الباحث المصري محمد حامد لـ “الجزائر” :
“اجتماع الجزائر لا بد أن يرسم استقرار ليبيا”
تستقبل الجزائر في 5 و6 من شهر جوان الداخل، اجتماعا لوزراء خارجية كل من الجزائر ومصر وتونس أي الدول المحيطة بليبيا للتباحث حول دفع مسار الحوار بين الفرقاء الليبيين في ظل التأزم بين مختلف الجهات السياسية والعسكرية، إضافة إلى الطلعات الجوية التي قام بها الطيران المصري فوق الأراضي الليبية وضربه لمعسكرات مجلس شورى بنغازي مباشرة بعد اعتداء المينيا الذي تبناه تنظيم “داعش” ضد الأقباط في مصر.
تشهد الجزائر في 5 و6 يونيو المقبل، اجتماعا لوزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس، للتباحث حول تطورات الأزمة الليبية وتقييم الوضع السياسي والأمني هناك، وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي الشريف، الأحد، لوسائل إعلام، إن الاجتماع يأتي في إطار التشاور المتواصل بين الجزائر ومصر وتونس بشأن الأزمة الليبية، ولتقييم مساعي الليبيين ودول الجوار والمجتمع الدولي بالإضافة لجهود الدول الثلاث لإيجاد تسوية سياسة تنهي الأزمة التي تضرب هذا البلد الشقيق والجار.
وتعرف الساحة الليبية منذ أيام حالة شديدة من الغليان ترجمتها المعارك الدامية بين ميليشيات تابعة للحكومة في طرابلس وقوات تابعة للفريق خليفة حفتر الذي يقدم نفسه القائد الشرعي الوحيد للجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب، معارك سقط خلالها المئات من الضحايا من الطرفين. في ذات السياق أخلطت مصر الأوراق بقيادتها قواتها الجوية لطلعات ضربت من خلالها مجلس ثوار بنغازي التنظيم الإسلامي المتطرف، وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب تلفزيوني بعد الاعتداء على الأقباط في المينيا حيث خلف الحادث 28 قتيلا أن الجيش المصري سيتدخل في الداخل والخارج لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تضرب مصر.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن رئاسة أركان القوات الجوية الليبية أن الطيران الليبي بمساندة الطيران المصري قام بـ ” دك أوكار الإرهاب بمدينة الجفرة “، وأن القصف الجوي طال “عددا من المنشآت والمقرات الإدارية التي تتخذها الجماعات الإرهابية المتطرفة مقرا لها بالمدينة كغرف للعمليات لهم ومقار لتخزين الأسلحة والآليات “، كما أعلن الجيش الليبي أن السرية المقاتلة الأولى التابعة للكتيبة 21 مشاة وصلت إلى مشارف مدينة الجفرة، وأنها تنتظر تعليمات القيادة العامة للجيش الليبي لاقتحام المدينة “.
في المقابل أشار محمد حامد الباحث المصري في العلاقات الدولية أن ” الضربات المصرية في ليبيا تهدف إلى هزيمة المتطرفين في ليبيا والجماعات المارقة والتي تهدف إلي زعزعة استقرار الدولة المصرية وأيضا النيل من مصر عبر تنفيذ عمليات إرهابية موجعه ومؤثرة “، وأضاف محمد حامد في تصريح لـ ” الجزائر ” أمس، أن ” هدف الضربات المصرية في ليبيا هو رغبة القاهرة في استعادة كيان الدولة في ليبيا عبر نواة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر والبرلمان المنتخب كما أن التدخل في ليبيا يقع تحت الفصل السابع الخاص بالأمم المتحدة وهذا يتيح التدخل الدولي وأن الضربات المصرية لا تعد انتهاكا للسعادة الليبية لأنها جاءت بموافقة الحكومة والجيش الليبي ووفق ميثاق الجامعة العربية وفق مقررات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي التي تسمح لمصر في حق الدفاع الشرعي عن أمنها القومي “.
واعتبر الباحث المختص في العلاقات الدولية محمد حامد أن ” الاجتماع القادم لوزراء خارجية دول جوار ليبيا لعله يخرج ببيان يرسم خريطة مستقبل ليبيا ويرسم إرادة لاستقرار ليبيا وحماية مقدراتها وشعبها وأن يفضي في النهاية إلي توافر إرادة دولية حقيقية لإنهاء الصراع في ليبيا “.
وترأس الجزائر لجنة تتكفل بمسائل الأمن أنشأتها مجموعة دول جوار ليبيا التي تأسست سنة 2014، وتعمل المجموعة على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية في إطار حوار شامل بين القوى الوطنية الليبية، وتضم لجنة ثانية تتكفل بالمسائل السياسية. حسب متتبعون للشأن الأمني في ليبيا فأن هذا القصف تم بتنسيق مع قوات خليفة حفتر، واستهدف مراكز تدريب وتخطيط للجماعات الإرهابية المتواجدة بكثرة في مناطق الشرق الليبي.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / على وقع الضربات الجوية المصرية لدرنة الليبية:
الجزائر تجمع وزراء خارجية مصر وتونس لبحث الملف الليبي
الجزائر تجمع وزراء خارجية مصر وتونس لبحث الملف الليبي