وصف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى الذي يسير الحكومة، الاحتجاجات الجارية في عدة ولايات بالجنوب، بـ “الشغب”، قائلا إن “الشغب ليس حلا للمشاكل”، واتخذ أويحيى موقفا متشددا مما يحدث في الجلفة وبشار وورقلة رغم حساسية التعامل التي يبديها دائما المسؤولون مع الاضطرابات الاجتماعية.
على عكس موقف أحمد أويحيى، المعروف عليه التشدد في التعامل مع الاحتجاجات الاجتماعية والمعارضة السياسية التي تتخذ من الشارع فضاء للتعبير الناقم ضد الحكومة، اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بمناسبة الحديث عن احتجاجات سكان الجلفة، أن حزبه لديه موقفا آخر مما يقع في تلك الجهات، واصفا مسيرة الجلفاويين بأنها “سلمية وحضارية عبر فيها المشاركون عن حالة التهميش وضعف التنمية وغياب العدل في التعامل بين الناس في مختلف الجوانب، حتى بالاهتمام بالرموز التاريخية من ولاية إلى ولاية”. وتساءل عبد الرزاق مقري في منشور على صفحته في “الفايسبوك” قائلا: “فهل سيسمع المسؤولون هذه النداءات التي تتكرر من منطقة إلى أخرى؟؟”.
في السياق ذاته، انتقد رئيس “حمس” تعامل السلطات مع مطالب المحتجين في هذه الولايات، بالقول: “للأسف الشديد يستهين النظام السياسي الجزائري كغيره من الأنظمة الشمولية باحتجاجات المطالبين بالكرامة والتنمية والعدل والمساواة وبمطالب الإصلاح والتغيير، وفي أحسن الأحوال يحاول استيعابها لربح الوقت وتفويت الأزمات اللحظية، مستأنسا في ذلك بذهنية الغلبة والسيطرة والأحادية والشعور بالمنعة والظن بأن لا غالب له في اليوم والغد”، محذرا من تفاقم رقعة الاحتجاجات، حيث أشار إلى ذلك “فتكبر كرة الثلج فتخرج الأمور عن السيطرة وتصبح الضريبة أفدح بكثير”. وأرجع عبد الرزاق مقري ذلك الأمر إلى ما قال إنها “طبائع الاستبداد تتكرر في كل زمن وفي كل مصر وتكون النتيجة في كل مرة هي ذاتها”.
ودعا رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إلى مقاومة هذه العقلية المتحكمة في الجزائر، وكتب يقول “إن الواجب تجاه هذه الذهنية المدمرة للأوطان والأمم وهذه السياسات الخاطئة التي تغرق بها السفن بمن فيها هو مقاومتها بكل الأساليب السلمية مهما كانت التضحيات، بل ومساعدة أصحابها بالمبادرات العملية إن أمكن لإخراجهم مما هم فيه من سُكر بنبيذ السلطة دون كلل ولا ملل دون اكتراث باختلال موازين القوة كما تبينه نصوص الشريعة وتجارب البشرية”.
من جانبه، انتقد القيادي والنائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف تصريحات أحمد أويحيى، معتبرا إياها “كلاما غير مسؤول”، وأكد بن خلاف في اتصال مع “الجزائر” أنه من المفترض على أويحيى كقائد للجهاز التنفيذي إيجاد الحلول للمشاكل العالقة في الولايات الجنوبية من تنمية وبطالة وتهميش. واتهم القيادي في حزب عبد الله جاب الله، الوزير الأول والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بـ “صبّ الزيت على النار”.
وأوضح لخضر بن خلاف أن رفض بعض مواطني ورقلة إقامة سهرات فنية في مدينتهم، إشارة على “نضج السكان على عكس المسؤولين”، خاصة أن البلاد في مرحلة حرجة بسبب التقشف وغياب موارد مالية كبيرة.
وعلى عكس ذلك، كان الأمين العام لـ “الأرندي” أحمد أويحيى، قال ردا على محتجي ورقلة الذين منعوا حفلا ثقافيا بحجة أن ولايتهم في حاجة إلى التنمية والسكن والعمل وليس إلى إقامة الحفلات الفنية، إن “البطالة ليست حجة لعدد من الشباب لكي يحرموا المواطنين في ولاية ورقلة من حفل غنائي”.
أما بخصوص الاحتجاجات في ولاية بشار، اعتبر أحمد أويحيى أن سببها هو “رفض السكان لقائمة المستفيدين من السكنات التي تم الإفراج عنها”، ولكنه عاد ليشدد بقوله “لكن الرفض لا يكون في الشارع والتكسار”.
أما بخصوص الاحتجاجات في ولاية الجلفة، استنكر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي طرد الوفد الوزاري أثناء تنقله لولاية الجلفة لتعزية عائلة العقيد الراحل أحمد بن شريف، قائلا إنه “ليس من قيمنا كجزائريين ومسلمين طرد من يحضر لتقديم التعزية في جنازة”.
وتتواصل الاحتجاجات في الجلفة على خلفية جنازة العقيد الراحل ابن الولاية أحمد بن الشريف، التي تمت في صمت رسمي، للتنديد بما وصفوه بـ”الحقرة والتهميش والإقصاء”، التي تتعرض له ولايتهم على حد قولهم، مع التأكيد على أن حركتهم الإحتجاجية ليست لها أية خلفية سياسية، ولا تقف وراءها لا أحزاب سياسية ولا جمعيات معينة.
إسلام كعبش
تحذيرات من تفاقم الغضب الشعبي في الجنوب:
الوسومmain_post