جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
حذر أخصائيون من “بعوضة النمر” التي كشف معهد “باستور” في وقت سابق عن تواجدها في 60 بالمئة من مناطق شمال الجزائر، ورغم عدم حصول حالات خطيرة ممن لسعتهم هذه الحشرة، إلا أن الحذر والإبتعاد عن الأماكن المتواجدة فيها ضروري درءا لأي مخاطر صحية مستقبلا.
كشف المختص في الأمراض المعدية، الياس اخاموك، أن بعوضة النمر معروفة منذ القديم لكن تكن منتشرة في البحر الأبيض المتوسط وخاصة في الجزائر. وأوضح أخاموك في تصريح لـ”الجزائر” أن “الحشرة موجودة منذ 12 سنة، ولكن كان خطرها موضوعي أي ناتج عن بعوضة وليس عن أمراض أخرى”.
وأضاف الأخصائي ذاته أنه من أبرز أعراض “بعوضة النمر” احمرار الجلد والحساسية والحكة وانتفاخ وهي أعراض بسيطة لكن الخطر الأكبر هو نقلها لفيروسات على غرار الحمى وهي حمى الضنك والزيكا وشيكونغونيا والحمى الصفراء”، مشيرا إلى أنه إلى غاية اليوم لا توجد هذه الفيروسات في الجزائر لكن في حالة دخولها سيرتفع خطر العدوى بين المواطنين.
وأوضح المتحدث أن “وزارة الصحة وضعت نظام مراقبة للبعوضة والبحث عن الأماكن الموجودة فيها وكذلك مراقبة المصابين بالأمراض ومعالجتهم حتى لا تستطيع البعوضة أن تنقل الفيروس منهم”.
ودعا المختص في الأمراض المعدية المواطنين إلى تفادي المياه الراكدة خاصة المستنقعات وحتى في المنزل بالنسبة للأشخاص الذين يغرسون الأشجار والنباتات وأن لا يتركوا المياه راكدة كونها تشكل بيئة خصبة لها.
ونوه أخاموك إلى أنه في حين ملاحظة أي نشاط للبعوضة في الأحياء، يجب إبلاغ مكتب النظافة بالبلدية حتى تتمكن من التطهير والقضاء عليها.
من جهته، كشف الطيب المختص في الصحة العمومية، محمد أكواش أن هذه البعوضة موجودة في الجزائر بنسبة 60 بالمئة، في حين أنها أخذت تسمية “النمر” من لونها البني، وأنها منقطة بالأبيض المصفر كجلد “النمر” على اعتبار أنها تتغذى على البشر.
وقال كواش لـ “الجزائر” أن خطورتها تكمن في لسعتها التي تسبب حكة واحمرارا وانتفاخا وتدوم أحيانا لأكثر من أسبوع كما تعرف بسرعة انتشارها وتكاثرها في أواني تخزين المياه المفتوحة ومياه الحدائق.
وأوضح كواش أن الدراسات الأولية أشارت إلى أن لسعتها ليست خطيرة، لكن خطورتها تكمن في أنها من أكثر الحشرات التي تنقل الأمراض والفيروسات.
ونصح كواش بضرورة الوقاية من لسعات البعوض عبر الابتعاد عن المسطحات المائية كالبحيرات والوديان والمياه الراكدة، وفي حالة احمرار في الأجسام واستمر لمدة طويلة يجب معالجته.
للإشارة، وضعت وزارة الصحة نظاما يمتد إلى نهاية نوفمبر المقبل، لمراقبة ومكافحة الفيروسات القهقرية المتنقلة عبر “بعوضة النمر”، مؤكدة “عدم وجود سبب موضوعي للحديث عن حالة تأهب” في الوقت الحالي، مثلما أفاد به بيان للوزارة.
ولفتت وزارة الصحة إلى أن “وجود هذه البعوضة بكثرة لا يعني أن الأمراض التي يمكن أن تحملها ستظهر بشكل تلقائي”، خاصة في ظل “عدم وجود حمى الضنك والشيكونغونيا وزيكا في الجزائر”.
ويشمل هذا النظام ساري المفعول من الفاتح ماي إلى 30 نوفمبر، “الإجراءات الكفيلة برقابة و منع ظهور حالات أصلية, من خلال الكشف المبكر عن الحالات الوافدة و مراقبة تطور البعوض الغازي وكذلك التنفيذ السريع و المنسق لإجراءات حماية الأشخاص ومكافحة ناقلات المرض”. وينقسم هذا النظام إلى ثلاثة محاور تتمثل في “مراقبة الحشرات، بهدف الكشف عن وجود البعوض ومراقبته من أجل تأخير انتشاره جغرافيا وتقليل أعداده” و”المراقبة الوبائية للكشف المبكر والإبلاغ الفوري عن الحالات الوافدة المشتبه بها وجميع الحالات التي أكدها المختبر”.
فلة سلطاني