السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / عندما تشكك أحزاب السلطة في نزاهة الانتخابات:
تهمة التزوير تغيّر موقعها

عندما تشكك أحزاب السلطة في نزاهة الانتخابات:
تهمة التزوير تغيّر موقعها

كانت سنة 2017 موعدا انتخابيا بامتياز حيث دعي الناخبون الجزائريون مرتين إلى صناديق الاقتراع أولهما في تشريعيات ماي وثانيهما لمحليات نوفمبر. انتخابات لم تحدث تغييرا معتبرا في الخارطة السياسية التي كانت تخرج عقب كل استحقاق انتخابي منذ 2002 حيث يأخذ حزب جبهة التحرير الوطني الصدارة ويليه التجمع الوطني الديمقراطي حيث يتقاسم الحزبان المواليان للرئيس بوتفليقة أغلبية مريحة تدعمها أحزاب أخرى على غرار الحركة الشعبية الجزائرية وتجمع أمل الجزائر وبدرجة أقل جبهة المستقبل والتحالف الوطني الجمهوري.
وفي الوقت الذي كان المراقبون ينتظرون أن تحصد أحزاب المعارضة ثمار عملها الاتصالي الذي امتد لأكثر من 3 سنوات وأن تدخل هذه الأحزاب في تنافس محتدم مع أحزاب السلطة أصبح الرأي العام على انتخابات لا تختلف عن سابقاتها إلا في مسألة واحدة ووحيدة وهي أن التنافس الحاد والمرير انتقل إلى أحزاب السلطة فيما بينها حيث دخل حزب جبهة التحرير الوطني وعلى رأسه جمال ولد عباس في تنافس شرس مع غريمه التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة احمد أويحيى.
وعكس الانتخابات التي جرت في الأعوام الماضية لم يسمع للمعارضة صوت كبير ينتقد نزاهة العملية الانتخابية ما عدا تحفظات حركة مجتمع السلم. غير أن الأغرب من هذا أن عصا انتقاد العملية الانتخابية تلقفته أحزاب الموالاة أمام دهشة الرأي العام حيث شاهد الجزائريون لأول مرة احمد أويحيى يتحامل على الإدارة ويندد بسرقة الأصوات ويبدي عدم رضاه على سير العملية في عدد كبير من المكاتب مبينا الفرق بين ما تحصل عليه مراقبو الحزب وبين النتائج المعلنة رسميا. وكان قبل ذلك في إحدى تجمعاته دعا مراقبي الانتخابات في مكاتب الاقتراع إلى صلاة المسافر يوم 23 نوفمبر معتبرا أن مراقبة الانتخابات بمثابة الجهاد. وسار على الوتيرة ذاتها رئيس تاج عمار غول الذي شكك بدوره في نتائج الانتخابات في بعض المناطق واتهم أحزابا أخرى دون ذكرها بالسطو على أصوات الناخبين.
وهكذا تدحرجت المعارضة إلى وضع المتفرج على أحزاب الموالاة التي تتنازع نزاهة الانتخابات بعد أن كان التزوير حصان طروادة لدى المعارضة منذ بدء العمل بالانتخابات التعددية.
ويعد “تزوير الإنتخابات” تهمة تلازم كل استحقاق انتخابي في الجزائر منذ الإعلان عن التعددية الحزبية، ورغم أن السلطة تنفي أن تكون لها يد في عمليات التزوير، بل نصبت هيئة للإشراف على تنظيم الانتخابات، سميت الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، تشارك فيها شخصيات وطنية مستقلة عن السلطة والمجتمع المدني لضمان نزاهة الانتخابات، في حين ترى الأحزاب المعارضة خاصة الإسلامية منها أن تزوير الانتخابات في الجزائر أصبح مع مرور الزمن أحد الصفات الرئيسية التي تتميز بها ممارسات السلطة، حتى أنها لم تعد تتحرج في ذلك بل تتفنن في إخراجها حسبهم.

