جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
في وقت صوبت الجزائر وجهتها نحو القارة الإفريقية أملا في الظفر باستثمارات تنعش الاقتصاد الوطني، تسيير المغرب بثبات نحو مزاحمة الجزائر على الكعكة الإفريقية، من خلال محاولة تعزيز تواجدها في الأسواق الكبرى للقارة السمراء من خلال فتح عدة فروع بنكية في 20 بلدا إفريقيا.
وبرز المغرب كواحد من أكبر منافسي الجزائر على مستوى إفريقيا، بعدما كثفت السلطات المغربية تواجدها في الأسواق الإفريقية في خضم العودة لحضن الاتحاد الإفريقي، حيث تم تأسيس عدة بنوك في عدة بلدان افريقية الأمر الذي مكنها من امتلاك العديد من الأسهم في أزيد من عشرين دولة إفريقية، وبحسب ما خلُص مقال تحليلي منشور في مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي “ستراتفور” فان “المملكة نجحت في اختراق القارة السمراء بشكل كبير للغاية، بعد أن استطاعت الوصول إلى الأسواق الكبرى للاستثمارات الإفريقية بفضل الخطة الجديدة التي تنتهجها منذ العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وذلك بترك الخلافات السياسية المرتبطة بقضية الصحراء جانبا مقابل التركيز على بسط النفوذ الاقتصادي.
ويفسر كثيرون في التوسع المغربي الاستثماري داخل إفريقيا بحثا عن أرباح مالية، بأنه تحفيز للجزائر لأجل دخول المنافسة لاستقطاب المستثمرين والانفتاح على إفريقيا من خلال انتهاج نظام ليبرالي، فيما يفسر آخرون على انه انعكاس سلبي على توجهات السلطة العمومية التي غيرت منذ الأزمة المالية التي ضربت الجزائر من نهجها الاقتصادي نوعا، حيث صار توجهها منصبا نحو إفريقيا وهو ما يترجم الخطوة التي أقدمت عليها مؤخرا بإنشاء معبر حدودي في موريطانيا.
ويعلل مركزstratfor” “ الذي تناول بالدراسة والتحليل تطور النفوذ الاقتصادي للمغرب في إفريقيا، سبب استثمار البنوك المغربية ثروتها في القارة الإفريقية على انها أسست فروعا لها وتملك العديد من الأسهم في أزيد من عشرين دولة إفريقية، بحيث توجد أغلب هذه الفروع في غرب إفريقيا تحديدا، بل المثير في الأمر أن المملكة نجحت في اختراق أكثر الدول المتحفظة ماليا مثل إثيوبيا وكينيا ورواندا”.
وأضاف ذات المصدر “لقد أصبحت الشركات المغربية رائدة في الاستثمار البنكي بالقارة الإفريقية منذ ما يفوق سبع سنوات، بحيث تبحث بشكل دائم عن أسواق جديدة لزيادة أرباحها المالية، ومن ثمة تعزيز نفوذها أكثر فأكثر والتأثير في الساحة الدولية، آخر هذه الخطوات الاستراتيجية تتمثل في خط أنابيب الغاز الذي سيربط المملكة بنيجيريا”.
عمر حمادي