التحق رسميا يوم الأمس، أزيد من 9 ملاين تلميذ بمقاعد الدراسة في ظروف أقل ما يقال عنها مزرية، خاصة بولايات وسط البلاد، وعلى وقع الاكتظاظ بالأقسام التي تعدت تسجيل 50 تلميذ في القسم الواحد، وغياب التجهيزات في عديد المؤسسات إلى جانب أزمة النقل، انطلق الدرس الأول الذي اختير هذه السنة للحديث عن الوطنية.
هذا وعرف اليوم الأول من الدخول المدرسي، تسجيل حالة اكتظاظ كبيرة بالعاصمة، خاصة بسبب تعطل المشاريع التي كانت من المفروض أن يتم تسليمها مع بداية الدخول المدرسي، الأمر الذي ساهم في اكتظاظ المؤسسات التربوية، خاصة في الطور الابتدائي، حيث وصل عدد التلاميذ في القسم الواحد إلى أكثر من 50 تلميذا، وهذا بكل من البلديات التي استقبلت المرحلين الجدد على رأسها حي كوريفة بالحراش وبلدية الكاليتوس.
تلاميذ يفترشون الزرابي في أول يوم دراسي لهم بالمسيلة
تداولت مختلف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صور تلاميذ صادمة من داخل ابتدائية محجوبي محمد الربيع، ببلدية سيدي عيسى بولاية المسيلة، ويظهر في الصور المسربة، تلاميذ يفترشون الزرابي، بسبب انعدام الكراسي والطاولات في أول أيام الدخول المدرسي، وأثارت الوضعية، بهذه المؤسسة التربوية، صدمة لدى تلاميذ لا يتجاوز سنهم 8 سنوات، وعبر أولياء التلاميذ عن استيائهم وتذمرهم، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مدخل المدرسة.
غيابات ووقفات احتجاجية وغياب النظافة
هذا وعاشت، صباح أمس، العديد من المؤسسات التربوية عبر 47 بلدية في ولاية المسيلة، على وقع العديد من النقائص والمشاكل العالقة منذ سنوات، والتي لم يتم تحسينها ولا تغيرها، رغم موجات الاحتجاجات من قبل الأولياء تارة ومستخدمي قطاع التربية تارة أخرى، حيث لم تفلح توصيات الوزارة الوصية الداعية إلى تحسين الخدمات والسهر على راحة التلاميذ بالأطوار الثلاثة، حيث لم تشهد أغلب المؤسسة التربوية عمليات الترميم والصيانة وتوفير أدنى الخدمات لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف، ابتدائيات تشبه الخردة وملحقات مهملة على غرار ابتدائيات قرى عديد البلديات، كبلدية أمجدل وعين الملح وسيدي عامر وسيدي عيسى وتامسة والخبانة وسيدي هجرس وعين الحجل وبوطي السايح وبوسعادة والسليم و غيرها.
غياب شبه كلي للأساتذة بالعاصمة
وحسب جولة قامت بها “الجزائر” إلى عدد من المؤسسات التربوية على مستوى الجزائر العاصمة، لاحظنا وجود عدد كبير من أولياء التلاميذ أمام المؤسسات التربوية خاصة بالطور الابتدائي، أين قاموا بدور المصور الفوتغرافي، حيث راحوا يلتقطون صورا تذكارية مع أبنائهم فيما قام البعض الآخر بإحضار كاميرات عالية الجودة، لتسجل أولى خطوات أبنائهم داخل المؤسسات الابتدائية، وفي هذا الصدد، قال بعض أولياء التلاميذ أن حضورهم وغياب الأساتذة والمعلمين يعتبر إهانة كبيرة للتلميذ، الذي انتظر هذا الدخول المدرسي مطولا ليصطدم مع واقع غياب الأساتذة.
من جهة أخرى، قال بعض التلاميذ أن الأساتذة الحاضرين طلبوا منهم العودة إلى منازلهم ولهم الاختيار بأن يعودوا غدا الخميس، معتبرين أن الانطلاق الفعلي للدروس سيكون يوم الأحد وليس يوم الأربعاء، ويأتي هذا في الوقت الذي تخلف فيه التلاميذ عن حضور الدرس الافتتاحي بسبب عدم التزام الأساتذة بالبرنامج المسطر من قبل وزارة التربية الوطنية.