الباحث في علم الاجتماع السياسي زوبير عروس:
أطراف تحرك العملية الانتخابية لصالحها
اعتبر الباحث في علم الاجتماع السياسي، والأستاذ في جامعة الجزائر، زوبير عروس أن الحديث عن العملية الانتخابية في الجزائر يقود للحديث عن الجهة التي تستفيد من ورائها ومن تزوير نتائجها مشيرا إلى أن نتائج العملية الانتخابية دائما توجه لنفس الوجوه التي لم تتغير منذ سنوات، وقال إن الجزائر شهدت عمليتين انتخابيتين صادقتين فقط في تاريخها الأولى بعد الاستقلال والثانية في 1991 .
وحسب الباحث في علم الاجتماع السياسي ،فإنه توجد أطراف تحرك العملية الانتخابية لصالحها وهي مسرحية لإعادة نفس الوجوه المتشابهة لها في المجال السوسيولوجي، وتحدث الباحث مطولا عن دور العملية الانتخابية في حال تمت بطرق صحيحة وقال إنها وسيلة للتغيير في حال تمت بطرق شفافة وأشار إلى أن التزوير بات صورة مرادفة لكل عملية انتخابية في الجزائر بسبب غياب وسائل جدية تعتمدها الجهات المسؤولة لتسيير الإنتخابات.

رئيس حركة الوطنين الأحرار عبد العزيز غرمول:
“الإدارة هي التي تنتخب في الجزائر وهي من يعين الفائزين”
ذكر رئيس حزب حركة الوطنين الأحرار، عبد العزيز غرمول، في حديثه مع “الجزائر” حول العملية الانتخابية في الجزائر وتشكيك أحزاب السلطة في نتائج محليات 23 نوفمبر بعد سرقة أصواتها، حيث أشار إلى أن العملية الانتخابية في الجزائر مازالت بعيدة عن المصداقية لعدة أسباب معتبرا أن تزوير الإدارة واضح في كل عملية انتخابية وتتدخل الإدارة التي تمثل وزارة الداخلية وهي التي تنتخب حسبه وهي من تقرر الفائز وتعطي الأصوات للأحزاب المعروفة بالفوز في كل استحقاق انتخابي منذ إعلان التعددية الحزبية في الجزائر.
وفي نفس السياق، أكد غرمول أن ما ميز الانتخابات المحلية الفارطة ليس بجديد يقول”كانت مفضوحة والتجاوزات كبيرة والإدارة هي التي انتخبت حسبه واصفا إياها بالناقصة.”
وفي رده عن البديل الذي يمكن أن تقترحه أحزاب المعارضة قال “إنه لا يوجد بديل عن الانتخابات ولابد أن نقضي على التزوير بأن تتكفل الهيئة العليا المستقلة بالانتخابات بكل مجريات العملية الانتخابية وأن لا تتدخل وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة.

رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام:
الانتخابات في الجزائر لا تعبر عن رأي المواطنين
اعتبر جمال بن عبد السلام، رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة، أن العملية الانتخابية في الجزائر غير موجودة في ظل تواجد التزوير بشكل كبير، وقال “إن العملية الانتخابية غير موجودة في ظل غياب التنافس النزيه وغياب المساواة وتكافؤ الفرص في التسويق الإعلامي مضيفا “أن العملية الانتخابية طالها التزوير بسبب الثغرات الموجودة في قانون الانتخابات وإلى جانب تزوير الإدارة الممثلة في وزارة الداخلية.” مشيرا إلى أنه وفي كل عملية انتخابية يتم إنزال الإدارة من أجل التزوير لصالح أحزاب معينة والإدارة، يقول، تعمل دائما على تزوير النتائج ورسم النتائج النهائية لصالح أحزاب السلطة.
وفي رده على حزب التجمع الوطني الديمقراطي وحزب جبهة التحرير اللذين شككا في سرقة أصوات ناخبيهم أثناء انتخابات الـ23 نوفمبر الفارط بأنها دليل يثبت “أن ما كنا نقوله منذ 20 سنة صحيح وأن التلاعب بالأصوات موجود”وأكد أن العملية الانتخابية لم تكن يوما صحيحة ولا تعبر عن أصوات المواطنين وهو دليل على عدم مصداقية العملية الانتخابية في الجزائر.

رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي:
تزوير الإنتخابات في الجزائر ينطلق قبل العملية الانتخابية
العملية الانتخابية في الجزائر لم تبن على أسس صحيحة بداية من قانون الانتخابات والذي يعد حسب صالحي غير صالح وتعتمد فيه السلطة على كسر الأحزاب وإقصاء البدائل السياسية الجديدة للإبقاء على الوجوه التي تخدم السلطة فقط.
وإعتبرت صالحي في حديثها مع”الجزائر” أن التزوير في الإنتخابات في الجزائر ينطلق قبل العملية الانتخابية واعتبرته تزوير مسبق .
وأضافت ذات المسؤولةّ، أن الهيئة المستقبلة لمراقبة الانتخابات وسيلة أخرى وضعتها السلطة للتغطية على عملية التزوير كونها غير معنية بتنظيم العملية الانتخابية وهي مجرد جهاز للمراقبة دون أي سلطة وقال” ما يسمونه الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات هي مجرد واجهة لتبييض صورتهم في الخارج، هذه الهيئة لا سلطة لها وكل شيء تحدده وزارة الداخلية.”
وذهبت صالحي بعيدا حين قالت إن الانتخابات التي تجرى في الجزائر تعد أسوء عملية في العالم ،وعن تشكيك أحزاب السلطة في الأرقام والتصريح بسرقة أصوات ناخبيهم اعتبرته رئيسة حزب العدل والبيان دليل على التزوير وسرقة الأصوات التي يطال أحزاب المعارضة والإسلامية خاصة وقالت هو دليل على الصراع داخل السلطة والجهات التي تدعمها .
وفي نفس السياق أكدت صالحي إن ما سهل التزوير في كل مناسبة انتخابية هو مقاطعة المواطنين للعمل السياسي وعدم المشاركة خاصة في الانتخابات، وأكدت أن الشعب أصبح قابل للاستغلال السياسي وأن الأحزاب السياسية اليوم أمام مهمة صعبة هي إعادة بناء الفرد والاستثمار في الموارد البشرية وتوعية الشعب.

نتائج الانتخابات في كل مرة تفجر احتجاجات في عدة ولايات بالجزائر
رغم أن السلطة وفي كل مرة تبرئ نفسها من التزوير إلا أن نتائج الانتخابات في كل مرة تفجر احتجاجات في عدة ولايات بالجزائر، وأبرزها محليات الـ23 نوفمبر الفارط حيث انتشرت صور وفيديوهات الاحتجاجات التي عرفتها عدة مناطق من الجزائر، بعد الكشف عن نتائج الانتخابات المحلية، وعاشت عدة ولايات احتجاجات عنيفة وصلت حتى أقصى الجنوب ،أدت إلى حرق حتى مقرات المحكمة الإدارية خاصة بولاية تندوف، كما نشرت العديد من القنوات التلفزيونية، صورة من ولايات عديدة حول الاحتجاجات التي قام بها مواطنون على نتائج الانتخابات المحلية مباشرة بعد الإعلان عن النتائج الأولية من طرف وزير الداخلية نور الدين بدوي، رافعين لافتات تتّهم بعض القوائم بشراء الأصوات، وحسب أبرز ما شهدته محليات الـ23 نوفمبر الفارط حيث ظهرت فيديوهات، عقب نهاية الانتخابات تبين “عمليات تزوير” في مراكز اقتراع لصالح حزبي السلطة، وليست هذه المرة الأولى، التي تعرض فيها هذه الفيديوهات، إذ سبقتها تسجيلات تظهر “عمليات تزوير” في تشريعيات ماي الفارط ومحليات 2012.

أحزاب الموالاة:
“أحزاب المعارضة تبالغ في الحديث عن التزوير لعجزها”
الحديث عن التزوير يقود دائما للحديث عن ضعف الأحزاب المعارضة للسلطة والإسلامية منها خاصة في عجزها عن تغطية كل المكاتب التي تعنى بالمعلية الانتخابية لمنع التزوير الذي تتحدث عنه هو تصريح نقلناه بلسان العديد من المناضلين في الأحزاب الموالية للسلطة على غرار جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب تجمع أمل الجزائر تاج والحركة الشعبية الجزائرية ممن حملوا الأحزاب التي تتحدث عن سرقة أصوات ناخبيها في كل عرس انتخابي واعتبرت ذات الجهة أن الحديث عن وجود تزوير بالصفة التي تعتقدها المعارضة وتروج لها أمر يعد مبالغا فيه، ولم تنف ذات الجهة وجود التزوير كحالات وليس عملا منظما مثلما تعتقد الكثير من الأحزاب المعارضة وحسب ذات الجهة فإن الأحزاب التي تتحدث عن التزوير في كل مناسبة انتخابية لا تملك تمثيلا وطنيا كافيا لمنعه، وهي موجودة وتنشط حسبهم في بعض الولايات الكبرى فقط،وتعلق فشلها على شماعة التزوير.
رزاقي جميلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super