جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
ربط الخبير الفلاحي، لعلا بوخالفة، بين استقرار أسعار اللحوم بمدى توفر والأعلاف وأسعارها، وشدد على ضرورة مواصلة دعم الدولة للأعلاف، مع إدراج المواد الأولية المحلية في صناعة الأعلاف، إضافة إلى أهمية التوجه نحو الزراعات الإستراتيجية في المناطق الجنوبية.
وقال بوخالفة في تصريح لـ”الجزائر” إن ارتفاع أسعار الأعلاف تعتبر العامل الرئيسي المسبب لارتفاع أسعار اللحوم، وهي تمثل أكثر من 70 بالمائة من تكلفتها، وأشار إلى أن المواد المستعملة في صناعة الأعلاف مستوردة كالذرى الصفراء والصوجا، وارتفاع أسعار هذين المادتين في السوق العالمية بعد جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، أثر بشكل كبير على أسعار اللحوم وخاصة البيضاء.
واقترح الخبير الفلاحي بغية القضاء على إشكالية عدم استقرار سوق اللحوم في الجزائر، مواصلة دعم الدولة للأعلاف، وكذا إدراج المواد الأولية المحلية، في صناعة الأعلاف كالشعير، والقمحليم (الخرطال) ونواة الزيتون، والصفصفة المجففة، وهذا بغرض التخلص من استعمال الذرة الصفراء والصوجا اللذين يكلفان الكثير، ما يؤثر على أسعار الأعلاف ومنه على أسعار اللحوم.
وشدد بوخالفة من جهة أخرى، على أهمية زراعة القمحليم إذ يرى أن هذا النوع من الزراعات لا بد أن يكون من الأولويات لبلوغ الإكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي وضمان أمن غذاء الأجيال القادمة.
وقال في هذا الصدد، إن زراعة القمحليم تتحمل الجفاف وتقاوم الملوحة وتتأقلم مع المناخ والتربة عكس الزراعات الأخرى وخاصة القمح اللين، وهي زراعة تمكن من تلبية الاحتياجات الغذائية البشرية والحيوانية وخاصة من الجانب الصحي، عكس القمح اللين الذي يسبب للمستهلك عدة أمراض منها السكري، السمنة، مرض الأمعاء والضغط الدموي.
وأضاف المتحدث أنه “من الضروري الآن التفكير في زراعة هذه المادة الإستراتيجية، وخاصة بعد تطوير واكتشاف نوع من البذور من طرف المعهد المتخصص والتي تقاوم الجفاف وتتحمل الملوحة”.
ويرى بوخالفة أن كل الشروط متوفرة في الجنوب الكبير لزراعة القمحليم، وإذا ما تم تحقيق هذا الإنجاز يمكن الاستغناء تدريجيا ونهائيا عن استيراد الحبوب.
وبخصوص تربية الدواجن، أكد بوخالفة على أهمية إدراج التقنيات الحديثة في مجال تربية الدواجن والتخلي عن الأساليب التقليدية والتي دائما ما كانت تعطي نتائج ضعيفة، وذلك من خلال الاهتمام بالتغذية، تحسين اللقاحات والمتابعة الميدانية للتلقيح ضد الأمراض المعدية، سيما منها تلك المنتشرة بكثرة، توفير المناخ –حرارة ملائمة لتربية الكتاكيت، واعتبر أنه إذا ما تم إتباع هذه التقنيات سنصل إلى نتائج جد إيجابية، وهذا بدوره سيساهم في خفض التكلفة التي تعد أكبر عائق.
كما اقترح بوخالفة وضع خطط استباقية لمعالجة الأمراض التي تصيب المواشي والدواجن، والإعلان الرسمي في حالة الإصابة، لاسيما منها تلك الأمراض والفيروسات التي تتسبب في الموت المباشر لرؤوس الماشية أو الدواجن، وشدد هنا على ضرورة وضع حاجز صحي.
رزيقة. خ