الأربعاء , مايو 8 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / المستشار الدولي في الإستثمار الصناعي، محمد سعيود، لـ"الجزائر"::
“التحول نحو الصناعات التحويلية الغذائية كفيل بتحقيق قفزة كبيرة للإقتصاد”

المستشار الدولي في الإستثمار الصناعي، محمد سعيود، لـ"الجزائر"::
“التحول نحو الصناعات التحويلية الغذائية كفيل بتحقيق قفزة كبيرة للإقتصاد”

• إنشاء مصانع ومرافقة الفلاح أهم العوامل لضمان صناعة تحويلية غذائية قوية

اعتبر المستشار الدولي في الاستثمار الصناعي، محمد سعيود، أن التوجه بقوة نحو الصناعات الغذائية التحويلية سيضمن تحقيق قفزة في الاقتصاد الوطني، أولا من خلال تشجيع الإنتاج الفلاحي، ومنه تنويع الغذاء من خلال تحويل المنتجات الفلاحية إلى منتجات مصنعة تغني السوق الوطنية عن الاستيراد، وهذا بدوره يشجع المستثمرين على الرفع من استثماراتهم، وسيمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو التصدير وتحقيق مداخيل إضافية بالعملة الصعبة.
وقال سعيود في حديث مع “الجزائر” إنه “يمكن للجزائر أن تحقق مداخيل كبيرة للغاية إذا ما عملت على تحويل المواد الفلاحية إلى مواد غذائية مصنعة، إضافة إلى أنها قادرة على تحقيق مداخيل من العملة الصعبة إذا ما تصديرها تحت وسم “حلال” خاصة للدول الأوروبية أين تكثر الجالية الجزائرية والمسلمة بصفة عامة”.
ويرى المستشار الدولي في الاستثمار الصناعي، أن هذا النوع من الصناعات بقدر ما هو مهم ويعد أساسيا للاقتصاد، بقدر ما يتطلب استثمارات كبيرة، وهذا ما يستدعي حسبه تقديم الدولة الدعم للمستثمرين أو الراغبين في الاستثمار فيه.
وأشار هنا إلى التعليمات التي أصدرها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في العديد من المناسبات بهذا الخصوص، وتأكيده على ضرورة تشجيع الصناعات التحويلية.
وأكد المتحدث ذاته أنه وجب اليوم وضع استراتيجية واضحة، وتسريع الإجراءات التي أمر بها رئيس الجمهورية لتشجيع المستثمرين على الولوج بقوة في هذا المجال من تسهيلات الحصول على العقار الصناعي لانجاز مصانع التحويل، وكذا تسهيل دراسة الملفات إداريا، بالإضافة إلى التسهيلات على مستوى البنوك والمؤسسات المالية.

الإهتمام بإنشاء مصانع ومرافقة الفلاح أهم العوامل لضمان صناعة تحويلية قوية
وأكد سعيود أنه لتقدم الصناعات التحويلية قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، لا بد من الاهتمام بعدة جوانب، أولا إنشاء مصانع التحويل، وقال في هذا الإطار إن “أفضل حل لتسريع تنفيذ المشاريع الاستثمارية، يكمن بناء مناطق صناعية للكراء، وأن تكون هناك إجراءات مبسطة لدفع الكراء، على أساس دفتر شروط، وبأسعار مقبولة، بحث لا يكون مرهونا بدفع مسبق لمدة عام أو عامين، إنما يكون لفترة زمنية أقل قد يكون كراء شهريا خاصة بالنسبة للشباب أصحاب المشاريع والأفكار الذين لا يملكون مقدرات مالية تمكنهم من دفع ثمن الكراء لمدة عالمين مسبقا”، كما اقترح أن يشارك الخواص في بناء هذه المناطق الصناعية.
أما الجانب الثاني الذي يجب الاهتمام به بحسب سعيود فيكمن في الفلاح، الذي يعد المصدر الأول للمادة الأولية، من خلال تقديم الدعم والمرافقة له وتوفير غرف تبريد لحفظ المنتجات الفلاحية لكي تحافظ على جودتها وتشجيعه على مواصلة الإنتاج من خلال إبرام عقود مع مصانع التحويل تضمن استقبالها لمنتجاته من جهة وتضمن المصانع تزويدها المستمر بالمادة الأولية.
أما الجانب الثالث الذي يعد مهم للغاية ويتعلق بالتغليف والتوضيب، إذ قال المتحدث ذاته إن لهذا العنصر “قيمة مضافة كبيرة” للترويج للمنتوج، وللحفاظ على خصائصه وضمان سلامته، ويرى أنه في الجزائر لا يزال هذا المجال بعيدا عن اهتمام المستثمرين في مجال الصناعات التحويلية الغذائية، وشدد على ضرورة تشجيع الاستثمار فيه كونه يمثل أحد العوامل الرئيسية ضمن هذه الصناعة.
واقترح في هذا الصدد، ضرورة تشجيع مؤسسات ذات رأس مال معتبر للاستثمار في مجال تغليف المواد الغذائية والمواد الفلاحية المحولة، كون التغليف يحتاج إلى معدات وآلات جد متطورة وتقنيات حديثة ودقيقة وتكلفتها جد كبيرة، وهذا ما يدفع بالكثير من المصنعين والمنتجين في الجزائر إلى اللجوء خاصة لشركات إيطالية متخصصة في التغليف والتوضيب ، غير أنه اعتبر أنه على الشركات الكبيرة ذات رأس المال الكبير الاستثمار في هذا المجال كونه أساسيا في الصناعة التحويلية الغذائية، وجد مربح وللتخلص من الاستيراد والاعتماد على الشركات الوطنية بدلا من الأجنبية.

الصناعات التحويلية الغذائية بإمكانها توفير مداخيل كبيرة بالعملة الصعبة
أكد المستشار الدولي في الاستثمار الصناعي، أن الصناعات التحويلية الغذائية بإمكانها توفير مداخيل كبيرة بالعملة الصعبة، من خلال التصدير للخارج، خاصة تحت وسم “حلال”، إذ يؤكد أنه وحسب دراسة قام بها منذ 5 سنوات، فالجزائر قادرة على تحقق ما يزيد عن 5 ملايير دولار من تصدير منتجات غذائية محولة تحت وسم “حلال” للدول الأوروبية، وهذا لعدة عوامل، أولا لكون الدول الأوروبية تستهلك 30 مليار أورو في السنة من مواد غذائية تحت وسم “حلال”، والجزائر بتصديرها لهذه المنتجات سيكون الطلب عليها كثيرا كون الزبائن يثقون بالمنتوج الجزائري في أنه “حلال 100 بالمائة” عكس بعض المنتجات التي تصنع في أوروبا تحت هذا الوسم والتي يشكك الكثيرون في أنها حلال، وأشار إلى أنه يمكن تصدير الأكلات الجاهزة، الحلويات التقليدية الجزائرية، والكثير من المنتجات.
غير أن الخبير الدولي شدد على ضرورة فتح معارض للمنتجات الوطنية في مختلف دول العالم وعدم الاقتصار فقط على دول محددة، كما شدد في هذا الشأن على ضرورة الاهتمام بهذه المعارض أو أجنحة الجزائر في المعارض الدولية، وجعلها ذات مستوى عال وأكثر جاذبية للتسويق الجيد للمنتوج الوطني، عكس ما يحدث في العديد من المعارض أين تجد الجناح المخصص للمنتجات الجزائرية شبه فارغ أو يتم عرض المنتجات بطريقة غير جذابة -حسب سعيود-، واعتبر أن لهذا العنصر أهمية كبيرة في التسويق في الخارج.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super