نفذت قيادة الجيش الوطني الشعبي منذ بداية الأزمة الأمنية في ليبيا وأيضا في مالي وعدد من دول الجوار استراتيجية دفاعية محكمة لمواجهة وصد أي تغلغل من طرف المجموعات الإرهابية وباقي التنظيمات الإجرامية إلى التراب الوطني حيث أرسلت أكثر من 35 ألف جندي لتعزيز القوات المرابطة على الحدود، بسبب تزايد التهديدات في المناطق الحدودية القريبة من ليبيا ومالي والنيجر، إضافة إلى إنشاء 28 موقعا عسكريا متقدما على طول الحدود الجنوبية، وتسيير دوريات عسكرية مشتركة بين قوات الجيش وحرس الحدود، لمنع تسلل المجموعات المسلحة وتهريب الأسلحة وتدفق المهاجرين غير الشرعيين.
وفي إطار نفس هذه الإجراءات العسكرية قام الفريق أحمد قايد صالح بمناسبة زيارته للناحية العسكرية الرابعة بتفتيش وتفقد بعض وحدات الناحية وتدشين البعض الآخر وعقد لقاء مع أركان الناحية ومسئولي المصالح الأمنية حيث وقف في البداية وبمدخل مقر قيادة الناحية العسكرية ووفاء للتضحيات الجسام التي قدمها شهداء ومجاهدو الثورة التحريرية الخالدة رفقة اللواء الشريف عبد الرزاق قائد الناحية العسكرية الرابعة، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل شيحاني بشير الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد لهي وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار.
قاد الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وفدا عسكريا رفيعا من القيادات الميدانية لتفقد مناطق ورقلة وعين أميناس الحدودية مع ليبيا ومعاينة الوحدات المنتشرة في المناطق الحدودية التي تربط البلاد بهذه المنطقة التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة ازدادت حدتها أخيرا بسبب عودة التنظيمات المحسوبة على تنظيم “داعش” ومحاولاتها السيطرة على بعض المناطق داخلها،
وفي اللقاء الذي جمعه بقيادات عسكرية رفيعة المستوى في مقر قيادة القطاع العملياتي شمال شرق منطقة عين أميناس منطقة حدودية بين ليبيا والجزائر قال الفريق أحمد قايد صالح إنه ” تماشيا مع الاستقراء الواقعي والموضوعي لمجرى الأحداث وتطورات الأوضاع على المستوى الإقليمي وحتى الدولي واستشعارا لطبيعة التحديات الواجب مواجهتها وحجم الرهانات الواجب كسبها “. وأضاف قائلا ” نستطيع القول الآن وفي هذه الساعة الآن بأن الجهود الدائمة والمتواصلة والمثمرة في كافة المجالات التي باتت تعرفها في السنوات الأخيرة يوميات الجيش الجزائري هي تأكيد واضح سواء على مدى وعي أفراده وإدراكهم العميق بحساسية المهام التي يستوجب أداؤها على النحو الأصوب احترافية عالية نابعة من خصوصياتنا الذاتية بالإضافة إلى حسن توظيف التجارب المكتسبة التي تكفل لهم الإسهام الفاعل في الدفع بعجلة تطور قواتنا المسلحة أكثر فأكثر إلى مستوياتها المطلوبة والمرغوبة أو باعتباره برهانا ساطعا آخر على مدى عـلـو هـمـتـهم ووفائهم لقسم الإخلاص لعهد الشهداء, الذي يبقى دوما يمثل نبراسا وضاء ينيـر دربهم ويعينهم على الاهتداء إلى سواء السبيل الذي يضمن لهم, على غرار أسلافهم من مجاهدي جيش التحرير تأمين أسباب وعوامل نصرة وطنهم وتأمين موجبات عزته بين الأمم “.
من جانب آخر، وعد أعيان منطقة الطاسيلي ناجر الواقعة على حدود الجزائرية الليبية، برفع طلب الطرفين لإعادة فتح المنافذ الحدودية؛ لاستقبال الحالات الإنسانية، إلى الوزير الأول أحمد أويحيى.
ونظم مجموعة من الشباب مسيرة سلمية من أمام مقر بلدية إيليزي إلى مقر الولاية؛ للمطالبة بفتح الحدود الجزائرية الليبية في معابرها الثلاثة (الدبداب، طارات، تينالكوم) أمام الحالات الإنسانية، من مرضى ونساء حوامل وأطفال وكبار السن وغيرها من الحالات، التي طالب المشاركون في المسيرة باستقبالها، وقال منظمو المسيرة إنهم سيتجمعون بشكل سلمي كل ثلاثاء، للمطالبة بفتح الحدود وتقديم مساعدات إلى الشعب الليبي. ورفعت لافتات تطالب بفتح الحدود وتذكر بوقوف الشعب الليبي مع الشعب الجزائري إبان ثورته التحريرية. وقال يحيى توماست وهو مرشد سياحي في جانت بإيليزي في تصريحات إلى موقع ” بوابة الوسط ” الليبي، إن المسيرة جاءت تحت شعار ” تلبية لنداء الضمير والإنسانية، ولاعتبارات التاريخ وحسن الجوار بين الشعبين الليبي والجزائري “. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر أغلقت حدودها مع ليبيا منذ 2014 عقب الاعتداء الإرهابي على القاعدة الغازية بتيغنتورين في عين أمناس، بعد تأكد دخول الإرهابيين من الجارة ليبيا لتنفيذ عمليتهم الإرهابية ضد المجمع الغازي.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / أثناء زيارة الفريق قايد صالح للناحية العسكرية الرابعة:
الجيش يواصل تنفيذ مراقبة الحدود مع ليبيا
الجيش يواصل تنفيذ مراقبة الحدود مع ليبيا