الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / دلالات لقاء الرئيس تبون برئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح :
وساطة الجزائر لا تزال تحظى بقبول مختلف الأطراف الليبية

دلالات لقاء الرئيس تبون برئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح :
وساطة الجزائر لا تزال تحظى بقبول مختلف الأطراف الليبية

يرى خبراء في العلاقات الدولية أن الزيارة التي أداها رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح عيسى إلى الجزائر، تأتي ضمن توضيح موقف حكومة شرق ليبيا من التطورات العسكرية الأخيرة وتقديم عرض حال حول المبادرة المصرية للسّلام، وهذا ما يؤكد الثقة التي تتمتع بها الجزائر وهي ثمرة الدبلوماسية الحيادية التي تنتهجها في المشهد الليبي، كما يرون أن هذه الزيارة لا يستبعد أن يكون الهدف منها البحث عن أرضية للحوار الليبي-الليبي بوساطة جزائرية.

عامر مصباح: “عقيلة صالح يبحث عن أرضية للحوار الليبي-الليبي بوساطة جزائرية”
قال أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمنية بجامعة الجزائر 3، عامر مصباح أن لزيارة رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح عيسى إلى الجزائر، “هدف جوهري وهو البحث عن إيجاد أرضية للحوار الليبي-الليبي بوساطة جزائرية، والهدف الثاني هو محاولة أطراف شرق ليبيا أو ما يعرف بحكومة شرق ليبيا، التسويق لدى المغرب العربي وكذا للعالم ككل أن الشخصية التي سوف تتفاوض باسمها تتمثل في عقيلة صالح واستبعاد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بعد أن جعلت الأحداث الأخيرة على الساحة الليبية من حفتر بالشخصية غير الحاضرة، إضافة إلى كونه لا يؤتمن و غير موثوق به”، واعتبر مصباح أن تصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أول أمس، بخصوص الملف الليبي “أمر جميل خصوصا أنه دعا تونس ومصر للمساهمة في التوصل لحل سياسي ولم يقصي أي طرف، وأكد أن زيارة عقيلة صالح بداية مشجعة لبدء الوساطة الجزائرية”.
وأوضح مصباح، في تصريح لـ”الجزائر”، أن الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب الليبي إلى الجزائر، لها عدة أهداف “فجماعة شرق ليبيا تريد من خلالها التسويق لدى الجزائر وللمغرب العربي وللعالم ككل أن الشخصية التي سوف تعتمد عليها من الآن في المفاوضات هي شخصية عقيلة صالح وليس اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعد أن أصبح هذا الأخير غير حاضر، خصوصا مع الأحداث الأخيرة التي عرفتها الساحة الليبية، وتفوق حكومة الوفاق الوطني الليبي -المعترف بها دوليا- إضافة إلى كون حفتر أصبح بالشخصية غير الموثوق بها وغير المؤتمن لها بعد أن تغيب سابقا في العديد من الاجتماعات التي دعت لها عدة دول قصد إيجاد مخرج للأزمة الليبية”.
أما الهدف الأساسي والجوهري للزيارة حسب مصباح، فيتعلق برغبة جماعة شرق ليبيا البحث عن إيجاد أرضية للحوار الليبي-الليبي بوساطة جزائرية، معتقدا أن “هذه الأطراف يبدو أنهم أكثر إلحاحا في البحث عن حل سياسي ووقف إطلاق النار خوفا من عبور حكومة الوفاق الوطني الليبي وتقدمها لخط دفاعهم المتمثل في سرت، لأنه إذا عبرت حكومة الوفاق سرت سوف يكون الطريق أمامها مفتوحا للسيطرة على بنغازي”، ويرى الخبير الاستراتيجي أن “الأحداث الأخيرة من اكتشاف مقابر جماعية وألغام زادت من خلط أوراق الأطراف التي كانت تدافع عن حفتر، وجعلت حكومة طبرق في مأزق، وترى أن الجزائر بإمكانها لعب دور الوسيط”.
وعن تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الأخيرة في لقائه مع الصحافة الوطنية، حول الملف الليبي، والذي قال إن “الحسم في ليبيا لن يكون عسكريا”، وجدد التأكيد على أن الجزائر “تقف على نفس المسافة” وأن الأطراف الليبية “لديها ثقة في الجزائر كونها الدولة الوحيدة القادرة على جمع الفرقاء، وأنه لابد من العودة للمفاوضات”، اعتبر الخبير الاستراتيجي، أن ما صرح به الرئيس “شيء جميل ومهم، خصوصا وأنه لم يقصي لا تونس ولا مصر ودعاهما للمساهمة في إيجاد حل للأزمة الليبية”، وأكد مصباح أن “وساطة الجزائر في غاية الأهمية بالنسبة لحل هذا الملف، رغم أن الأمر ليس سهلا لعدة أسباب الأولى تتعلق باستبعاد جماعة شرق ليبيا لحفتر عن أي مفاوضات، والأمر الثاني يتعلق بحكومة الوفاق الوطني التي لم تتخذ لحد الساعة أي قرار، ربما لأنها ترى نفسها أمام فرصة للسيطرة على المزيد من الأراضي، وبالتالي فهي قد تقوم الآن بتحضيرات أقوى للعبور لبنغازي، إضافة إلى الأمر الثالث والمتعلق بالأطراف الأخرى ذات الصلة بهذه الأزمة والتي تتكلم ظاهريا على ضرورة إيجاد حل سلمي لكنها على الأرض تدفع لحل عسكري”، غير أنه اعتبر زيارة عقيلة صالح “بداية مشجعة لبدء الوساطة الجزائرية”.

