– حزب العمال قد يرفض مبادرة “حمس”
انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون “كثرة المبادرات في الساحة السياسية”، وقالت إن كثرتها تغطي على المبادرة وتعومها وتزيد من الضبابية والتوتر “المفتعل”، ووصفت الوضع وكأنه “معرض سنوي للمبادرات”، واعتبرت أنه لا يمكن تحقيق”التوافق” بين أحزاب السلطة والمعارضة، وأن التوافق في حد ذاته “فخ”، وقالت إن رد حزبها على مبادرة “حمس” سيقرره المكتب السياسي في اجتماعه أواخر أوت – بداية سبتمبر، مرجحة رفضها، وأكدت أن مبادرة حزبها مختلفة تماما لأنها تستند إلى الشعب وفقط.
وقالت حنون أمس في كلمتها الافتتاحية لاجتماع المكتب الولائي للعاصمة، الذي نظم بمقر الحزب بالحراش، إن هناك إثبات حال يفرض نفسه اليوم في الجزائر وهو كثرة المبادرات التي شهدتها الساحة السياسية الوطنية، واعتبرت أن الكثرة تغطي على المبادرة وتعومها، ووصفت الوضع الحالي بأنه أشبه بـ “معرض سنوي للمبادرات، أو “بيع بالمزاد العلني بالنسبة لأحزاب السلطة بينما المشتري غير موجود”، وترى أن هذه الوضعية عوض أن تساعد على الفرز وعلى توضيح الأفق السياسي، تزيد من الضبابية التوتر”المفتعل”.
وعلقت حنون على مبادرة “التوافق الوطني” لحركة مجتمع السلم ضمنيا رغم أنها لم تذكر”حمس” صراحة، وقالت إن مفهوم “التوافق” في الواقع هو في حد ذاته، بمثابة “فخ” لأنه لا يمكن لحزب في السلطة قبل بكل السياسات والقرارات الرجعية واللا وطنية واللا شعبية التي دمرت البلاد -حسبها- أن يتفق مع حزب، المفترض أنه يعارض هذه السياسات، كما تساءلت عن كيفية أن يحدث هذا التوافق بين حزب وصل للسلطة عن طريق تزوير الانتخابات -على حد تعبيرها- مع حزب في المعارضة، أو كيف لحزب يميني أن يتقاسم المواقف السياسية، الاقتصادية والاجتماعية مع حزب يساري.
أما بخصوص رأي حزبها في دعوة “حمس” لعقد لقاء للتشاور حول مبادرة “التوافق الوطني”، فقالت إن هذا القرار سيتخذه المكتب السياسي للحزب، باعتباره مع اللجنة المركزية الهيئتان المخولتان لاتخاذ هكذا قرارات، وقالت إن هذا الاجتماع سيكون أواخر الشهر الجاري بداية سبتمبر القادم.
وعادت حنون للحديث عن مبادرة حزبها المتعلقة بجمع التوقيعات من أجل المطالبة بانتخاب جمعية تأسيسية وطنية للخروج بالبلاد من الأمة التي تعيشها، وقالت إن “الحملة السياسية الشعبية التحسيسية للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد لا علاقة لها بالمبادرات السياسية التي تبادر بها قيادات أحزاب تتوجه من خلالها إلى قيادات أحزاب أخرى وللنقابات والجمعيات والشخصيات الوطنية”، وأوضحت أن رسالة الحزب المتمثلة في استدعاء انتخاب جمعية تأسيسية وطنية التي وجهت أيضا لرئيس الجمهورية، “ليست معروضة ولا مشروطة لموافقة قيادات أحزاب أو أطراف أخرى”، لأن طبيعتها – على حد قولها- تختلف منذ البداية، أين اختار حزب العمال التوجه مباشرة للشعب، وأكدت أن مناضلي تشكيلات سياسية أخرى بما فيها أحزاب السلطة وشخصيات وطنية وإطارات وقعوا على تلك الرسالة، وفي سياق آخر رفضت لويزة حنون ولوج الجزائر في أي مرحلة انتقالية، لكونها ستكون مشروطة بقيادة من الداخل أو الخارج، وهذا الأمر لا يمكن حصوله، لكون الشعب هو أساس السلطة على حد قولها.
من جانب آخر، اعتبرت حنون، بأن المطالبين بإلغاء الحفلات الغنائية والمهرجانات الثقافية في كل من ورقلة وسيدي بلعباس، ما هي إلا رغبة في جعل الجزائر تعيش في العصور الوسطى -حسبها- كما أشارت إلى تصاعد الظلامية في البلاد، ودعت السلطات إلى الضرب بيد من حديد لمنع ذلك، غير أنها طالبت في السياق ذاته بضرورة معالجة المشاكل التي يعاني منها السكان بتلك المناطق، وخلق مناصب شغل، وإحداث التنمية.
رزيقة.خ