اتسعت رقعة الغاضبين بسبب قوائم الأفالان لمحليات 23 نوفمبر لحد مطالبة الأمين العام الحالي جمال ولد عباس بالرحيل لكونه – على حد تعبيرهم – يتحمل مسؤولية ما أسموه بالانحطاط الذي وصل إليه الحزب ومنطق الشكارة والإقصاء الذي يفرض نفسه بقوة في الإستحقاقات الانتخابية وهي وضعية الغليان التي تفصل عن أيام قلائل من انعقاد دورة اللجنة المركزية ليكون الأفالان الحزب الوحيد الذي لا يزال يتخبط في الوقت الذي ركنت أحزاب أخرى مثل النهضة والحركة الشعبية الجزائرية خلافاتها وانشقاقاتها جانبا.
شهدت محافظات وقسمات الأفالان لميلة والنعامة أمس احتجاجات بالجملة وذلك على خلفية ما أسموه بالفوضى والإقصاء الذي طبع عملية إعداد القوائم الانتخابية لمحليات نوفمبر 2017 والتي نعتوها بقوائم الفساد والشكارة والعار وأوردو في بياناتهم :تبعا للتجاوزات اللامسؤولة في إعداد قوائم المترشحين للإنتخابات المحلية نند وبكل شدة وإلحاح بكل التصرفات اللامسؤولة التي اعتمدتها رئيسة اللجنة الإنتقالية لولاية النعامة المفوض لها بإيداع ملفات على مستوى مصالح مديرية الشؤون العامة لذات الولاية من عدم عقد جمعيات عامة لتنصيب اللجان البلدية المشرفة على جمع الملفات وإعداد القوائم وتهميش أولئك الذين ساهموا في تأطير الحملة الإنتخابية لتشريعيات الرابع ماي الفارط مع إقصاء كل القسمات المنبثقة عن المؤتمر التاسع واعتماد العمل مع قسمات موازية” وتابعوا :”لا للمال الفاسد والشكارة ونطالب باسترجاع القوائم الشرعية . هذا في الوقت التي وصلت ذروة الغضب في بعض المحافظات حتى حمل لافتة ارحل يا ولد عباس.
وطالب المحتجون أمس أمام المقر المركزي للحزب من المنسحبين والمقصيين من قوائم الترشح من الأمين العام بضرورة تغيير القوائم قبل الأسبوع القادم وأوردوا في بيانهم ” بعد التلاعبات والخرق الذي طال التعليمة 12 التي وجهها الأمين العام جمال ولد عباس للمحافظين وأمناء القسمات المتضمنة لشروط الترشح وتغيير القوائم بين ليلة وضحاها وإعتماد قوائم أخرى بالدخلاء والغرباء وإقصاء أبناء الحزب الحقيقيين نناشدكم بصفتكم المسؤول الأول على الحزب و بشخصكم المشهود له بالإنصاف بضرورة التدخل وإصلاح الأمور وتغيير القوائم قبل 6 أكتوبر القادم “.
واعتبر المحتجون في بيانهم أن الشكارة فرضت نفسها في إعداد القوائم و تعليمة ولد عباس ضربت عرض الحائط الأمر الذي فسح المجال للمضليين بالتواجد بقوة .
القيادات السابقة تخرج عن صمتها:
“أنقذ الأفالان يا بوتفليقة”
و خرجت القيادات السابقة عن صمتها لتعرب عن تنديدها لما آل له الحزب العتيد من عبثية و فوضى طال أمدها وتسببت في تراجع الحزب إلى الوراء مناشدة رئيس الجمهورية بصفته الرئيس الفعلي للحزب بضرورة التدخل ووضع حد لذلك
منسق تقويمية الأفالان عبد الكريم عبادة:
“الرئيس مطالب بالتدخل لوقف مهزلة قوائم المحليات”
استنكر منسق تقويمية الأفالان عبد الكريم عبادة الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها الحزب العتيد جراء التلاعبات والفساد الذي طبع عملية إعداد القوائم الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر والتي أخرجت جل القواعد للشارع تنديدا بسياسة الإقصاء التي فرضت نفسها هذه المرة مشيرا إلى أن ولد عباس لم يستخلص درس التشريعيات وسار على نهجها في تحضيره للمحليات.
و قال عبادة في تصريح ل ” الجزائر ” أمس :” الحزب مصاب بمرض الفساد والرداءة والرشوة والشكارة وحديث ولد عباس عن مكافحة هذه الأمراض لم تتبعها تجسيد على أرض الواقع فرض نفسها في تشريعيات الرابع ماي الفارط وستكون حاضرة في المحليات لان الحزب تم تطهيره من مناضليه الحقيقيين وعوضوا بانتهازيين همهم المناصب والمال لا خدمة الحزب الذي أصبح يلقب بحزب الشكارة و غيرها من الأوصاف الأمر الذي كان نتاج سياسة القيادة السابقة و الحالية التي لم تضف للحزب بل أرجعته للوراء كثيرا”.
وعبر عبادة عن استغرابه مكن الصمت المطبق على الرئيس الفعلي للحزب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على المهازل التي يعيشها الأفالان والتدهور والتراجع الذي يتخبط فيه و ذكر الرئيس صامت وهو الوحيد القادر على إصلاح وضعية الحزب و إخراج الأفالان من الحالة الكارثية التي وصل إليها جراء القيادة الفعلية “وتابع :”الرئيس مطالب بالتدخل عاجلا لإنقاذ الحزب لأن الأمور وصلت لدرجة لا يمكن السكوت عنها مع غليان على مستوى 48 ولاية ”
وعن المطالبين برحيل ولد عباس قال عبادة بأن المشكل ليس في ولد عباس هذا الأخير جاء في مأمورية على الأفالان لاستكمال مسيرة التي بدأها سلفه عمار سعداني الذي طهّر الحزب من المناضلين الحقيقيين والأمور متواصلة اليوم والإستحقاقات الإنتخابية في كل مرة هي التي تفضح العبثية والفوضى التي وصلت مداها وأبرز أن الحزب بحاجة لتشكيل لجنة لتحضير المؤتمر والتي أدرجها في خانة الأمور الإستعجالية وإعادة الإعتبار للمناضلين الحقيقيين.
منسق الهيئة التنفيذية للقيادة الموحدة للأفلان عبد الرحمن بلعياط:
“أزمة الأفالان تتجاوز القوائم الإنتخابية”
ومن جهته أكد منسق الهيئة التنفيذية للقيادة الموحدة عبد الرحمان بلعياط أن ما يعيشه الأفالان من إحتجاجات وغليان على مستوى المحافظات والقسمات على قوائم الحزب للمحليات ليس بالمفاجئة بل الأمر المتوقع على الممارسات الإقصائية المنتهجة من قبل الأمين العام الحالي والتي حولت الحزب لمرتع للمظليين والغرباء الباحثين على المناصب لا مصلحة الحزب .
وذكر بلعياط في تصريح ل ” الجزائر” أمس :” غليان المحافظات والقسمات لم يكن مفاجئا بل أمر منتظر تتحمله القيادة الحالية وسياساتها الإقصائية التي لم تزد من وضعية الحزب إلا تعقيدا وتراجعا للوراء” وأضاف :” أزمة الحزب ليس في القوائم فقط بل تعود لثلاث سنوات سبقت مع إعتلاء عمار سعداني”.
وأشار بلعياط إلى أن الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها الحزب أضحت لا تطاق وتستدعي تدخل الرئيس بصفته الرئيس الفعلي للحزب لإصلاح أمور الحزب وإعادته لسكته الصحيحة.
زينب بن عزوز