وفي هذا الصدد، كان قد أكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أن “كل الظروف مهيأة” لاستقبال التلاميذ، مشيرا إلى أنه سيتم استلام 656 مؤسسة تربوية منها 426 مدرسة ابتدائية و 137 متوسطة و 93 ثانوية، على أن تضاف إليها 161 مؤسسة أخرى مع نهاية السنة الجارية، ولضمان التأطير البيداغوجي، سيتم تدعيم المؤسسات الجديدة بـ8041 موظف من ضمنهم 1061 منصب بيداغوجي يضاف إلى أزيد من 749 ألف موظف على مستوى المؤسسات التربوية البالغ عددها أزيد من 27 ألف، وحسب تصريحات الوزير، فإنه سيتم توظيف خريجي المدارس العليا للأساتذة، وهذا بعد أن منح الوزير الأول رخصة لوزارة التربية بهذا الخصوص، كما ستلجأ الوزارة إلى القوائم الاحتياطية التي لا تزال سارية المفعول، وفي مجال الإطعام المدرسي، سيتم فتح 94 بالمائة من المطاعم المدرسية مع تعزيز النقل المدرسي وتحسين ظروف التكفل بالتلاميذ من خلال اقتناء 1000 حافلة نقل جديدة، حيث كانت الحكومة قد أقرت برنامجا لاقتناء 3500 حافلة وتفعيل اللجان الاستشارية للنقل المدرسي على مستوى الولايات، وكذا اللجان البلدية للصحة والنظافة والمحيط، بالإضافة إلى تعزيز الأقسام المدمجة الموجهة للمتمدرسين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بـ 186 قسم جديد ليصبح عددها الإجمالي 851 قسم وكذا عصرنة ورقمنه تسيير المدارس الابتدائية ومنحة التمدرس.
استبيان إلكتروني لتقييم ظروف تلاميذ الإبتدائي
يأتي هذا في الوقت الذي أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، إستبيانا إلكترونيا خاصا بتقييم ظروف تمدرس التلاميذ في الطور الإبتدائي، وأفادت الوزارة في بيان لها، أن الإستبيان جاء تحضيرا للدخول المدرسي الحالي، وضمن المقاربة العملية الجديدة من طرف الوزارة
وأقر الوزير صلاح الدين دحمون، على إشراك المواطن في تقييم مختلف الخدمات و نشاطات المرافق العمومية، وأضافت الوزارة أن إطلاق الإستبيان الإلكتروني سيسمح بإضفاء موضوعية أكبر على قياس مستوى أداء المؤسسات الإبتدائية، كما يأتي الإستبيان كدعامة لحملات التفتيش التي تطلقها الوزارة بصفة دورية منذ انتقال وصاية التسيير المادي للإبتدائيات إلى البلديات، كما سيمكن الإستبيان من تحديد الإختلالات إن وجدت وإثراء سبل تصحيحها بالإعتماد على الإقتراحات المقدمة من طرف المواطن.
فدرالية جمعية أولياء التلاميذ غير راضية عن الدخول المدرسي
من جهته أكد،محمد عشيط، الأمين العام لفدرالية الوطنية لجمعية أولياء التلاميذ، في تصريح له يوم الأمس أن مشاكل عديدة تزامنت والدخول الإجتماعي، خاصة إذا علمنا أن عدد التلاميذ يفوق 9 ملاين وعدد هائل سيلتحق أول مرة بالدراسة يفوق عدده 145 ألف تلميذ، وقال عشيط أن المشاكل موجود أبرزها الإكتظاظ خاصة في العاصمة نتيجة ترحيل عائلات كثير لأحياء سكينة جديدة والعيب في هذا أن الوزارات يقول إهتمت بالعمارات ولم تهتم بالمدارس في حين كان لبد من إنهاء المدارس قبل المساكن.
رزاقي.جميلة