عبّر سامح مراعبة، نجم الكرة الفلسطينية عن شكره وامتنانه لوقفة الجزائر شعبا وحكومة مع القضية الفلسطينية وشعب قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية من طرف المحتل الصهيوني، مؤكدا بأنها تعبير عن الأخوة الكبيرة بين شعبي البلدين الشقيقين، كما تحسر مراعبة على رفض الاتحاد الآسيوي استقبال منتخب “الفدائي” لمبارياته الودية والرسمية بالجزائر.
وعبّر سامح مراعبة عن صدمته وغضبه مما يعيشه أهل غزة من هول ودمار على يد آلة القتل الصهيونية والاحتلال الغاشم، متحدثا في تصريحات لموقع “العربي الجديد” عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها قطاع غزة بسبب المجازر الصهيونية، وتأثير ذلك في تحضيرات منتخب “الفدائي”، الذي يستعد لدخول تصفيات كأس العالم وكأس آسيا المقبلتين، مشيرا إلى وقفة الشعب الجزائري والحكومة مع إخوانهم الفلسطينيين، وقال: “تجمعنا علاقة أخوة بالشعب الجزائري، وأنا لا أزال أتذكر ذلك الاستقبال الأسطوري الذي حظينا به عند قدومنا في 2017 لمواجهة المنتخب الأولمبي الجزائري، فصور ملعب 5 جويلية الأولمبي الذي كان مسرحا لتلك المقابلة لم تُمحَ من مخيلتي، فالحضور الذي تجاوز 60 ألف مشجع كانوا جميعا خلف منتخب الفدائي، الذي يمكن القول إنه قد خاض اللقاء الأفضل منذ تأسيسه، كيف لا وقد لعبنا في أجواء خيالية أشعرتنا بأننا لعبنا في بلدنا فلسطين الذي آمل أن يتحرر يوما، ولما لا يستضيف مباراة بين الفدائي والمنتخب الجزائري؟”، وتابع “حسرة كلّ لاعبي منتخب فلسطين شديدة بعد قرار الفيفا برفض الاستقبال بالجزائر، لقد كنا نأمل أن نخوض التصفيات بهذا البلد الشقيق، لكوننا على يقين بأننا سنحظى بدعم كبير لن نجده حتى في فلسطين، بالنظر إلى الحب الذي يكنّه لنا الجزائريون، لقد تفاعلوا مع احتمال الاستضافة بالجزائر”، وواصل “الكل كان يمني النفس في العودة من جديد للجزائر، ولكن الفيفا رفضت هذا المقترح بحجة استحالة اللعب خارج القارة الآسيوية، على العموم، هذا لن يثني عزيمتنا، بل سيدفعنا للكفاح خلال التصفيات لعل وعسى ننجح في صنع المفاجأة ضمن مجموعة تبدو متوازنة، وإن كان المنتخب الأسترالي يبقى المرشح الأبرز فيها”.
“لا يمكنني التعبير عن مدى تقديري لوقفة الجزائريين”
وشدد سامح مراعبة على وفقة الجزائريين يوم الخميس الماضي، حيث خرج الملايين إلى الشارع من سياسيين ورياضيين ومحامين وغيرهم من مختلف أطياف الشعب الجزائري، معبرين عن دعمهم لأهالي غزّة الذين يتعرضون لمجازر إبادة، من قبل الكيان الصهيوني، واختتم: “مهما قلت عن الشعب الجزائري لن أفيه حقه، فلطالما كان السند الأبرز للقضية، ولم يتأخر يوما لنصرة شعبنا المظلوم الذي يكنّ محبة واحتراما كبيرين لكل ما هو جزائري، وعن نفسي لقد تابعت المسيرات الضخمة بكل ولايات الجزائر الخميس الماضي، ولم أُفاجأ بتلك الحشود التي خرجت للتعبير عن تضامنها مع سكان غزة، نحن بلد واحد، ونتقاسم الكثير من الأمور، ويكفي أن الجزائريين أكثر من يشعر بهذه المأساة، بحكم أنهم قد عاشوا الأوضاع نفسها إبان الاستعمار الفرنسي”.
“لم نتفاجأ من دعم نجوم الجزائر والقطاع الرياضي”
وأشاد ذات المتحدث بموقف الدولي الجزائري رياض محرز الذي لطالما رفع العلم الفلسطيني عاليا ودافع عن القضية في عدّة مناسبات، معتبرا بأنّ خرجة قائد “الخضر” وزميله يوسف عطال الذي تعرّض لضغوط كبيرة في فرنسا ليست مفاجئة بالنسبة لهم، وأردف: “دعم ومواقف نجوم كرة القدم مهمة للغاية، لكونهم يعتبرون مرآة فاضحة لمجازر هذا العدو الذي لم ولن يتقبل منشورات مشابهة لتلك التي شاهدناها لنجوم مثل كريم بن زيمة الذي كان دوما خلف القضية الفلسطينية، شأنه في ذلك شأن رياض محرز، نجم منتخب الجزائر الذي أحدثت رسالته الأخيرة ضجة كبيرة، كيف لا وهي قد حملت اتهامات خطيرة للكيان الصهيوني، دون نسيان موقف يوسف عطال الذي نشكره بالمناسبة على فعله الرجولي تجاه القضية الفلسطينية، حتى وإن كان ذلك سيهدد مسيرته الاحترافية، وهو الذي أُوقف من إدارة نادي نيس”، وأكمل ” لا يفاجئني إطلاقا الدعم الذي نحظى به من طرف الأسرة الرياضية الجزائرية، وهنا سأعرج إلى الصور والفيديوهات الجميلة التي وصلت إلينا من مباراة الجزائر أمام الرأس الأخضر، عندما دخل اللاعبون كلهم بوشاح فلسطين، مع ترديد كل الجماهير الحاضرة بالملعب لعبارة (فلسطين الشهداء)”.
ع. ب