رحب، أمس، الرئیس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار الذي اتخذه الرئیس عبد العزيز بوتفلیقة بعدم الترشح لعھدة رئاسیة خامسة. ودعا لفترة انتقالیة “لمدة معقولة” في الجزائر، كما علق مسؤولون وسياسيون فرنسيون على القرار، غير أن هذه التصريحات قوبلت بالرفض من قبل الجزائريين الذين طالبوا بدورهم فرنسا بعدم التدخل في الشأن الداخلي للجزائر.
و قال الرئيس الفرنسي ، أمس، خلال زيارة رسمية لجيبوتي” تحية لقرار الرئيس عبد بوتفليقة بالعدول عن الترشح لولاية رئاسية خامسة”، ودعا لفترة انتقالية “بمهلة معقولة”، ولكنه لم يحدد ما يعتبره “مهلة معقولة”.
و أضاف ماكرون في مؤتمر صحفي مع نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر غيلله بوتفليقة فتح صفحة جديدة في التاريخ الجزائري، و استرسل قائلا: “أحيي تعبير الشعب الجزائري ولا سيما الشباب، بكرامة عن تطلعاته ورغبته في التغيير، ومهنية قوات الأمن”.
من جانبه، رحب جان إيف لو دريان ، وزير الخارجية الفرنسية، مساء أول أمس بإعلان الرئيس بوتفليقة قراره بعدم السعي لعهدة خامسة. وكتب لو دريان “أنا أرحب ببيان الرئيس بوتفليقة الذي أعلن فيه أنه لا يسعى لعهدة خامسة واتخاذ خطوات لتجديد النظام السياسي الجزائري”، وأكد أنه عقب الأحداث الكبرى التي جرت في هدوء وكرامة في جميع أنحاء الجزائر، أعربت فرنسا عن أملها في أن تشهد الجزائر ديناميكية جديدة للرد على التطلعات العميقة للشعب الجزائري. وخلصت إلى القول: “إن فرنسا تؤكد من جديد تمسكها بعلاقات الصداقة مع الجزائر”.
من جانبه كتب زعيم حزب فرنسا الأبية جون لوك ميلونشون في تغريدة له على حسابه “تويتر” القبعة للشعب الجزائري و في فرنسا علينا التفكير في ما يفعله الجزائريون” على حد تعبيره، وأضاف” إن الدرس يأتي اليوم من الجزائر”، كما حيا تعبئة الشعب الجزائري القوية للحصول على مطلبه الأساسي الرافض للعهدة الخامسة بتخلي عبد العزيز بوتفليقة عنها.
وخرجت على عكس جميع المسؤوليين الفرنسيين، زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف، مارين لوبان، بطلب مماثل للذي رفعه والدها منذ يومين، حيث طالبت سلطات بلادها بتعليق منح التأشيرات للجزائريين في الفترة المقبلة، لاحتمالها تدفق هجرة الجزائريين نحو فرنسا في الفترة المقبلة، حيث أرجعت، لوبان، في تدخل لها أمس على قناة BFMTV-RMC أن ما يحدث في الجزائر في الوقت الراهن زعزع كثيرا من استقرارها” على حد تعبيرها وأن “التوافق الكبير الذي يعرفه البلدان الجزائر وفرنسا سيؤدي لا محالة في رغبة شباب الجزائر في الهجرة نحو هذا البلد”، وأضافت:” وما يحدث اليوم يمكن أن يؤدي إلى تحركات سكانية لن نتمكن من إدارتها”.
الجزائريون يرفضون “التدخل الفرنسي في الشأن الداخلي للبلاد”
غير أن هذه التصريحات الفرنسية اعتبرها الجزائريون تدخلا في الشأن الداخلي للجزائر، و قد عمت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات منددة بتصريحات ماكرون ووزرائه، من قبل العديد من المواطنين وحتى أطياف سياسية ، حيث عبر رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، عبر صفحته في “توتير”، عن رفضه لما أسماه “التدخل الفرنسي في الشأن الداخلي للجزائر”، حيث وصف هذا التدخل بالسطو والتفاف حول مطالب الشعب، وحسب جيلالي سفيان فإن “فرنسا الرسمية تساند الإطاحة بالدولة الجزائرية بإلغاء الدستور وفرض على الجزائريين رجلا مريضا لعهدة مفتوحة لعدد من السنوات المقبلة مقابل وعود وهمية والتي تتحدث عنها فرنسا وكأنها ديمقراطية”، مضيفا “هذه لعبة غير مقبولة لأن المساندة من طرف فرنسا الرسمية يعني سطو والتفاف حول مطالب الشعب.. الجزائريون لن يقبلوا بهذا المسار ولا بهذا التدخل الأجنبي”.
من جانبه علق النائب السابق عن الاتحاد من اجل النهضة و العدالة و التنمية والقيادي في حركة النهضة يوسف خبابة، انه على ماكرون الاهتمام بمشاكل بلاده الداخلية من مظاهرات للسترات الصفراء بدلا من ” حشر انفه فيما لا يعنيه”.
من جانبه أعتبر النائب عثمان معزوز عن التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ان تصريحات فرنسا بشأن الجزائر مرفوضة وأنها ليست وصية على الشعب الجزائري حيث قال في منشور له على صفحته الرسمية على الفايس بوك:”فرنسا بعد 130 سنة من الاستعمار لا تزال فرنسا الرسمية حاقدة على الشعب الجزائري…ندعوكم الى الكف عن تعاونكم”
رزيقة.خ