الموكل إليها قامت بدراسة جميع الفرضيات الممكنة لضمان الدخول الدراسي المقبل، إلا أنها لم تخرج بقرار نهائي بهذا الخصوص، وفضلت فتح النقاش والإستشارة لعرض القرار النهائي على الحكومة، وقال واجعوط، خلال لقاء جمعه مع الشركاء الإجتماعيين، إن هذا اللقاء الخاص يأتي للوقوف على آراء النقابات واقتراحاتهم، وأكد وزير التربية الوطنية أن هذا الموعد الإجتماعي الهام يأتي بعد انقطاع دام لأشهر، وذلك حفاظا على سلامة التلاميذ عبر ربوع الوطن، وأشار أن وزارة التربية قد سبق لها أن فتحت شهر ماي الماضي إستشارة حول كيفية إنهاء الموسم الدراسي 2019/2020 الذي تأثر بلازمة الصحية في البلاد، وأكد أن الوزارة إتخذت قرارات هامة في هذا الخصوص، وأضاف واجعوط “اليوم ها نحن نفتح مجددا إستشارة وطنية واسعة للإصغاء إلى وجهات نظركم لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها، لضمان عودة قرابة 10 ملايين تلميذ إلى مقاعد الدراسة بكل أمان، دون المغامرة بهم، وأوضح واجعوط قائلا “إنني لا اعتبر هذا اللقاء لقاء بروتوكوليا أو شكليا، بل إنني أولي أهمية كبيرة لما ستقترحونه” وأشار “التلميذ سبب وجودنا اليوم هنا”، وأضاف الوزير “سنتباحث معكم إذن حول سبل الدخول الذي لم يحدد موعده نهائيا بسبب تفشي فيروس كورنا” كما ألح وزير التربية أنه “لا نريد المخاطرة بأبنائنا ولذلك سنتشاور مع بعض حول التدابير الإستشثنائية الواجب إتخاذها لتكون لحول المقترحة مناسبة مع الأخذ بعين الإعتبار خصوصيات كل طور تعليمي”، يشير الوزير.
ويشار إلى أن وزارة التربية وجهت، دعوة إلى نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ، من أجل التحاور والتشاور حول الدخول المدرسي، وكذا وضع خطة صحية وبيداغوجية لإنقاذ الموسم الدراسي المقبل وسط مخاوف من عودة إنتشار وباء “كورونا” وإنطلقت الإستشارات أمس على مستوى قاعة المحاضرات الكبرى بمقر الوزارة، وشارك عدد من المفتشين والبيداغوجيين، على أن يتم الأخذ بعين الاعتبار كل النقاط المقترحة من أجل دراستها ونقلها للحكومة للمصادقة عليها قبل الإعلان الرسمي عن موعد الدخول المدرسي.
ومن بين الاقتراحات التي تم مناقشتها ، وضع كل تلميذ على طاولة مستقلة، وهذا حفاظا على التباعد بين التلاميذ، إضافة إلى تقليص عدد التلاميذ حسب عدد الطاولات التي يمكن أن تتسّع في القسم الواحد، ومن بين الاقتراحات أيضا، تقسيم التلاميذ إلى فوجين، على أن يتم تدريسهم بالتناوب، أي أن التلميذ يدرس يوما ويرتاح يوم، مع الحفاظ دائما على أن يكون يوم الأحد بداية الأسبوع والخميس نهايته، ومن الاقتراحات أيضا، ضرورة ارتداء الكمامة من قبل الأساتذة والمؤطرين وتطبيق مسافة التباعد الاجتماعي الذي توصي به الجهات الصحية المختصة من خلال تفويج كل قسم إلى قسمين.
أما عن كيفية استدراك الدروس الضائعة من الثلاثي الثالث للسنة الماضية، فسيتم التعويل على مهارات الأساتذة لمواجهة ذلك ضمن خطة العمل بالتكييف البيداغوجي، وبعد ذلك، يتم تقييم كل هذه الإجراءات من أجل وضع إستراتيجية لتنظيم الثلاثي الثاني.
من جهة أخرى، وبالنسبة للدخول المدرسي، فسيتم اقتراحه ما بعد إستفتاء أول نوفمبر القادم، على أن يحدد من طرف الجهات الرسمية، وكانت وزارة التربية الوطنية،قد دعت إلى ضرورة تجنيد الأمناء العامين لمديريات التربية على المستوى الوطني من أجل إنجاح الدخول المدرسي 2020 – 2021 والسهر على تطبيق كل التعليمات والتوجيهات الصادرة عن الإدارة المركزية، خاصة تلك المرتبطة بقواعد النظافة والصحة والأمن واحترامها، لا سيما وأن هذا الدخول المدرسي هام أكثر من سابقيه، ويندرج في سياق خاص يجب أن يكون في الموعد مراعاة لمصلحة الأجيال الصاعدة.
صادق دزيري: “تأجيل الفصل في تاريخ الدخول المدرسي إلى غاية الأسبوع المقبل”
من جهته، كشف رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري، أنه تم تأجيل الفصل في تاريخ الدخول المدرسي 2020/2021 إلى غاية الأسبوع المقبل، للبث فيه من قبل مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية.
وقال دزيري، خلال تصريح عقب اللقاء الذي جمع الشركاء الاجتماعيين والوزارة، أن البت في تاريخ الدخول المدرسي سيكون بعد الأخذ بمقترحات الشركاء الاجتماعيين واللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، واعتبر صادق دزيري، أن الذهاب إلى الدخول المدرسي أصبح ضروريا، لأن التلاميذ ضيعوا الكثير من الدروس، ونسوا جو الدراسة والمدرسة لمدة قاربت 08 أشهر.
رزاقي جميلة