جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تواصل أسعار النفط الانهيار إلى مستويات قياسية، في الوقت الذي سارعت فيه بعض دول من منظمة “الأوبك” وأخرى من خارجها ضمن ما يعرف بمجموعة “أوبك+”، إلى إطلاق مشاورات جديدة ومناقشات حول إمكانية تنفيذ تخفيضات الإنتاج “فورا” وليس بداية من شهر ماي القادم، كما كان متفق عليه في اجتماع المجموعة يوم 12 من الشهر الجاري، كما أكدت انها ستواصل المشاورات فيما بينها والاجتماع في أقرب وقت.
هبطت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم جوان بـ 6.24 دولار، أو 24 بالمئة، لتسجل عند التسوية 19.33 دولار للبرميل، في الوقت الذي تتواصل فيها أسعار النفط الأمريكي هي الأخرى انهيارها التاريخي لليوم الثاني على التوالي بسبب تخمة المعروض الذي تجاوز الطلب بكثير لأسابيع، وقد سارعت عدد من الدول المصدرة للنفط المنظمة لـ”أوبك”، ومن بينها الجزائر التي ترأس المنظمة، ودول من خارجها إلى عقد اجتماع “طارئ” و”غير رسمي” مساء أول أمس، لمناقشة التطورات الحاصلة في السوق العالمية والبحث عن إمكانية تنفيذ اتفاق “أوبك+” “فورا” دون الانتظار إلى شهر ماي، حسب ما كان قد نص عليه اتفاق “أوبك+” الذي انعقد يوم 12 من الشهر الجاري، بين دول المنظمة وحلفائها من خارجها، والذين توصلوا إلى اتفاق لتخفيض الإنتاج بـ 9.7 مليون برميل يوميا.
عرقاب: “أوبك وحلفاؤها سيواصلون المشاورات والاجتماع قريبا لتبادل الرؤى”
أوضح بيان لوزارة الطاقة مساء أول أمس، أنه و”في إطار مواصلة التشاور بين الدول المنتجة للنفط “أوبك” عقدت أمانة المنظمة اجتماعا بتقنية التحاضر المرئي عن بعد بمشاركة عدد من وزراء الدول الأعضاء في أوبك ودول خارج خارجها الموقعة على إعلان التعاون”.
ويهدف هذا الاجتماع الذي رأسه وزير الطاقة، محمد عرقاب، بصفته رئيسا لندوة “أوبك”، إلى تبادل الرؤى حول وضعية سوق البترول وآفاقها على المدى القريب”، يضيف البيان.
وأمام وضع السوق البترولية، اتفق وزراء الدول المصدرة للبترول على مواصلة الحوار والاجتماع مجددا في القريب العاجل.
الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن خطة لإنقاذ شركات النفط والوظائف
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة الاتحادية يطالب بإيجاد سبل لإتاحة أموال لصناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، وذلك بعد انهيار أسعار عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى في تاريخها مع انزلاقها إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى على الإطلاق.
وكتب ترامب في تغريدة على “تويتر”: “لن نخذل أبدا صناعة النفط والغاز الأمريكية العظيمة، أصدرت تعليماتي إلى وزير الطاقة ووزير الخزانة لصوغ خطة ستتيح أموالا حتى تكون هذه الشركات والوظائف المهمة جدا آمنة لوقت طويل في المستقبل !”.
السعودية تؤكد التزامها بتنفيذ اتفاق “أوبك +” للعامين المقبلين
من جانبه، أكد مجلس الوزراء السعودي، أول أمس، حرص المملكة على تحقيق الاستقرار للسوق البترولية، والتزامها مع روسيا وجميع الدول المنظمة في اتفاق “أوبك+” بتنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين، حسبما أوردته الصحافة المحلية.
وقال مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان، إن المجلس “يؤكد حرص المملكة على تحقيق الاستقرار للسوق البترولية، والتزامها على تنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين، واستمرارهما في مراقبة أوضاع السوق والاستعداد لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع أعضاء “أوبك +” والمنتجين الآخرين”.
