تم تطويب أمس، بكنيسة سانتاكروز بوهران، رجال الدين المسيحيين الـ19 الذين اغتيلوا خلال “العشرية السوداء” في تسعينات القرن الماضي، بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى والسلطات المحلية للولاية إضافة إلى ممثل بابا الفاتيكان الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشيو، وعائلات هؤلاء الرهبان.
ومن بين تلك الشخصيات الدينية المسيحية التي تم تطويبها، نجد ما يعرف بالآباء البيض الأربعة والذين قتلوا في 27 ديسمبر 1994، في تيزي وزو، وهم الفرنسيون جان شوفيار (69 عاما) وآلان ديولانغار (75 عاما) وكريستيان شيسيل (36 عاما) والبلجيكي شارل ديكير (70 عاما)، إضافة إلى الرهبان السبعة لتيبحيرين، الذين تم اغتيالهم سنة 1996.
اعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، زيارة مبعوث البابا فرونسوا، الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشيو عميد مجمع دعاوى القديسين، لمسجد القطب “عبد الحميد بن باديس” بوهران، “رسالة سلام” التي تدخل في إطار المصالحة الوطنية.
وقد زار مبعوث البابا فرونسوا، أمس، رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، مختلف أقسام هذا الصرح الديني، وتابع باهتمام قراءة القرآن الكريم من قبل طلبة المدرسة القرآنية، وقدم إمام المسجد الشيخ محمد بن جابر لمبعوث البابا عرضا حول مختلف نشاطات هذا الصرح الديني الذي يعتبر قطبا للإشعاع الديني والثقافي وتحدث الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشيو مع العديد من الأشخاص الذين كانوا متواجدين بعين المكان، من بينهم ابنة إمام اغتيل خلال العشرية السوداء.
وعبر مبعوث البابا عن شكره للدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على التعاون في تنظيم مراسيم تطويب 19 شخصية دينية مسيحية اغتيلت خلال العشرية السوداء، “إنها لحظة قوية في تاريخ أخوتنا وصداقتنا”.
وكان مبعوث البابا الذي وصل ظهر أمس الجمعة إلى وهران، قد حضر مراسيم إعادة فتح كنيسة “سانتا كروز” التي أشرف عليها وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى، وتأتي إعادة افتتاح هذه الكنيسة بعد عملية ترميم وإعادة الاعتبار ساهمت فيها الدولة الجزائرية.
إسلام.ك