أكد وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، أن من يريد أن يجعل من الحراك الشعبي سجلا تجاريا وورقة ضغط لمحاولة ضرب استقرار الجزائر عليه أن يعي أن المواطن يدرك أن الدولة باركت وحمت الحراك الشعبي وقامت بدسترته وبتلبية مطالبه في آجال قياسية، وذلك ردا على الدعوات للخروج للشارع في الذكرى الثانية للحراك 22 فيفري.
وقال عمار بلحيمر في حوار منشور أمس، مع الموقع الإلكتروني “الجزائر الآن”: “إذا كان هناك من يجعل من الحراك سجلا تجاريا وورقة ضغط لمحاولة ضرب استقرار الجزائر وإثارة الفتن فإن المواطن يدرك أن الدولة باركت وحمت الحراك الشعبي كما قامت بدسترته وبتلبية مطالبه المشروعة في آجال قياسية”.
وتابع الناطق الرسمي للحكومة: “إن الجزائر التي تتطلع إلى مستقبل أفضل ستحتفل يوم الـ22 فيفري المقبل باليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية وإن هذه المناسبة التي أقرها رئيس الجمهورية سنة 2020 هي عربون وفاء بين الجيش الوطني الشعبي والأمة وتجديد للعهد على حماية الوطن وتحقيق تنميته المنشودة”.
واعتبر بلحيمر أن جائحة كورونا تفرض على الجميع الإلتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية، مضيفا أنه وضمن قرارات الوزير الأول تمديد إجراء منع كل تجمعات الأشخاص مهما كان نوعها والاجتماعات العائلية عبر كامل التراب الوطني.
وأضاف الوزير بلحيمر: “معلوم أن التجمعات تعد من الأسباب المباشرة لنقل عدوى كورونا ومن هنا جاء التأكيد على ضرورة التقيد بالتباعد الجسدي للحد من انتشار هذا الوباء الخطير وهذا ما أكدته الحكومة بتاريخ 14 فيفري الجاري، حيث وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية وبعد مشاورات مع اللجنة العلمية لمتابعة تطور جائحة فيروس كورونا وكذا الهيئة الصحية فإن السيد الوزير الأول قرر تمديد إجراء منع كل تجمعات الأشخاص مهما كان نوعها والاجتماعات العائلية، عبر كامل التراب الوطني”.
وأشار إلى أن “العالم أجمع كيّف نشاطات الحياة اليومية مع الوضع الخاص الذي فرضته جائحة كورونا ولا يمكن للجزائر أن تشكل الاستثناء بل كانت سباقة في جعل ملف كورونا ضمن الأولويات لاسيما من حيث حماية صحة وسلامة مواطنيها”.
وذكر: “كل هذا يقودنا إلى التذكير بضرورة التحلي بأقصى درجات الوعي والانضباط وبمشاعر المواطنة الإيجابية للمساهمة في القضاء على جائحة كورونا وتقدير خطورة المشاركة في الظروف الراهنة بأي نشاط قد تكون أهداف أصحابه غير بريئة”.
الرئيس تماثل للشفاء
وعن الوضع الصحي لرئيس الجمهورية، أكد بلحيمر أن النشاط المكثف والمتواصل الذي يقوم به رئيس الجمهورية منذ عودته بعد إتمام العلاج في ألمانيا إلى الآن بنفس الوتيرة “يؤكد تماثله للشفاء وهو ما سبق لفريقه الطبي المعالج إقراره”.
وتابع عمار بلحيمر: “بتاريخ 12 فيفري الجاري عاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى أرض الوطن سالما معافى بعد أيام فقط من خضوعه لعملية جراحية ناجحة على قدمه اليمنى في ألمانيا منهيا بذلك المرحلة الثانية والأخيرة من رحلته العلاجية جراء مضاعفات كوفيد-19”.
وأشار الناطق الرسمي للحكومة: “لقد شهد وصول الرئيس وسمع صوته بشكل مباشر الجزائريون وكل من يهمه الأمر لسبب أو لآخر كما تبع الجميع شروعه ساعات بعد ذلك في إجراء مشاورات مع مسؤولي الأحزاب السياسية ثم مع أعضاء لجنة مراجعة قانون الانتخابات ومختلف الفاعلين”.
وأضاف: “وأود بهذه المناسبة التذكير أن رئيس الجمهورية ظل في مرحلتي العلاج والنقاهة يتابع أخبار الوطن ومستجدات الأحداث مسديا التعليمات اللازمة للتكفل بشؤون المواطنين لاسيما المتمدرسين في المناطق المعزولة ومناطق الظل”.
وشدد بلحيمر على ضرورة الحذر من الأخبار المغلوطة والإشاعات المغرضة التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضمن حرب إلكترونية قذرة تستهدف بلادنا، مؤكدا أن “طريقة الصدق والشفافية التي تم بها منذ البداية التعاطي مع الوضعية الصحية لرئيس الجمهورية عرت النوايا الخبيثة لأعداء الجزائر وعملائها الذين تفننوا في تهويل الأمور ومحاولة تحريض المواطن وتغليطه بالافتراء”.
وذكر أيضا: “رب ضارة نافعة إذ أن التكالب على الجزائر ضمن مخططات عدائية تستهدف استقرارها وانطلاقتها الاقتصادية الواعدة وعودة دبلوماسياتها الفاعلة أظهر مدى نضج ووعي الجزائريين في رصّ الجبهة الداخلية وعدم الانقياد لمخططات الحاقدين والمتربصين بوطننا لاسيما عبر الهجمات الإلكترونية التي كان وسيظل الشرفاء لها بالمرصاد اليوم وغدا”.
تقرير بنجامين ستورا
وعن تقرير الذاكرة الذي رفعه بنجامين ستورا للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأثار مضمونه سخطا كبيرا في الجزائر ذكّر بلحيمر بتصريحات رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى 75 لمجازر 8 ماي 1945 بأن تاريخنا سيظل في طليعة انشغالات الجزائر الجديدة.
وذكر في هذا الصدد: “أولا ليس لبنجامين ستورا أو لسواه أن يملي على الرئيس ما يفعل أو لا يفعل وثانيا ما تعلق بملف الذاكرة فدعوني أذكر بموقف رئيس الجمهورية الصريح حول هذا الملف الهام إذ قال بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لمجازر 8 ماي 1945 إن تاريخنا سيظل في طليعة انشغالات الجزائر الجديدة وانشغالات شبابها ولن نفرط فيه أبدا في علاقاتنا الخارجية”.
وتابع: “زيادة على ما تقدم فإن المنظمة الوطنية للمجاهدين وغيرها من التنظيمات وكذا الخبراء والجامعيين والشخصيات الوطنية بل حتى بعض النزهاء الفرنسيين أجمعوا على رفض تقرير ستورا لأنه جاء دون التوقعات ولم يكن موضوعيا إذ يساوي بين الضحية والجلاد وينكر مجمل الحقائق التاريخية كما يتجاهل المطالب المشروعة للجزائر وفي مقدمتها اعتراف فرنسا رسميا بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها خلال احتلالها للجزائر لمدة قرن و32 سنة من الزمن”.
زينب. ب