ويأتي هذا الالتزام السعودي بعد انخفض خام غرب تكساس الوسيط (التسليم في ماي للمرة الأولى في التاريخ إلى قيم سلبية، مع وصول أسعار “نيميكس” NYMEX إلى ناقص 40.32 دولار للبرميل.
العراق: “إيقاف انهيار أسعار الخام مرتبط بالسيطرة على كوفيد-19”
أكدت وزارة النفط العراقية أن إيقاف انهيار أسعار النفط في العالم مرتبط بالسيطرة على جائحة “كورونا” وأن استمرار تقييد الحركة يعني المزيد من الخسائر.
واعتبر عاصم جهاد الناطق باسم وزارة النفط العراقية، في تصريح له، أن هذا “الوضع طبيعي” في ظل عدم السيطرة على فيروس “كورونا”، مبينا أن الوباء سبب كسادا في النفط الخام وتضخما في عمليات الخزن وفي عمليات العرض و”بالتالي هذه مسألة طبيعية بسبب عدم وجود حركة للشراء ما انعكس سلبا على أسعار النفط”.
وأضاف أن العرض الآن يفوق الطلب وهناك تضخم كبير في الإمدادات والتخزين الذي وصل إلى مرحلة كبيرة سواء لدى الدول المنتجة أو المستهلكة، لافتا إلى أن أهم العوامل المسببة لانهيار الأسعار هو تقييد حركة النقل البشري والصناعي جوا، ما أثر سلبا على الاستهلاك.
لكن مظهر محمد صالح المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، أعاد انهيار أسواق النفط في أمريكا الشمالية، لـ”حرب أسعار قاتلة”، قائلا في بيان سابق له، إن السوق الأمريكية “أدت في السنوات الأخيرة دورا مزدوجا بكونها سوق باعة وسوق مشترين في الوقت نفسه، ولاسيما خلال السنوات العشر الماضية تدريجيا”، وأوضح أن “عالم النفط دخل كله في حرب أسعار قاتلة ومن ثم انقلبت السوق النفطية إلى الكساد حتى بلغت نقطة الانهيار”، مشيرا إلى أن توافر عرض نفطي فائض لدى المضاربين بنحو 300 مليون برميل أدى إلى انهيار سوق النفط وهو ينسجم وتحول السوق الأمريكية إلى سوق مشترين في قيادة سوق النفط في العالم لتشكل حرب الأسعار انهيار قوة منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” كسوق بائعين وانتصار سوق المشترين بقيادة الولايات المتحدة.
روسيا: “انهيار أسعار النفط هو لحظة تداول بحتة”
في سياق متصل، دعت الرئاسة الروسية إلى عدم النظر إلى انهيار أسعار عقود النفط الآجلة لشهر ماي وكأنها نهاية العالم، وقال دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، في تصريح أول أمس الثلاثاء “كان هناك انهيار في أسعار العقود الآجلة لشهر ماي، ولم تدخل أسعار النفط إلى قيمة صفرية”.
واعتبر بيسكوف أن ما حدث هو “لحظة مضاربة تماما، لحظة تداول بحتة، ارتبطت بتاريخ إغلاق العقود الآجلة في ماي، وبالطبع هذا لا يحتاج إلى الترويع بنهاية العالم”.
المكسيك: “انهيار أسعار النفط في السوق الدولية ستفاقم من الأزمة الاقتصادية العالمية”
من جانبه، قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أول أمس، إن انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية “ستفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية وستؤثر أيضا على بلاده”، و أضاف الرئيس الميكسيكي، أن بلاده “ستطبق مزيدا من الإجراءات التقشفية لإنقاذ الموارد في سبيل مساعدة الشعب المكسيكي”، وتعهد أيضا بأن لا يكون هناك تسريح لأي من الموظفين الحكوميين.
رزيقة.خ