قال رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، إن حزبه لا يعارض ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، مؤكدا أن هذا من مهام مؤسسات الدولة التي لا يمكن الطعن في قرارتها أو مصداقيتها.
وأورد في نص الحوار الذي جمعه بيومية “الجزائر” أن حركة البناء الوطني ستدخل معترك الرئاسيات سواء عن طريق ترشيح أحد أبناء الحركة أو الدخول في تحالف مع حزب آخر وتعيين مرشح توافقي.
أما عن ملف الوحدة، فأشار بن قرينة إلى أن حركة البناء الوطني، جاهزة للعمل المشتركة مع أي حزب كان، سواء وطني أو أسلامي، بدايته كف الأذى، عدم التراشق، وأعلاه الوحدة والاندماج، كما كشف عن تسوية ملف الوحدة مع “حمس” هذه الايام.
– الجزائر: ننطلق من معترك الرئاسيات التي تفصلنا عنها أشهر قليلة، كيف تحضر حركة البناء الوطني لهذا الحدث؟
– بن قرينة: نحن نحضر بقوة للرئاسيات المقبلة، فلا يعقل أن تكون حركة البناء الوطني غائبة عن حدث مثل هذا، ولذلك أرى أن موقف المقاطعة غير مجدٍ، وفي النهاية سواء من انتخب على رئيس الجمهورية أو لم ينتخب عليه فهو رئيس لجميع الجزائريين.
-الجزائر: هل لاقت مبادرة “الجزائر للجميع” الخاصة بحركتكم استحسانا لدى الطبقة السياسية؟
بن قرينة: حركة البناء الوطني كانت السباقة في المبادرات، حيث تمر ثلاثة أشهر على اطلاقنا مبادرتنا “الجزائر للجميع”، وعرضنا على جبهة التحرير مبادرتنا في 27 ماي الفارط، ثم النهضة، ثم الأرندي، ثم الارسيدي، وأحزاب أخرى، وجاءت مبادرتنا بعد أن لاحظنا تراجعنا على كافة الأصعدة، منها تراجع مداخيل النفط، تفشي البطالة خاصة وسط الجامعيين، عجز الدولة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع، زد على ذلك التحرشات الأجنبية واللا استقرار الذي تعيشه المنطقة، فرأينا من كل هذا أن الجزائر مقبلة على أيام صعبة جدا، ولذلك بادرنا بهذا حتى يتحاور الجميع من أجل الجزائر.
وقد لقيت مبادرتنا استحسانا من أغلب القوى، إلا حزب جيل جديد لجيلالي سفيان الذي رفضها، ونحن نحترم رأيه وقراره، ولا يزال المشوار متواصلا هذا الاسبوع والاسبوع المقبل لاستكمال كل الطبقة السياسية وحتى الاجتماعية والاقتصادية.
وفي نظرنا فإن جميع مبادرات الأحزاب إيجابية، إذ وجدنا العديد من القواسم المشتركة بينها وبين مبادرتنا، ونتمنى أن تذوب كل هذه المبادرات في مبادرة واحدة من أجل الجزائر.
– الجزائر: ما موقفكم من الأحزاب التي تطالب رئيس الجمهورية بالاستمرارية والمرحلة الانتقالية؟
بن قرينة: نحن لا نعارض رئيس الجمهورية، ولذلك فأي شيء داخل ما يسمى ثقافة التمدين السياسي وبأركان الدستور ولا يتناقض مع القانون نحن نباركه ولا نعترض عليه.
أما في ما يخص دعوة البعض من الاحزاب لتدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية حماية للجزائر، وحماية لأمن واستقرار الجزائر، وحماية للصورة الناصعة لهذه المؤسسة التي جنبت البلاد تحرشات كبيرة، فنحن لا نرضى لها أن تدخل مستنقع التجاذبات السياسية والمناكفات الحزبية، حتى لا تفقد هذه المؤسسة صورتها الناصعة ومصداقيتها.
– الجزائر: لو يترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عهدة خامسة، هل ستكونون مع قراره أم ضده؟
بن قرينة: أي جزائري تتوفر فيه الشروط يعرض نفسه على مؤسسات الدولة وقبلت ترشيحه، فنحن لا ننكر ذلك ولا نستطيع بأي حال من الاحوال أن نقوم مقامها، فإذا بدأنا بالطعن في مؤسسات الدولة، سوف لن نجد قاسما مشتركا أو جهة نحتكم إليها كجزائريين أو كأحزاب.
فإذا ترشح لن نمانع، ومن حق الجزائريين الآخرين دخول غمار المنافسة وتقديم برامجهم وطرح البدائل.
– الجزائر: بالنسبة لحركة البناء الوطني، هل اختارت مرشحها للرئاسيات المقبلة؟
بن قرينة: سنكون متواجدين في الرئاسيات، هل التواجد بترشيح أحد أبناء الحركة ام الدخول في تحالف مع حزب آخر وتعيين مرشح توافقي، فهذا سنناقشه في مجلس الشورى الوطني الخريف المقبل في دورته العادية، وستكون الحركة متواجدة ضمن ما يخدم مصلحة الدولة وما يتخندق مع الشعب ويقف أمام الترشحات الاجنبية.
– الجزائر: أين وصل ملف الوحدة مع حركة مجتمع السلم؟
عبد القادر بن قرينة: نحن جاهزون لعمل مشترك مع أي حزب كان، سواء وطني أو اسلامي، بدايته كف الأذى، عدم التراشق، وأعلاه الوحدة والاندماج، مثلما بدأنا مع إخواننا في النهضة والعدالة والبناء.
نحن خرجنا في حركتنا من مؤتمر قبل حوالي ثلاثة أشهر بمحاور أساسية، المحور الأول: دعم التنافسية، والمحور الثاني: حماية مكونات الخصوصية، والمحور الثالث: الحوار والشراكة، والمحور الرابع: محور الاتحادات والاندماج، فنحن ندرك بأن حجم التحديات كبير وأطلقت الحركة مبادرة سياسية لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الساحة السياسية من أجل البحث عن قواسم مشتركة هدفها حماية الدولة ودعم مكتسبات الأمن والاستقرار والمساهمة في حماية ودعم المصالحة في محيطنا الإقليمي.
ومع حركة مجتمع السلم أنشأنا لجنة مشتركة لبحث الوحدة والاندماج، وسينطلق عمل هذه اللجنة خلال هذه الأيام، ونرى أن هذه الوحدة ستعود بالنفع على الأمة الجزائرية لأنها ستساهم في أمن واستقرار الوطن، كما أنها ستؤسس الحياة السياسية وتعطي الأمل لأبناء الشيخ نحناح.
– الجزائر: ما تعليقكم على الحراك الاجتماعي والسياسي الذي تعرفه الجزائر في الفترة الاخيرة؟
عبد القادر بن قرينة: ندعو السلطة لتحمل كامل المسؤولية تجاه الأزمة التي تمر بها البلاد، نحن بحاجة لفتح حوار شامل مع مكونات الساحة السياسية، وما جنب البلاد فتنة ما وقع في الدول المجاورة وعي الشعب الجزائري وحتى ما بعد ثورات الربيع العربي في ظل تجربته السابقة.
الساحة السياسية الجزائرية تعاني تصحر قيادي، في ظل استخدام سياسة التخويف والتخوين وتقزيم كل ما تقدمه المعارضة من مبادرات سياسية حتى وإن كانت تخدم الجزائر، فالواقع السياسي الحالي عاجز.
حاورته: نسرين محفوف