تسابق الجمعيات الخيرية الزمن خلال الشهر الفضيل من خلال جمع أكبر قدر ممكن من الإعانات الغذائية لإعادة توزيعها على المحتاجين والمعوزين، خاصة أن الشهر الفضيل يأتي في ظروف الوباء، العامل الذي يفرض جهدا مضاعفا من الخيرين والمحسنين لنجدة الأسر المعوزة والعائلات التي فقدت مصدر رزقها أو دخلها جراء هذه الأزمة الصحية.
كشف رئيس جمعية “نماء رويبة” فؤاد طيب في تصريح لـ “الجزائر” أن “الجمعية تكثف من نشاطها خلال الشهر الفضيل لمساعدة المحتاجين والمعوزين خاصة في ظل جائحة كورونا”.
وأشار رئيس الجمعية ذاتها “نظرا لكون جائحة كورونا مازلت قائمة لم نقم بتحضير مائدة رمضان لتفادي وقوع أي إصابات أو انتقال العدوى لكن سطرنا برنامجا مكثفا خلال الشهر من أجل تقديم المساعدات ومديد العون للمعوزين”.
وأشار المتحدث أن “الجمعية تسعى جاهدة بمعية أعضاء المكتب لتجسيد أهدافها وإدخال البسمة في نفوس المحتاجين في الشهر الفضيل”، مضيفا أنها “تهدف من خلال نشاطها إلى تفعيل دور ثقافة العمل التطوعي والخيري”، وموضحا أنه “تم توزيع 200 قفة على مستحقيها من المحتاجين والفقراء والأرامل واليتامى كما يتم توزيع التمر والماء على السائقين قبل الإفطار لشقان الفطر والحفاظ على سلامتهم من حوادث المرور الناتجة عن السرعة خلال وفت الإفطار”.
كما أبرز رئيس الجمعية أنه من “الأولويات توفير كسوة العيد للأيتام والفقراء، حيث سطرت برنامجا يهدف إلى كسوة عدد كبير من اليتامى، وذلك لتحقيق نفس الهدف الذي نجحنا في بلوغه خلال السنوات الماضية، حيث وذلك في إطار المشاريع ذات البعد الاجتماعي التي رسمتها الجمعية”.
من جهتها، خصصت ووزعت “جمعية الخير” حوالي 300 قفة على الموزعين في الجزائر العاصمة وخارجها. وأكدت رئيسة الجمعية السيدة جازية في تصريح لـ “الجزائر” أن “الجمعية تقوم بعمل مكثف خلال الشهر الفضيل من أجل تقدم المساعدة للمحتاجين”، داعية إلى “ضرورة تكثيف المبادرات التضامنية، التي من شأنها تشجيع العمل الخيري للمواطنين في تقديم الإغاثة للأسر الفقيرة، ومد يد العون والمساعدة لهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها والتخفيف من معاناتهم في الشهر الفضيل”.
وقالت رئيسة الجمعية “قمنا بتنظيم بمبادرة إفطار اليتيم وأرملة وذلك بمناطق النائية بعين دفلى ونحن نقوم بتحضير عملية الختان الجماعي لحوالي 20 طفل بالإضافة إلى تنظيم حفلة على شرف المناسبة”.
كما شرعت جمعيات خيرية بورقلة في توزيع 600 طرد غذائي لفائدة عائلات معوزة قاطنة بالوسط الحضري وبمناطق الظل بولاية في إطار الحملة التضامنية الخاصة بشهر رمضان الفضيل حسب ما أفاد به مؤخرا المنظمون.
ففي إطار هذه المبادرة التضامنية شرعت جمعية شباب الخير ببلدية الرويسات في توزيع 1.400 طرد غذائي وستشمل العملية في مرحلتها الأولى عدة أحياء بذات البلدية ثم مناطق نائية وأيضا البدو الرحل بالمناطق المجاورة للطريق الوطني الرابط بين ولايتي ورقلة وتقرت حسب رئيس الجمعية لحسن قريشي.
وتحتوي المساعدات الموجهة لفائدة الفئات الهشة والمعوزة مواد غذائية واسعة الاستهلاك (سميد وفرينة وسكر وزيت وطماطم مصبرة)، ومن جهتهما تعتزم كل من جمعيتي “فتيان” و”سنابل الخير” توزيع 1500 طرد غذائي عبر الأحياء الكبرى للولاية كما ذكر رئيس جمعية “سنابل الخير” عبد الرحيم عوامر في تصريح له.
