فشل المنتخب الجزائري لكرة القدم في “استرجاع الثقة” إثر انهزامه وديا أمام نظيره السويدي بثنائية نظيفة (2-0), سهرة اليوم السبت, بملعب “ايليدا ستاديوم” بمدينة مالمو السويدية, وذلك عقب ثلاثة أيام من تعادله “المخيب” ضد منتخب مالي (1-1), بوهران.
وشهدت المرحلة الأولى فترات متوازنة بين الفريقين رغم نهايتها لصالح أصحاب الضيافة (1-0), فبالنسبة للفريق الجزائري أشرك الناخب الوطني جمال بلماضي تشكيلته الأساسية “المعهودة”, يتقدمها القائد رياض محرز و حارس عرين “الخضر”, رايس مبولحي, العائد إلى المجموعة بفضل رصيده العالي من الخبرة.
ودخلت العناصر الوطنية بنية إرباك الدفاع السويدي مبكرا عبر ضغط هجومي لم يأتي بثماره رغم بعض الفرص السانحة للهجوم الجزائري, لعل أبرزها المخالفة المباشرة عند الدقيقة الثامنة من حدود 18 متر والتي نفذها نجم مانشستر سيتي محرز وارتطمت بالحائط البشري لدفاع الخصم. وقبلها حاول رأس الحربة إسلام سليماني مباغتة المنافس بتسديدة في الزاوية المغلقة عقب توغله من الجانب الأيسر, لكن الحارس أولسن صدها بصعوبة (د 6).
وبعدما شعر “الفايكينغ” بالخطر حاولوا رد الفعل والصعود نحو المناطق الجزائرية عبر محاولات هجومية نجح الدفاع الجزائري في إبطال مفعولها.
وفي وقت كان يحاول “الأفناك” بسط طريقة لعبهم, وقع الظهير الأيسر رامي بن سبعيني في المحظور, حينما تدخل بخشونة على مهاجم سويدي, ليتلقى بطاقته الصفراء الثانية و يطرد من طرف حكم اللقاء النرويجي (د 34).
هذا الطرد منح أصحاب الضيافة مساحة أكبر للضغط على رفاق المدافع أحمد توبة, الذي ارتكب هفوة منحت للسويديين ضربة جزاء خلال الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول, نفذها وسجلها لاعب نادي لايبزيغ الألماني, ايميل فورزبيرغ (د 45+3).
وعقب فترة الراحة بين الشوطين, دخل منتخب السويد بنفس الوتيرة والنية الهجومية حينما تمكن من مضاعفة النتيجة بسرعة عبر كلايسن (د 48), مستغلا خطأ فنيا ارتكبه ثنائي محور الدفاع عيسى ماندي-أحمد توبة.
وبعد تعرضهم لحملات هجومية زعزعت استقرار خطوط الفريق, حاول “الأفناك” رد الفعل والتوجه نحو الهجوم بهدف تقليص الفارق, لكن جل هجماتهم باءت بالفشل في ظل عجز الثلاثي محرز بلايلي و سليماني في صنع الخطر وهز شباك الفريق السويدي.
وبهذه النتيجة السلبية يتذوق “الخضر” طعم الهزيمة مجددا منذ الإقصاء المرّ من المشاركة في كأس العالم قطر-2022 على يد المنتخب الكاميروني نهاية شهر مارس الفارط. حيث سجل الفريق الوطني بعدها سلسلة من خمس انتصارات وتعادل.
بالمقابل حصد منتخب السويد, المُقصى كذلك من المونديال (صاحب المركز الـ25 في ترتيب للفيفا لشهر أكتوبر), الانتصار الثاني تواليا لهذه المحطة التحضيرية عقب تغلبه على المكسيك (2-1), الأربعاء الماضي في لقاء ودي جرى بإسبانيا.
وعلى العموم لم تبلي التشكيلة الوطنية البلاء الحسن خلال أول مواجهة ودية ضد منتخب أوروبي, ولعل أبرز استثناء هو وسط الميدان اسماعيل بن ناصر الحارس المخضرم رايس مبولحي, الذي كانا موفقا لحد بعيد في تدخلاته أمام مهاجمي السويد التي لولاها لانتهت المقابلة بنتيجة أثقل.
وبهذا حقق مبولحي (36 سنة) رقما قياسيا جديدا, بخوضه المقابلة رقم 90 بالقميص الوطني (منذ عام 2010), ليعادل بذلك رقم النجم السابق لـ “الخضر”, رابح ماجر, بينما لعب الهداف التاريخي للفريق الوطني, إسلام سليماني (34 سنة), مباراته رقم 91 بالفريق الوطني.
وإثر هاتين الخرجتين الوديتين, يدخل المنتخب الوطني الجزائري في راحة إلى غاية شهر مارس 2023 بمناسبة خوضه الجولتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس أمم إفريقيا-2024 بكوت ديفوار.