لقي القرار الذي أفضى له اجتماع مجلس الوزراء، أول أمس، باعتماد اللغة الإنجليزية بدءا من الطور الإبتدائي ترحيبا من طرف البيداغوجيين ونقابات التربية وحتى من طرف جمعيات أولياء التلاميذ بحيث وصفوا الأمر بـ”الخطوة الإيجابية” لاسيما أنها ستعرف طريقها للتجسيد بعد دراسة عميقة للخبراء والمختصين.
البيداغوجي والمتابع للشأن التربوي، كمال نواري:
“خطوة ستنعكس بصفة إيجابية على مردود التلاميذ”
ثمن البيداغوجي والمتابع للشأن التربوي، كمال نواري، القرارات المتمخضة عن اجتماع مجلس الوزراء الذي ترأسه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون أول أمس، ذات الصلة بقطاع التربية الوطنية لاسيما النقطة المتعلقة بإدراج اللغة الإنجليزية في التعليم الإبتدائي، مؤكدا بأن الخطوة ستنعكس بصفة إيجابية على مردود التلاميذ بالنظر لأهميتها في المراحل التعليمية المقبلة.
وذكر نواري في تصريح لـ”الجزائر” “نثمن قرار رئيس الجمهورية باعتماد اللغة الإنجليزية بدءا من الطور الابتدائي بعد دراسة عميقة للخبراء والمختصين لكون هذه الخطوة كان لابد منها خاصة في التعليم الإبتدائي بالنظر إلى قابلية التلاميذ في سن الإبتدائي على تعلم أكثر من لغة”.
وتابع “اعتماد اللغة الانجليزية بدءا من الطور الابتدائي له أهداف ايجابية وليس تعويضا للغة الفرنسية التي يدرسها التلاميذ بداية من السنة الثانية”.
وذكر أيضا “هذه الإيجابية تصطدم بالكثير من التساؤلات التي يطرحها الجميع وخاصة الأولياء منها ما تعلق بسنة التدريس، وهل هي مادة إضافية؟ وغيرها من التساؤلات المشروعة والتي ستكون لها إجابات في الدراسة المعمقة للخبراء والمختصين”.
وأشار نواري إلى أنه ينبغي تدريس اللغة الإنجليزية بداية من السنة الثالثة وهي السنة المثالية -على حد تعبيره- وأن تكون إجبارية لا اختيارية لأثرها الإيجابي على المسار التعليمي للتلميذ.
وأكد المتحدث ذاته بأنه لا يوجد هناك تخصص تدريس للغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي في المدارس العليا للأساتذة وأن الأمر مقتصر على الطورين المتوسط والثانوي، وطرح في هذا الصدد ثلاثة حلول وهي: الإستخلاف أو فتح مسابقة لتوظيف أساتذة اللغة الإنجليزية أو انتداب أساتذة اللغة الإنجليزية من الطورين المتوسط أو الثانوي لتوفير الأساتذة للتدريس اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي.
رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الإبتدائي، محمد حميدات:
“تدريس الإنجليزية في الطور الإبتدائي من مطالبنا القديمة”
ثمن رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الإبتدائي، محمد حميدات، اعتماد اللغة الإنجليزي في الطور الإبتدائي، بحيث أشار إلى أن ذلك كان مطلبا قديما للأولياء والأساتذة ونقابات التربية على حد سواء، باعتبارها لغة العصر وأن تعلمها في سن مبكرة سينعكس إيجابا على التلميذ في مساره الدراسي لاسيما فيما بعد بالجامعة.
وقال حميدات في تصريح لـ”الجزائر” إنه “مطلب قديم للنقابات والأساتذة وأولياء التلاميذ واليوم أمر رئيس الجمهورية باعتمادها في الطور الإبتدائي و نقابتنا ترحب بذلك.”
وعن المنهاج الذي سيعتمد في تدريس هذه اللغة، ردّ حميدات “بخصوص البرامج فقد أنشأت لجنة وطنية بداية أكتوبر الماضي، لمتابعة البرامج والتخفيف منها وفق استراتيجية واضحة لتمكين التلميذ من أخذ معلومات وفق برامج واضحة وهادفة تساير واقع العالم الحديث ووفق الهوية الوطنية إضافة إلى ما يحتاجه التلميذ الجزائري خلال دراسته في الأطوار التعليمية الثلاثة”.
