أحيا أمس الإثنين، العالم اليوم العالمي للطفل المصادف للعشرين نوفمبر من كل عام، وجرى إقرار هذا اليوم سنة 1954 باعتباره مناسبة لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاهيتهم، في وقت يتعرض فيه أطفال فلسطين عامة وغزة بشكل خاص لاستهداف شرس وممنهج من قبل آلة الدمار الصهيونية التي لم تتوانى في استخدام القوة المفرطة إزاء هؤلاء.
وعلى مدار الأسابيع الستة الماضية، أسفر الهجوم الصهيوني على غزة عن مقتل أكثر من 5500 طفل، بينهم أكثر من 3000 طالب حتى الآن، بينما لا يزال الآلاف من الآخرين تحت الأنقاض ويفترض أنهم قتلى الآلاف آخرون مصابون.
ويتحمل الأطفال الفلسطينيون الناجون ظروفا لا إنسانية من التشريد والجوع والجفاف وعدم وجود عناصر الحياة الأساسية التي يفرضها الكيان الصهيوني .
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” فإن الكيان الصهيوني قتل أكثر من 5 آلاف طفل فلسطيني في غزة، بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وذكرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أمس، أن أكثر من 5 آلاف و500 طفل، بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب، استشهدوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي للأطفال أن “مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المشاهد المروعة، التي تتناقلها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام عن عقلية الاحتلال، واستهدافه المتواصل للتعليم في كل مُحافظات الوطن”.
وأشارت إلى أن “هناك مشاهد أخرى تشهدها محافظات الضفة الغربية والقدس من قتل بدم بادر واقتحامات للمدارس وعرقلة وصول الطلبة والكوادر التربوية”.
ودعت الوزارة دول العالم ومؤسساته لحماية حق أطفال فلسطين وطلبة المدارس في الحياة والتعليم، والوقوف في وجه الاحتلال والممارسات القمعية لجيشه ومستوطنيه عبر مسلسل استهداف متواصل للأطفال، مؤكدة الحق الطبيعي للأطفال في الحياة الكريمة والتعليم الآمن والمستقر.
وفي السياق ذاته، صرح مدير “برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين”، عائد أبو قطيش: “إن أطفال غزة يواجهون صنوفا عدة من الانتهاكات الصهيونية الخطيرة التي تنال من حقوقهم الأساسية كأطفال، وليس فقط الحق في الحياة، حيث يفتقر أطفال غزة للبيئة الآمنة نتيجة سنوات الحصار المتواصلة منذ نحو 17 عاماً، والتي تخللتها الكثير من جولات العدوان الصهيونية”، مشيرا إلى أن “سياسات الاحتلال العدائية شوهت حتى البيئة التي يفرض أن تكون آمنة كي ينشأ الطفل نشأة سليمة، يتمتع بها بكافة حقوقه”.
بدورها، أكدت الناشطة الحقوقية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مها الحسيني أن “الأطفال في غزة يعيشون صدمة مركبة وممتدة يزداد وقعها وآثارها خلال وبعد كل عدوان على القطاع”، ولعل صدمة العدوان الحالي والمستمر لليوم الـ44 “هو الأشرس من نوعه، وعليه يتوقع أن تكون آثاره “أشد وقعا” على أطفال غزة، بحسب المنظمات الدولية المعنية بشؤون الطفولة.
الجامعة العربية تؤكد على حق الطفل الفلسطيني في حياة حرة كريمة
كما أكدت جامعة الدول العربية حق الطفل الفلسطيني في حياة حرة كريمة على أرضه وأن يعيش حياة آمنة مطمئنة بعيدا عن كل أسباب الخوف واللجوء والتشرد وبعيدا عن كل أشكال العنف، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية أطفال فلسطين.
وقالت الجامعة العربية في بيان لها، بمناسبة يوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 من شهر نوفمبر من كل عام، أن ممارسات الاحتلال الصهيوني الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني وما يلحق به من عنف يصل إلى مستوى إنهاء وجوده ومستقبله، هو “أمر لا يقبله ضمير ولا إنسانية”.
ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل كامل مسؤولياته تجاه حماية الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، ودق ناقوس الخطر لحمايتهم من خلال إلزام قوات الاحتلال بالقرارات والقوانين التي تكفل حماية الأطفال.
من يحمي أطفال فلسطين؟
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى”، عبد الرحمان عرعار، أن “تاريخ 20 نوفمبر يمثل يوما مهما في مجال حقوق الأطفال، فهو ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل والاتفاقية المتعلقة بها والتوقيع في التاريخ من عام 1989 على الاتفاقية، التي تتضمن توفير مجموعة من المعايير العالمية الواجب أن تلتزم بها جميع البلدان حفاظا على مصالح الأطفال وحقوقهم”.
وأضاف عرعار في تصريح لـ”الجزائر” أنه “للأسف سقطت كل معايير الاتفاقية في غزة، إذ لم يعد هناك احترام لأي بند فيها بل أصبح تكريس الجوع والموت للأطفال هو المعتمد”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “يوم الطفل العالمي يضع المؤسسات الدولية أمام حقيقة دورها المنوط بها في حماية أطفال قطاع غزة وتوفير لهم كل مقومات الحياة الإنسانية”.
وأبرز المتحدث نفسه، أن “الكيان الصهيوني يريد القضاء على أطفال غزة لأنه يدرك أنهم جيل المقاومة لذلك لا يحترم أي اتفاقية أو مؤسسة دولية”.
من جهته، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، أن “الدول الغربية تتبع ازدواجية المعايير أو الكيل بمكيالين، فمن جهة تنادي بحقوق الأطفال وحقهم في العيش بسلام، من جهة أخرى فهي صامت أمام المجازر التي ترتكب في حق الأطفال الفلسطينيين”.
وأوضح خياطي لـ”الجزائر” أن “أكثر من 5 آلاف و500 طفل استُشهدوا منذ 7 أكتوبر في ظل العدوان الصهيوني المتواصل وسط عجز دولي عن لجم الآلة العسكرية الإسرائيلية التي حصدت الآلاف من الأطفال”.
وأشار خياطي إلى “ضرورة الدفاع على حق الطفل الفلسطيني في حياة حرة كريمة على أرضه، وأن يعيش حياة آمنة مطمئنة بعيدا عن كل أسباب الخوف واللجوء والتشرد، وبعيدا عن كل أشكال العنف”.
فلة. س