الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / استغل الفراغ السياسي والحزبي:
نكاز يقلب الطاولة على الأحزاب والمجتمع المدني

استغل الفراغ السياسي والحزبي:
نكاز يقلب الطاولة على الأحزاب والمجتمع المدني

تحول رشيد نكاز الناشط السياسي إلى “ظاهرة” لا مثيل لها في المشهد السياسي، ولم يعرف لها شبه طوال عمر التعددية.. الرجل الذي يجوب الولايات منذ أيام من شرقها إلى غربها ومن شمالها ووسطها إلى جنوبها من دون كلل ولا ملل لا يحمل بين يديه إلا هاتف مربوط ببث مباشر على وسائط التواصل الاجتماعي ليجمع من حوله آلاف الشباب الذين لم يجدوا من يستمع لهم ولا من ينزل إليهم من “برجه العاجي” في هذا الظرف السياسي الحساس.
استطاع رشيد نكاز الناشط السياسي غير المتحزب، أن يقلب بفعل الفراغ السياسي قواعد اللعبة على الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني بموالاتها ومعارضتها ويكشف بصورة جلية عن عورة العمل السياسي الميداني خاصة في العمق الداخلي للبلاد، بصورة فضحت تمثيل المنتخبين المحليين والبرلمانيين للشعب وهم الذين رغم صفتهم “النيابية” الخارجة من الصندوق لم يستطيعوا في وقت سابق بجهد وإمكانيات مادية مضاعفة أن يحققوا ما حققه من جذب المواطنين وخاصة من شريحة الشباب لصالحهم،، مع أن رشيد نكاز الذي قبل سنوات لم يكن معروفا لدى غالبية الجزائريين. هذا الشخص “اللغز” كما يصفه الكثيرون تحول في الأسابيع الأخيرة بالخصوص منذ فتح أبواب وزارة الداخلية لاستخراج استمارات الترشح للراغبين في تبوأ كرسي الرئاسة إلى “نجم الفايسبوك” بفعل حماسه ونشاطه المكثف ورغبته الملحة في لقاء الشباب واحتكاكه مع الجمهور عبر تجمعات شعبية غير مهيكلة وغير مؤطرة أمام مقرات مختلف الولايات والبلديات، في الوقت الذي لم ينزل فيه باقي المترشحين إلى الميدان، منتظرين فصل المجلس الدستوري يوم 3 مارس المقبل، في هوية “فرسان” رئاسيات 18 أفريل.
كثف رشيد نكاز من أجل جمع 60 ألف توقيع من تنقلاته “المكوكية” حيث عمل على الوصول إلى المناطق التي من الصعب أن يدخلها السياسيون الرسميون وحتى وجوه المعارضة، وبالضبط الأحياء الشعبية في المدن الكبرى، فمن الخرجات الأولى التي عمل عليها انتقاله إلى حي باب الواد الشعبي في العاصمة، حيث فتح حوار مع عشرات الشباب “المهمش” والباحث عن فرص تعيد إليه الحياة في بلده، وحوّل نكاز هاتفه النقال إلى “شاشة” تنقل على المباشر أصوات الشباب الذين تحدثوا في غالبيتهم عن مشاكلهم المتعددة التي تدفعهم إلى التفكير في ركوب القوارب والمغامرة في البحر غير البعيد عن حيهم بحثا عن “الإلدورادو” المفقود، ولم يمنعهم الأمر في مناقشة نكاز في برنامجه وانتقاده في عدة أمور.
وشاهد الكل وقفة رشيد نكاز في ولاية خنشلة، أول أمس، حيث تجمع بفضله آلاف الشباب قبالة بلدية الولاية مرددين شعارات مناوئة للسلطات وداعمة له وهو الشعار الذي تردد في مختلف الولايات الأخرى التي زارها بسرعة البرق من الغرب إلى الشرق، في أم البواقي وباتنة وتبسة وقالمة، حيث استقبله الآلاف من الشباب من مختلف الأعمار وتفاعلوا معه وتجندوا لإمضاء الاستمارات لصالحه، مثلما حدث في خنشلة حيث أنه مباشرة بعد فتح أبواب مقر البلدية إلا ودخل المئات برفقته ومعهم استمارات ترشحه، للمصادقة عليها.. وأعرب بعض الشباب الذين كانوا يحيطون به من كل جانب عن قدرتهم على “الإتيان بالاستمارات إلى غاية منزله في العاصمة أو إلى الشلف” كما أكد أحدهم حيث ينحدر رشيد نكاز.
ورغم أنه تعرض إلى التضييق في عدة مناطق، مثلما وقع له في وسط مدينة تلمسان إلا أن نكاز أكمل مسيرته إلى أقصى نقطة في الولاية وبالضبط منطقة مغنية الحدودية حيث تم استقباله بطريقة استعراضية لم يحظ بها رئيس حزب أو مترشح واحد في البلاد.
فرض رشيد نكاز حضوره في فترة “متذبذبة” وبخطاب “شعبوي” مستغلا أزمة القيادات السياسية وتهلهل المعارضة التي لم تعد قادرة على التجنيد وتحويل الهبة الشعبية إلى عمل سياسي منظم، ومع أنه لا يملك أدنى أبجديات خطاب سياسي واقعي، ولا قواعد نضالية ولا يعرف له تاريخ في النشاط الحزبي في التشكيلات السياسية الكثيرة، ورغم ذلك استطاع الوصول إلى عدد كثير من المواطنين في مختلف جهات الوطن، مستغلا مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحولت تنقلاته وتجمعاته في كل مكان إلى “مسلسل” يومي يحظى بمتابعة الكثير من رواد هذه المواقع الاجتماعية التي أصبحت بالفعل أداة من أدوات التأثير في ظل عدم قدرة الإعلام التقليدي العمومي والخاص في إشباع رغبات المواطنين الذين لم تعد تهمهم أجندات هذه المؤسسات الإعلامية.
قام رشيد نكاز بطريقته الخاصة بخلق “نموذج” لا يشبهه في ساحة سياسية تعاني من شلل حاد، سواء داخل أحزاب الموالاة الفاقدة للتمثيل الشعبي الحقيقي أو المعارضة العاجزة عن خلق جسور تواصل مع المجتمع.. ولكن السؤال المطروح هل باستطاعة رشيد نكاز المرور بسلام على عقبة المجلس الدستوري أم أن سيناريو 2014 سيتكرر بطريقة أم بأخرى عندما أفاد الناشط السياسي بأنه تعرض لـ”مؤامرة” عن طريق إتلاف استمارات الترشح في الدقيقة الأخيرة قبل ذهابه للمجلس الدستوري؟
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super