أدركت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” دور الدبلوماسية الثقافية في خلق مستقبل مستدام لجميع الدول، لذلك فإنها سارعت لتنظيم منتدى وزراء الثقافة -لأول مرة منذ 21 عاما-، وهو المنتدى الذي جاء في إطار المؤتمر العام لــ “اليونسكو”، الذي انطلق يوم 12 نوفمبر، ويستمر حتى 27 نوفمبر الجاري، وذلك حتى يكون بمثابة مختبر أفكار عالمي لدراسة طرق جديدة متعددة الأطراف في إطار سلسلة من القضايا الملحة التي تتراوح من التعليم العالي إلى الذكاء الاصطناعي، حيث يعتبر هذا الحدث واحد من الفعاليات التي سطرتها المنظمة، حسب الموقع الالكتروني الرسمي لــ “اليونسكو”.
الدبلوماسية الثقافية هذه العبارة التي أصبحت متداولة بشكل كبير في العالم، نظرا للحاجة الملحة التي احتاجتها الشعوب في العيش في سلام والتعايش فيما بينها، عرفها المختصون بأنها نوع من القوة اللطيفة ينبني على وضع برامج للتبادل الثقافي التي تشيع الوعي والتي تؤدي إلى تعزيز تأثير ثقافة معينة، وذلك باعتبارها صمام حوار الحضارات والثقافات، خاصة وأن الوفاق العالمي يتحقق بتعزيز دور الثقافة في بناء العلاقات الدولية، لسياسة وحدها غير كفيلة بحل المشاكل والنزاعات وسبل التقدم بالإنسانية، وأن تحقيق السلام يحتاج إلى الدبلوماسية الثقافية،
وحول هذا الموضوع، أكد حسان رابحي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة بالنيابة أن الجزائر عضو في كل الاتفاقيات الدولية في المجال الثقافي بما فيها الدبلوماسية الثقافية، مشددا على أهميتها القصوى في التعايش، مضيفا أن المسؤولون في الجزائر، يحاولون أن ينهضوا بكل ما من شأنه أن يعلي الثقافة والحق في الثقافة وكل أشكال التعبير الثقافي، ذلك أن الحق في الثقافة يعزز ويدعم الحوار بين أعضاء المجتمع الوطني، والثقافة تبني كذلك جسورا بين مختلف المكونات الاجتماعية في الوطن، كما تمكن كذلك من التلاقح بين مختلف أشكال التعابير الثقافية.
يذكر أن حسان رابحي شارك في المنتدى، الذي ناقش دور السياسات الثقافية في خلق مستقبل مستدام للجميع في كل مكان”، حيث قدم لمحة شاملة عن الثقافة في الجزائر، مؤكدا أن الحق في الثقافة في الجزائر يترجم بشكل ملموس في الحرية في إنشاء جمعيات ومنظمات ثقافية و في حرية التعبير بالجزائر، مضيفا أن “اللغة الأمازيغية لها نفس مكانة اللغة العربية وهما اللغتان الرسميتان في البلد.
صبرينة كركوبة