وفي ظل التساؤلات التي تطرح حول ضرورة تخفيف البرامج مع اعتماد اللغة الإنجليزية، ذكر المتحدث ذاته: “بخصوص التخفيف من وزن المحفظة ومتابعة المنهاج في هذا المجال تعمل وزارة التربية على دمج مقررات بعض المواد المتقاربة في كتب واحدة والتخفيف من برامجها مراعاة لسن الطفل في هذه المرحلة التعليمية”.
وأضاف نسعى كلنا إلى إعادة الاعتبار للمدرسة نهجا ومنهجا والتمكين للتلميذ والأستاذ بالدراسة وفق أسس جديدة التقليل من البرامج ومراعاة وزن المحفظة وتوزيع المواد أسبوعيا ومتابعة التوقيت خاصة فى الابتدائي والتمكين للمدرسة الابتدائية وتحقيق احتياجاتها للوصول لمدرسة الجودة.
الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة:
“تساؤلات تطرح حول آليات تجسيد القرار”
وفي السياق ذاته، ثمن الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة ، اعتماد اللغة الإنجليزية في الطور الإبتدائي، وأكد بالموازاة مع ذلك بأن المشكل ليس في القرار بقدر ما هو متعلق بآليات تجسيده.
وذكر عمورة لـ”الجزائر” أن “الخطوة إيجابية ونثمنها كثيرا ولكن السؤال المطروح هو كيفية تجسيد ذلك وننتظر ما ستفرج عنه الدراسة المعمقة مع أهل الإختصاص”.
وتابع “لا بد من القول بأن الأمر لن يكون في القريب العاجل في ظل العراقيل الموجودة على أرض الواقع، هناك عجز كبير في توفر الأساتذة ونحصي اليوم 20.100 ابتدائية ولا بد من أساتذة لهذا الكم الهائل من الإبتدائيات وينبغي أيضا تكوينهم”.
وأردف في السياق ذاته “التلميذ في الإبتدائي يدرس في 13 مادة وستضاف له مادة اللغة الإنجليزية وهو ما يقتضي مراجعة للمناهج التربوية في كل الأطوار بما فيها الطور الإبتدائي والتخفيف من المواد التعليمية”.
رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، جميلة خيار:
“ضرورة تسخير كافة الإمكانيات لإنجاح تدريس الإنجليزية في الإبتدائي”
رحبت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ بقرار اعتماد اللغة الانجليزية بدءا من الطور الإبتدائي من باب أهمية هذه اللغة إلى جانب دراسات تؤكد بأن الطفل في هذه المرحلة له القابيلة على تعلم أكثر من لغة واحدة.
وقالت خيار في تصريح لـ”الجزائر” “للغات الأجنبية أهمية كبيرة واللغة الإنجليزية هي لغة العلم والتكنولوجيا وبداية تدريسها في سن مبكرة للتلاميذ سينعكس عليهم إيجابا عند تقدمهم في المراحل التعليمية من طور لآخر وصولا للجامعة ما سيكسبهم ثراء لغويا كبيرا”.
وتابعت في السياق ذاته “ما تطلبه الفيدرالية هو توفير كافة الإمكانيات التي من شأنها المساهمة في نجاح هذه الخطوة الإيجابية ولاسيما ما تعلق بنقطة المكونين لأن التعليم في المرحلة الإبتدائية هو الأساس فلابد من إيلاء أهمية لهذه النقطة”.
وذكرت أيضا “لا بد أيضا من التركيز على المناهج والعمل على تخفيفها في هذا الطور التعليمي ما يساعد التلميذ على تعلم هذه اللغة بكل سهولة، وهي الخطوة التي ستكون بعد دراسة معمقة ونحن كفيدرالية وطنية لجمعيات التلاميذ سنقدم مقترحاتنا للمشاركة في النقاش حول هذه المسألة”.
زينب. ب