في نفس السياق، أطلقت العديد من الجمعيات الخيرية الناشطة بولاية البليدة قبيل أيام من حلول شهر رمضان، عمليات تضامنية واسعة لمساعدة العائلات المعوزة خلال هذا الشهر الفضيل بهدف دعم جهود السلطات الولائية في التكفل بهذه الفئة الهشة.
فككل سنة تتسابق مختلف الجمعيات الخيرية بالولاية وحتى المجموعات التي تضم فرقا تطوعية شبانية لتوزيع أكبر قدر ممكن من الطرود الغذائية التي يتبرع بها المحسنون على العائلات المعوزة وهي المبادرات التي تشكل دعما قويا للسلطات المحلية في التكفل بفئة محدودي الدخل.
وفي هذا الإطار استكملت مصالح الولاية عملية صب الإعانات الخاصة بمنحة رمضان المقدرة ب 10.000 دج قبل حلول شهر رمضان والتي استفادت منها 94.939 عائلة بهدف السماح للمستفيدين منها باقتناء حاجياتهم الضرورية، وفقا لما علم من مصالح الولاية.
جمعيات تنظم موائد إفطار الصائمين
كما تعتزم العديد من الجمعيات خلال شهر رمضان المبارك تنظيم موائد لإفطار الصائمين وعابري السبيل عبر مختلف المداخل والأحياء الكبرى حيث برمجت جمعيات بنصب خيام لإفطار الصائمين.
كما تتسابق عشرات المنظمات والجمعيات واللجان الخيرية، وكذا المواطنون إلى إطعام الصائمين، أو توزيع وجبات إفطار على العائلات الفقيرة خاصة في ظل تدهور القدرة الشرائية والأزمة الصحية التي عصفت بالبلاد على غرار بلدان العالم بسب تفشي فيروس كورونا والذي خلف آثارا وخيمة خاصة في شقه الاقتصادي.
كما تعمل على فتح مطاعم لتقديم وجبات ساخنة للمحتاجين والمساكين وعابري السبيل الذين لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى منازلهم، أو فرضت عليهم ظروف العمل التنقل في وقت متأخر من النهار، حيث تساعد هذه المبادرات في التخفيف عن المسافرين، في مشهد يبعث قيم التكافل والتضامن، وسط انخراط شبابي لافت في هذا المجهود المجتمعي التضامني، معتبرين شهر الصيام بمثابة الفرحة التي يتقاسمها الجميع مع شيوع روح التكافل والتعاون بين الجزائريين.
وتعتبر مطاعم الرحمة التي تدير أغلبها جمعيات خيرية ومحسنين، قبلة المحتاجين والفقراء حيث تؤمن وجبات الإفطار لشريحة كبيرة منهم خاصة عابري السبيل الذين تقطعت بهم السبل وداهمهم موعد الإفطار، قبل الوصول إلى الوجهة التي يقصدونها.
الهلال الأحمر الجزائري يكثف نشاطه خلال الشهر الفضيل
من جهته، قام الهلال الأحمر الجزائري، وككل سنة، بفتح مطاعم الإفطار فضلا على توزيع وجبات ساخنة على العائلات والأشخاص المحتاجين فبولاية الأغواط في فتح 4 مطاعم؛ وتوزيع وجبات الإفطار المحمولة والقدرة بـ 650 يوميا.
كما قام متطوعوا الهلال لهلال الأحمر الجزائري اللجنة المحلية لبلدية سعيدة بعملية تعقيم و توعية ضد فيروس الكورونا في الأسواق العمومية التي تشهد إقبالا شعبيا كبيرا في شهر رمضان المبارك.
ويواصل متطوعو الهلال الأحمر الجزائري بأدرار تنظيم عملية إفطار عابري السبيل حيث يصل عدد الوجبات المحضرة والموزعة حاليا إلى 100 وجبة حسب الإمكانيات المتاحة.
أما في ولاية قسنطينة، فقد تم تحضير 320 طرد غذائي من طرف اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري و70 آخر مهدى من طرف المكتب الوطني للهلال الأحمر الجزائري، 50 من طرف محسنين و200 من المخزن المركزي.
فلة. س