كشف المدير العام للأرشيف الوطني ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي أن استرجاع رفات 24 شهيدا من المقاومة الشعبية “خطوة كبيرة” والأولى فقط ستتبعها خطوات أخرى لاستعادة كافة الأرشيف الوطني.
وذكر شيخي لدى نزوله أمس، على حصة “ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى: “استعادة رفات 24 شهيدا من المقاومة الشعبية هو حدث كبير لطالما انتظرناه وهو من المطالب القديمة الجديدة ومتحف الإنسان يحتوي على ما لا يقل عن 12 ألف جمجمة، من جميع أنحاء العالم وفيها من الجزائر الكثير قد تكون كجماجم تصل للألف أو الألفين وتصل كأجزاء أخرى من الجسم البشري لما لا يحصى عدده كل مل يتعلق بالذاكرة الجزائرية هي خطوة أولى وأول مرّة تقوم بفرنسا بإرجاع مسائل تتعلق بالذاكرة الوطنية”، مثنيا في الوقت نفسه على تعهدات رئيس الجمهورية، قائلا إن “النقلة التي بدأت مع وصول الرئيس عبد المجيد تبون على رأس الدولة الجزائرية هي نقلة نوعية مفيدة جدا والوعود التي قطعها على نفسه خلال الحملة الإنتخابية وما تلاها من تعهدات تبين إرادة سياسية جديدة وصلبة فيما يتعلق بإعادة التصميم ووضع القبضة كاملة على تراثنا و معالم شخصيتنا لأنه بدونها لا يمكن أن يكون لدينا وجود متميز والجزائر عبر التاريخ كان لها دائما وجود متميز في السراء والضراء وأصيبت بنكبة الإستعمار لم يصب بها أي شعب آخر”.
واستغرب شيخي على من لا يزالون يرددون عبارة: “ماذا فعلتم منذ الإستقلال لم تفعلوا شيئا ؟” داعيا مرددها لإجراء مقارنة كيف كانت الجزائر بالأمس وكيف أصبحت اليوم، وقال: “عبارة ما درتو والو منذ الإستقلال هي عبارة قيلت لي سنة 2012 من طرف طالب في جامعة من الجامعات الجزائرية وكان جوابي بسيط جدا هو إجراء مقارنة بين ما كنا عليه يوم 3 جويلية 1962 وجزائر اليوم ومقارنة علمية بين ما ورثته أول حكومة جزائرية بعد استرجاع السيادة الوطنية وهذا هو السؤال أسأله ورث بلدا محطما وعندما ننظر ونحن في 2020 للأزمات التي مرّت على الجزائر ودمرتها في الكثير من النواحي” .
واغتنم ذات المتحدث الفرصة للحديث عما لا يزال يثار حول التاريخ والقول إنه غير مكتوب وحتى ما هو مكتوب يثار الشك حوله من طرف البعض بالتأكيد أن التاريخ مكتوب ولكن لا يوجد من يقرأه وأنه أريد لهذا المجتمع أن يدير ظهره عن ذلك و ذكر: ” ُأريد لهذا المجتمع أن ينصرف عن ما هو أساسي وأريد له أن يدير ظهره للتاريخ ويتشدق بأنه لا يعرف التاريخ ويقول لك أن التاريخ غير مكتوب”، وأنا أرد: “لا التاريخ مكتوب لكن نحن لا نقرأ و من ثم لا نملك من الوسائل العقلية حتى نميز بين ما هو صحيح و ما هو غير صحيح وما هو مدسوس وما هو حقيقي وهذا لن يأتي بين عشية وضحاها بل يأتي من المرحلة الأولى للتعليم والتي لا تحمل فيها المسؤولية للتلميذ بل للمعلم المطالب بمراجعة طريقة تدريسه وما يجب أن يعطه للتلميذ وما لا يجب ثم القيمة التي تعطيها السلطات العامة و الأفراد لمادة التاريخ”، وتابع: “علينا العودة للتاريخ والقراءة وما تراكم في الذاكرة ووسائل التواصل الإجتماعي اليوم صرفت الناس عن ذلك”.
وأبرز شيخي أن المواطن شريك في بناء الدولة ولا بد من الخروج من ثقافة” البايلك” ومقولة: “أنا لست معنيا” وأنه على الشباب اليوم التصرف بمسؤولية. وذكر: “على الشباب أن يتصرف بمسؤولية مسؤول في أفعاله واختياراته التي يجب أن تتماشي مع اختيارات غيره من المواطنين حتى يقع التقارب وليكون هناك معنى كامل للشعب الجزائري بأننا متضامنون ونعيش تحت سقف واحد وفي بلد واحد يظلنا قانون واحد وقيم واحدة وتاريخ وتربية واحدة”، وأضاف: “وعلى الشباب أن يطرقوا الأسماع ولا ينفروا من شيئ لا يقبلونه وأن تتجه الإرادات الفردية لتكوين إرادة جماعية فالأهداف المشتركة إذا رسمناها فيجب أن نحققها معا وهذه هي المسائل التي يجب التركيز عليها لدى الشباب لنشكل وحدتنا وندعم بها وحدتنا الوطنية في إطار القيم المتعارف عليها جميعا لدى أبناء المجتمع لنعمل معا من أجل المصلحة العامة كلنا”، وعن غياب القيم، قال المتحدث ذاته: “الكثير من المؤسسات التي هي الراعية الأكبر تخلفت عن دورها وانحرفت أو اعتنقت نظريات أخرى لا تتماشى مع القيم الوطنية الأصيلة على غرار مثال لما نختلف عن ماهية الدولة، والتي لها مفهوم واحد”.
زينب بن عزوز
عبد المجيد شيخي::
الوسومmain_post