على بعد أقل من سنة على استحقاقات2019 لا تزال بعض الأحزاب السياسية تتخبط في أزمات داخلية ومساعي لتجاوزها وترتيب البيت استعداد لهذا الأخير .
ويعد حزب جبهة التحرير الوطني من بين الأحزاب التي أنهكته الصراعات الداخلية و التجاذبات سيما في عهد الأمين العام الحالي المتهم بضرب لوائح و قانون الأساسي للحزب عرض الحائط و تسييره بطريقة ارتجالية وفردانية فحالة الأزمة التي يتخبط فيها الحزب أعادت للواجهة بعض القيادات للواجهة كعمار سعداني التي كانت آخر خرجة له خلال الحملة الانتخابية لمحليات23 نوفمبر بعد موجة الانتقادات التي طالت الأمين العام الحالي على سياساته و ممارساته الإقصائية و خطابه المعتمد في تنشيط الحملة ووضعية الحزب التي أوصلها للحضيض ليعود مرة أخرى بمطلب الإطاحة بالأمين العام الحالي بخطوات عملية بجمع توقيعات 360 عضو لجنة مركزية وإيداعها لدى مصالح الولاية للحصول على رخصة لعقد دورة لجنة مركزية في 12 ماي المقبل لتتبعها خطوات من الراغبين في إصلاح حال الأفالان وإخراجه من حالة التيهان التي يقبع فيها لما يقارب السنتين من بروز تيار داعي لعقد ندوة وطنية على الشاكلة التي عقدها الحزب سنة 1989 في عقد الراحل عبد الحميد مهري و آخرون طالبوا بعقد مؤتمر لتجاوز أزمة اللاشرعية و منهم من فضل تجديد النداء والمناشدة لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل و إنقاذ الأفالان .
الأرندي يجري دورات تكوينية للمنتخبين
أما غريمه الأرندي وعلى الرغم من تبرير غيابه بظهوره بقبعة الوزير الأول وتنشيطه لندوة صحفية ردت على كافة علامات الاستفهام التي تدور على الساحة الوطنية غير أنه عاد لمرحلة السبات فيما يخص النشاط الحزبي ليغطى هذا الغياب بندوات وخرجات للقيادات البارزة في الحزب أمثال الناطق الرسمي للحزب صديق شهاب ورئيس الكتلة البرلمانية بلعباس بلعباس وقياديين آخرين من أعضاء المكتب الوطني ممن كلفوا بالرد على تراجع نشاط حزب التجمع الوطني الديمقراطي بتنظيم أيام تكوينية لفائدة المنتخبين المحليين و إغتنام الفرصة خلالها للدفاع عن شخص الأمين العام و الرد على الهجوم الشرس الذي يقاد ضده من طرف بعض الجهات والتي تدرجه هذه الأخيرة في كل مرة على أنها محاولة لتشويه صورة الأمين العام أحمد أويحي.
الإسلاميون بين الأزمة وتجديد القيادة
وليست الأحزاب الإسلامية في أحسن حالا من أحزاب الموالاة التي تتخبط هي الأخرى في مشاكل داخلية من حركة النهضة التي تواجه تصحيحية يقودها رئيس مجلس الشورى عبد الهادي عثمانية رفقة بعض القياديين والمطالبين برحيل الأمين العام ووضح حد لسياسة لما أسموه بالفردانية والديكتاتورية والدوس على قوانين الحركة التي تسيربها مقابل تيار زكى بقاء محمد ذويبي أمينا عام على رأس الحركة خلال مجلس الشورى الذي انعقد الصائفة الماضية ويؤكد أمينها العام على أن الراغبين في رحيله انتظار مؤتمر الحركة نهاية العام الجاري وحالة لا استقرار هذه ذاقت منها حركة مجتمع السلم التي تتخبط فيها هي الأخرى على بعد أيام من عقد مؤتمرها والذي سيرسم معالم المرحلة المقبلة أيام سبقتها دورة مجلس الشورى التي عرفت نقاشا واسعا على وثائق ولوائح المؤتمر والتي استدعت تركها مفتوحة أفضت لترجيح كفة المؤسسات وتعزيز دورها على حساب القرارات الفردانية وهو الأمر الذي نادى ودعا إليه الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني وتجسد فعليا فيما تمخض عن اجتماع دورة مجلس الشورى الإستثنائية والتي أدرجها أبو جرة في خانة “دورة تصحيح بعض أخطاء الحركة” لتطرح بعدها علامات الاستفهام عما إذا مرحلة تصحيح الأخطاء بداية لعهد جديد مع قيادة جديدة .
وصنعت قيادات حمس ممثلين في الرئيس الحالي للحركة عبد الرزاق مقري والرئيسان السابقان عبد المجيد مناصرة وأبو جرة سلطاني الحدث خلال الجمعية العامة لجمعية الإصلاح والإرشاد التي عقدت أول أمس بتعاضدية عمال البناء بزرالدة في ظل غياب القيادات الأخرى من الأحزاب الإسلامية في صورة أوحت على بداية التنافس الانتخابي على قيادة حمس.
ويتوجه الإتحاد من أجل النهضة و العدالة والبناء للاندثار سيما بعد تصريحات الرئيس الجديد لحركة البناء الذي أثار مسألة عودة البناء للحركة الأم” حمس”
الأفافاس يتجاوز الأزمة ويجسد الديمقراطية
وبالموازاة مع ذلك تمكنت جبهة القوى الاشتراكية من تجاوز أزمتها الداخلية التي أدت لها استقالة عضو الهيئة الرئاسية علي العسكري والتي وضعت الحزب أمام حتمية المؤتمر الاستثنائي والذي و إن كان الخيار التلقائي غير أن الحزب لتطبيق المادة 48 من القانون الأساسي للحزب غير أن هذا الأخير فضل توسيع قاعدة النقاش والاستماع لكافة الاقتراحات ليعقد المؤتمر الاستثنائي وتفوز قائمة علي العسكري وتجدد الهيئة الرئاسية و التي إن عرف المؤتمر الاستثنائي تعاليا للأصوات و حدة في النقاش غير أن الديمقراطية فرضت نفسها وأعطت درسا للمشككين في الحزب والمروجين لنهايته ليكشف علي العسكري في ندوة صحفية مؤخرا عن خارطة طريق المرحلة القادمة الممهدة للمؤتمر السادس للحزب .
زينب بن عزوز