الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / جلاب يثمن قرارات الحكومة::
إلغاء القاعدة 49/51 سيساهم في تحسين مناخ الأعمال

جلاب يثمن قرارات الحكومة::
إلغاء القاعدة 49/51 سيساهم في تحسين مناخ الأعمال

استبشر وزير التجارة سعيد جلاب بقرار الحكومة بالغاء قاعدة 49-51 بالمائة التي تنظم الاستثمار الأجنبي في الجزائر، مشيرا أن خيار إلغائها الإبقاء عليها في القطاعات الإستراتيجية فقط، سيساهم بقوة في تحسين مناخ الأعمال و في جاذبية الاقتصاد الوطني.
و أوضح الوزير خلال ندوة صحفية مشتركة مع محافظ التجارة و الصناعة للاتحاد الإفريقي البرت موشانجا على هامش ندوة وطنية حول رهانات انضمام الجزائر إلى منطقة التبادل الحر الافريقي أنه “سيتم الإبقاء على قاعدة 51-49 بالمائة في بعض القطاعات الاستراتيجية، و أما بالنسبة لبقية القطاعات، سنقوم بتحرير مبادرات الاستثمار. و أشار جلاب يقول “لأجل تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد الوطني و للاستثمارات الأجنبية , يجب أن تكون الجزائر جذابة، من خلال حصر قاعدة 51/49 بالمائة في القطاعات الاستراتيجية و من خلال اضفاء مرونة على مختلف الإجراءات لأجل استقطاب المزيد من الاستثمارات لفائدة الاقتصاد الوطني”.
واستطرد وزير التجارة يقول “إذا كانت الجزائر ترغب الآن في الانضمام إلى هذه الديناميكية القارية الإفريقية، بجب عليها أن تقوم بتحرير عملية استثمار أكثر فأكثر بهدف استقطاب مختلف المتعاملين الأجانب من كل القارات”. و أشار الوزير إلى أن قاعدة 51/49 بالمائة “لا تمثل العائق الوحيد الذي يقف أمام الاستثمارات, لكن هناك مناخ أعمال يتعين تحسينه من خلال اقامة اتصالات بين رجال الأعمال الجزائريين و نظرائهم الأجانب بغية خلق شراكات مثمرة”.
وذكر المسؤول الأول عن قطاع التجارة في هذا السياق, بالتدابير العاجلة التي اتخذت لمرافقة المؤسسات الجزائرية من أجل رفع المنافسة من خلال مختلف معارض المنتجات الجزائرية في عديد الدول الإفريقية. و أشار أن إصلاح الصندوق الخاص لترقية الاستثمارات بغرض مرافقة جد فعالة و براغماتية لهذه المؤسسات، يندرج ضمن هذه التدابير التي تبنتها الدولة. و طمأن السيد جلاب يقول أنه “يوجد أيضا ضمن هذه الإجراءات التسهيلية لفائدة المؤسسات الجزائرية، ادماج النقل البري نحو افريقيا و الذي يحظى بدعم مالي”. و هناك اجراء تسهيلي أخر يشمل البحث عن الأسواق و مرافقة المؤسسات الجزائرية يندرج ضمن هذه العملية و أيضا إجراءات أساسية أخرى, على غرار تلك المتعلقة بالتمويل.
الهدف الأهم الذي تطمح لبلوغه هذه الاجراءات التسهيلية، يتمثل في تمكين هذه المؤسسات الجزائرية من الحضور في السوق الإفريقية من خلال استحداث فروع لها أو مكاتب اتصال في الدول بشكل دائم. و أبرز الوزير، في هذا الصدد، أنه ” لتجسيد تواجد المؤسسات الجزائرية في البلدان الافريقية، لا بد من تطوير نشاط اللوجستيك، أي النقل البري عبر الحدود و كذا النقل الجوي”. و أفاد السيد جلاب أنه سيتم في سنة 2020، تطبيق عملية التفكيك الجاري للحقوق الجمركية في مدة 5 سنوات بالنسبة ل90 بالمائة من السلع،و هو مسعى سيخفف من التعريفات الجمركية، أي أنه في سنة 2024, ستكون المعدلات في حدود 0 بالمائة. و من جانبه، أبرز محافظ التجارة و الصناعة للاتحاد الإفريقي السيد البرت موشانجا الأهمية القصوى التي يكتسيها تطوير اللوجستيك بين البلدان الافريقية بغرض تسهيل ولوج مختلف أسواق القارة.

إعداد إستراتيجية وطنية للاندماج القاري…
بالمقابل، تستعد الجزائر للإطلاق الفعلي للاتفاقية المتضمنة إنشاء منطقة التبادل التجاري الحر في القارة الإفريقية في شهر يوليو 2020 من خلال إعداد إستراتيجية وطنية للاندماج في القارة الإفريقية. وكشف وزير التجارة سعيد جلاب في مداخلته لدى افتتاح أشغال الندوة الوطنية حول رهانات منطقة التبادل الحرة الافريقية القارية والاستراتيجية الوطنية المكيفة في هذا المجال أن “هذا اللقاء ما هو إلا بداية لمسار سوف يتواصل من خلال برنامج عمل يهدف إلى استراتيجية وطنية خاصة باندماج الجزائر في منطقة التجارة الحرة الافريقية”. وأكد الوزير أن هذه الاستراتيجية ستكون منبثقة من السياسة الاقتصادية للجزائر، مذكرا أن “افريقيا هي أحد الدوائر الطبيعية للتكامل الاقتصادي، وتبقى هدفا كبيرا لسياسة التعاون الجزائرية”.
وتطرق عديد الخبراء الذين حضروا الورشات الموضوعاتية المقامة في إطار هذا اللقاء الذي شارك فيه الوزراء الجزائريون و الأفارقة والسفراء وممثلون عن مؤسسات افريقية، علاوة على الخبراء والجامعيون الجزائريون والأجانب المشاركين, إلى أهم المحاور التي يجب أن تأخذها هذه الاستراتيجية في الحسبان.
وفي هذا الصدد، شدد الخبير زهير بن حموش على ضرورة التصرف حيال العراقيل التي تواجهها المؤسسات الجزائرية في مجال التصدير، ومن بينها خطر عدم المبيعات والنقل اللوجستيكي والحصول على موارد العملة الصعبة والقروض الموجهة للاستثمار علاوة على تحويل ايرادات السوق الافريقية نحو الجزائر. كما دعا إلى وضع الصادرات الجزائرية نحو إفريقيا كمحور هام لنموذج جديد في تنمية الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن إفريقيا تمثل ما يقل عن 3ر0 في المائة من الصادرات و8ر0 في المائة من الصادرات الجزائرية.
من جهته، أشاد رئيس الفيدرالية الجزائرية للمنتجين الصناعيين, عبد الوهاب زياني بالجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل الاندماج في القارة الإفريقية، معتبرا أن البلد يحوز على امكانيات بشرية ومادية لغزو السوق الإفريقية، لاسيما من خلال الإستراتيجية الوطنية المتبناة في هذا المجال.
و خلال تدخلها في أشغال الندوة، وصفت مديرة مكتب اللجنة الاقتصادية لإفريقيا في شمال افريقيا, السيدة ليليا هاشم نعاس اتفاق إنشاء هذه المنطقة بخطوة “كبيرة” للاندماج الافريقي, مؤكدة أن هذه المنطقة تمنح للدول الافريقية الفرصة لرفع التحديات الكبرى على غرار خلق مناصب الشغل و تنويع الاقتصاد و تحقيق الهداف النمو حسب أجندات معينة.
عمر ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super