توالت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة بقرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري، والمطالبة بالتنفيذ العاجل.
وتمكن مجلس الأمن الدول أول أمس من تبني مشروع قرار أعده العديد من الأعضاء غير الدائمين، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك في قطاع غزة، عقب امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
ويطالب القرار أيضا بـ”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”، فضلا عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية.
ولعبت الجزائر دوراً مؤثراً في اعتماد القرار، وعلى الفور صرّح المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع: “إنّ التصويت على مشروع قرار تقدمت به الجزائر في شهر فيفري كان ضمن وعودنا”، قائلاً: “منذ تقديمنا لهذا المشروع لم نكل ولم نمل لنعود مجدداً اليوم كما وعدنا سابقاً”.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن تبني قرار بوقف اطلاق النار الفوري في قطاع غزة، خطوة بالاتجاه الصحيح لوقف العدوان الصهيوني بشكل كامل و مستدام، وخروج قوات الاحتلال من القطاع وإدخال المساعدات وعودة المهجرين قسرا إلى مناطقهم وأحيائهم, رغم الدمار والألم.
وعبرت الخارجية الفلسطينية في بيان عن ترحيبها للجهود في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة نحو تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين, وأبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بشكل متعمد منذ أكثر من 171 يوما.
وثمنت خارجية دولة فلسطين مبادرة الدول المنتخبة في مجلس الأمن وعلى رأسهم الشقيقة الجزائر وإكوادور، غيانا، اليابان، مالطا، موزامبيق، جمهورية كوريا، سيراليون، سلوفينيا، وسويسرا، وتقديمها لمشروع قرار يدعو الى وقف العدوان وإطلاق النار.
كما أشادت بمواقف الدول المتسقة والمنسجمة مع القانون الدولي بهذا الخصوص، وانضمام روسيا وفرنسا والصين.
حمدان: نثمن عاليا دور الجزائر في تبني قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة
وصف يوسف حمدان، ممثل حركة حماس بالجزائر، قرار مجلس الأمن الدولي، القاضي بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بأنه مهم جدا على عديد المستويات منها أولا، انه يزيد في عزلة الكيان الصهيوني، وثانيا يجعل الإحتلال عبئا على المجموعة الدولية والدول التي تدعمه، وثالثا يشكل جزءا من تغير الرأي العام الدولي اتجاه الكيان الصهيوني والمعركة والحق الفلسطيني.
وقال حمدان في تصريحات للإذاعة الجزائرية بأن “الحركة تنظر إلى هذا القرار بأنه قد يكون انتصارا تكتيكيا وتحولا جيدا لصالح القضية الفلسطينية، واختراقا في الموقف الدولي إلى الحد الذي تجد فيه الولايات المتحدة الأميركية نفسها مضطرة لتأخذ قرار الامتناع ورغم مسارعتها إلى القول إن ما حدث داخل مجلس الأمن الدولي لا يشكل تغيرا حيال الدعم الثابت للكيان الصهيوني ولكن المؤكد أنها كانت مضطرة لتأخذ هذا الموقف أمام الضغط الجزائري المتواصل برفقة مجموعة من الدول”.
وأضاف حمدان قائلا “نحن في الحركة نثمن عاليا الدور الذي قامت به الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي، ونعتبره جزءا من الدبلوماسية النضالية، لأنه لم يكن مجرد مسار تقني بالنيابة عن المجموعة العربية، وإنما من دولة تعتبر ان هذه ليست قضية فلسطين وحدها وإنما هي أيضا قضية الجزائر”.
كما استطرد قائلا “لقد تجلى ذلك بصدق عندما تحدث مندوب الجزائر داخل مجلس الأمن بالقول “سندفن شهداءنا”وهذا أقوى تعبير عن العلاقة الطبيعية بين الشعبين ويعكس الموقف الرسمي الداعم لهذا المسار، ورؤية واضحة عبر عنها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من أول يوم من المعركة، عندما تحدث عن ضرورة ملاحقة ومعاقبة الكيان الصهيوني على جرائمه وعدم السماح له بالإفلات من العقاب”.
وتابع حمدان قائلا “هذه الرؤية السياسية والدبلوماسية تبنتها الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية وكذلك في جميع علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم ومختلف المنابر الدولية وآخرها انسحاب رئيس المجلس الشعبي الوطني والوفد المرافق له نهار أمس من أشغال اتحاد البرلمانات الدولية، احتجاجا على جرائم الكيان الصهيوني بالموازاة مع الدعم الإنساني من خلال إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.
وبالعودة إلى موقف الحركة من القرار، أوضح حمدان قائلا “نحن في حركة حماس لدينا تحفظات على القرار وكنا نأمل أن يتضمن بعض الجزئيات منها ما تعلق بمدة قرار وقف إطلاق النار وديمومته وإدانة صريحة للجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني والتهجير الذي يتعرض له والمخاطر المحدقة به بالنظر إلى استمرار التهديدات بإمكانية استمرار عمليات التهجير القسري”.
كما تابع حديثه أنه “من المبكر جدا الحديث عن انتصار بالمعنى الكلي وإنما بالمعنى الجزئي نعتبر أي موقف تخسره الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها حليفا للإحتلال وشريكا في الحرب من جهة، ومن جهة ثانية نرى بأن أي موقف يجد فيه الكيان الصهيوني نفسه بشكل غير مسبوق محل إدانة ويطلب منه التوقف عن سياسته الإجرامية نعتبره اختراقا للهيمنة الأميركية والصهيونية على المنتظم الدولي، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ سنة 1948، تاريخ بداية نكبة الشعب الفلسطيني وعكسه الموقف الهستيري لممثل الكيان داخل المجلس بعد صدور القرار وهو يوجه الاتهامات جملة وتفصيلا ودون تمييز لجميع الأعضاء”.
وأردف قائلا “نحن من الناجية الإستراتيجية نعتبر بأن الإنتصار الحقيقي بالنسبة للشعب الفلسطيني حدث في السابع أكتوبر الفارط، ومنذ ذلك الوقت ونحن نراكم الانتصارات صمودا أمام آلة القتل الصهيونية، ولولا الطريقة التي أدارت بها المقاومة المعركة على الأرض لما كان الرأي العام الدولي يتهيأ اليوم لمثل هذا القرار وما كنا لنستمع لمثل هذه الخطابات داخل مجلس الأمن الدولي، سواء من قبل بعض الدول الدائمة العضوية كالصين وروسيا، فضلا عن الخطاب الجزائري ومن معها من الدول غير الدائمة العضوية عن الحق الفلسطيني”.
واسترسل ممثل حركة حماس قائلا “هناك مخاوف تنتاب الحركة من جهة استمرار مواقف بعض القوى داخل مجلس الأمن والتي بإمكانها تعطيل قراراته ونحن اليوم نتساءل عما إذا كان قرار وقف إطلاق النار سيتم الإلتزام به وتطبيقه من قبل الاحتلال”.
ف. س \ واج