بشير شايب: “الزيارة تأتي لتوضيح موقف حكومة شرق ليبيا من التطورات العسكرية وعرض المبادرة المصرية”
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بشير شايب في تصريح لـ”الجزائر”، أن زيارة عقيلة صالح للجزائر “تأتي ضمن توضيح موقف حكومة شرق ليبيا من التطورات العسكرية الأخيرة وتقديم عرض حال حول المبادرة المصرية للسلام، وهذا يؤكد الثقة التي تتمتع بها الجزائر وهي ثمرة ديبلوماسية حيادية من المشهد الليبي”.
وأوضح شايب في رده على سؤال إن كانت هذه الزيارة لطلب وساطة جزائرية بعد أن منيت أطراف شرق ليبيا بخسائر كبيرة أمام تقدم حكومة الوفاق، أن “الوساطة تكون بين طرفين يسعيان بنفس الإرادة إلى حل مشترك ولو أن هذه القراءة غير مستبعدة، فمن الممكن أن يطلب من الجزائر توضيح وجهة نظر الإخوة في برلمان طبرق لدى الأخوة في حكومة الوفاق أو البحث عن ضمانات جزائرية لأي اتفاق محتمل بين الطرفين”.
وفي رده على سؤال آخر، إن كان عقيلة صالح كممثل عن جماعة شرق ليبيا قد يعني أن هذه الأطراف تستبعد حفتر من أي مفاوضات محتملة خصوصا بعد اكتشاف مقابر جماعية وألغام خلفتها مجموعات حفتر المنهزمة، ما يضعف موقفه أمام المجتمع الدولي ككل، قال شايب إنه “في النزاعات الدولية هناك أهداف ترسم لأجلها خطط استيراتيجية وتستعمل فيها أدوات وحفتر بصفته قائدا للجيش الليبي هو أداة يمكن استبدالها بأدوات أخرى إذا كان بقاؤها يعيق التوصل إلى حل أو كانت ضمن اشتراطات الطرف الآخر، وكل هذا غير متوفر حاليا وعليه فإني أرى أن حفتر سيظل على رأس الجيش ما لم يُجرًّم من قبل محكمة الجنايات الدولية”.

الرئيس تبون يستقبل عقيلة صالح ويؤكد وقوفه إلى جانب الليبيين
وكان قد استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أول أمس، رئيس مجلس النواب الليبي،عقيلة صالح عيسى، الذي قام بزيارة عمل للجزائر على رأس والوفد المرافق له.
وأوضح بيان لرئاسة الجمهورية أنه “وفي إطار الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، -عصر أمس-عقيلة صالح عيسى رئيس مجلس النواب الليبي الذي يقوم بزيارة عمل لبلادنا على رأس وفد هام”.
وخلال هذه المقابلة، جدد رئيس الجمهورية “موقف الجزائر الثابت الداعي إلى الحوار بين الأشقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حل سياسي باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بضمان سيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية”.
هذا وقال رئيس البرلمان الليبي، في تصريح للصحافة عقب لقاءه الرئيس تبون، أن اللقاء سمح بـ”مناقشة ما يجري في ليبيا وكذا كيفية حل الأزمة الليبية”، مضيفا أن الرئيس تبون “صرح وقال لنا بكل وضوح أنه مع ليبيا وأنه رهن إشارة الليبيين”، وأضاف المسؤول الليبي أن الرئيس تبون صرح بأنه “سيسعى مع نظيريه المصري والتونسي من أجل حل الأزمة الليبية وأنه قد اطلع على المبادرة التي قدمت من طرفنا وأعلنت في مصر، وأنه سيبذل قصارى جهده من أجل جمع شمل الليبيين وجمعهم على طاولة الحوار والوصول إلى حل طبقا لمخرجات مؤتمر برلين”.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super