ككل شهر رمضان من كل سنة يزداد الاستهلاك العام لمختلف المواد الغذائية في الجزائر، خصوصا في العشرة الأيام الأولى للشهر الفضيل، وبالنظر لتراجع القدرة الشرائية بسبب غلاء الأسعار نتيجة تقلبات أسعار الغذاء في السوق العالمية، بادرت كل من المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك بالتنسيق مع الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين والمجلس المستقل للأئمة إلى إطلاق حملات تحسيسية بهدف ترشيد الاستهلاك خلال هذا الشهر الفضيل.
وفي هذا السياق، قال المنسق الوطني لمنظمة حماية المستهلك فادي تميم في تصريح لـ”الجزائر”، أمس، إن المنظمة وبالتنسيق مع الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين وكذا المجلس المستقل للائمة، أطلقت حملات تحسيسية قبل دخول شهر رمضان بأيام للتحسيس المواطنين بضرورة ترشيد استهلاكهم خلال الشهر الفضيل، وتجنب اللهفة التي عادة ما تكون السبب في تذبذب السوق و بروز أزمة الندرة التي بدورها تؤذي إلى ارتفاع الأسعار”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “سلوكيات المواطن الجزائري خلال رمضان خاطئة، وتزيد من ظهور الأزمات التي تؤثر بصفة مباشرة على قدرته الشرائية، كما أنها تخلق عادات سيئة تتمثل في التبذير وهي صفات لا تمت بصلة للدين”.
وهذا ما دفع المتحدث إلى اعتبار أن “غياب الثقافة الاستهلاكية لدى الفرد الجزائري خلال شهر رمضان وبروز مظاهر اللهفة والطوابير الطويلة من أجل اقتناء المأكولات ثم رميها في المزابل، أفقدت الشهر الفضيل معناه الحقيقي والمتعلق بالعبادات وليس بالأكل والإستهلاك”.
وفي رده على سؤال حول كيفية تنظيم الحملات التحسيسية خلال طيلة هذا الشهر، قال فادي تميم إنه “تم الاستعانة بأئمة المساجد من أجل حث المواطنين خلال خطبة الجمعة وفي الدروس على ضرورة تفادي مظاهر التبذير واقتناء ما يزيد عن حاجة الأسرة من مواد غذائية حتى لا يكون طرفا مساهما في ارتفاع الأسعار والإضرار بالمواطنين وبقدرتهم الشرائية والإضرار بالإقتصاد الوطني”.
وأشار إلى أنه تمت الاستعانة بالتجار للقيام بهذه الحملات داخل الأسواق بالإضافة إلى تنشيط صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام وكل القنوات التي يمكن من خلالها إيصال الصوت للمستهلك وحثه على التحلي بالثقافة الاستهلاكية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن “المنظمة تسعى من خلال هذه الحملات إلى ترشيد جيل بأكمله”، وقال إنه “لا يمكن من السنة الأولى أن ننتظر نتائج مبهرة لهذه الحملات، لكن بالاستمرار سنويا وفي كل مناسبة عبر إطلاق هذه الحملات يمكن أن نُكون جيلا ذا ثقافة استهلاكية”.
رزيقة. خ