الجمعة , مايو 10 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / تفشي وباء "كورونا" أثبت محدوديتها:
الرقمنة في قطاع التربية.. حلم صعب المنال

تفشي وباء "كورونا" أثبت محدوديتها:
الرقمنة في قطاع التربية.. حلم صعب المنال

يجد أولياء التلاميذ صعوبة في الدخول إلى المنصات الرقمية التي استحدثتها وزارة التربية الوطنية للإطلاع على النتائج الدراسية لأبنائهم، وكذا في تفعيل حساباتهم آليا بشكل استثنائي، تماشيا مع الإجراءات الوطنية لمواجهة انتشار فيروسكوروناالمستجد، بسبب الموقع الالكتروني الذي يعرف إغلاقا، ومنهم من تعسر عليه الولوج إليه بسبب عدم توفر خدمات الانترنيت في البيت أو في الأحياء المجاورة خاصة في مناطق الظل في البلاد.

ولهذه الأسباب لم يطلع أغلبية التلاميذ لحد الساعة على كشوفات نقاط أبنائهم خاصة وأن العدد الاجمالي حسب الوزارة الوصية يصل إلى 10 ملايين تلميذ في الموسم الدراسي الحالي، فيما قدم الكثير من أولياء التلاميذ الذين لديهم إمكانيات للاطلاع على نتائج أبنائهم، لكن قدموا شكاوى من النقاط الكارثية لأبنائهم.

وبذات الصدد، قال رئيس منظمة أولياء التلاميذ علي بن زينة في اتصال لـ “الجزائر” أنه “يثمن  قرار رقمنة قطاع التربية والمشروع النموذجي للقسم الرقمي”، كما أن الوزارة أكدت بأن النظام المعلوماتي للقطاع “جاء تفضيلا لاستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، ومن أجل الوقاية من انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد، لكن تساءل بن زينة إذا يعرف واجعوط أن أغلبية الأسر الجزائرية في مختلف مناطق الولايات لا تستحوذ على انترنت في البيت وإن وجدت مقاهي الانترنيت فهي مغلقة كإجراءات احترازية”.

وكشف المتحدث ذاته، أن أغلبية المؤسسات التعليمية “لا تتوفر على الانترنيت لصب نقاط الفصل الثاني، فيما لجأت اغلبية المدارس في الأطوار التعليمية الثلاثة الى الاستعانة بمقاهي الانترنيت أو مؤسسات تعليمية أخرى من المدارس المجاورة لاستكمال صب النقاط”.

بن زينة: “قطاع التعليم بعيد كل البعد عن الرقمنة وحان الوقت لتطوير النظام الرقمي

هذا وأضاف بن زينة أن قطاع التربية حاليا “بعيد كل البعد عن الرقمنة حاليا يصعب التطور التكنولوجي في المدارس ان بقيت مصالح واجعوط تسير على نفس المنوال”، موضحا هناك خلل في طرقة عمل المؤسسات التربوية، واستدل بمثال أنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمر بغلق المدارس قبل أسبوع من العطلة الربيعية التي كانت مقررة، وبتقديمها دخلت المدارس الابتدائية في عطلة استثنائية قبل أوانها، متسائلا “متى انعقدت مجالس الأقسام  التي من المفروض تدوم 3 أيام في المتوسط و4 ايام كاملة في المؤسسات الطور الثانوي ؟”، مشككا في مصداقية المجالس وإن اقيمت فعلا فهناك تحايل في تعامل مدراء المؤسسات التربوية مع تعليمات وزارة التربية الوطنية.

وطالب رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ وزير التربية الوطنية للوقوف على التحقيق في المعلومات المغلوطة وكذا مدراء المؤسسات الذين يتحايلون على النقاط التي صبت في النظام الرقمي.

منظمات أولياء التلاميذ تقترح إنشاء قنوات تعليمية

من جهة أخرى، اقترح رئيس منظمة اولياء التلاميذ تأسيس قناة تلفزيونية تعليمية لفائدة الطلبة والتلاميذ، مناشدا وزيرا التربية الوطنية والاتصال التنسيق مع بعض لإطلاق مشروع قناة تلفزيونية، تهتم بالدروس التدعيمية عن طريق التلفزة، فحسبه الانترنت “ليست متوفرة في كل البيوت الجزائرية بما فيها مناطق الظل عكس التلفزيون”.

واستدل المتحدث ذاته، بالدول العربية على غرار مصر التي تستحوذ على أزيد من خمس قنوات تعليمية، وفي عصر الوباء الذي حل دول العالم وجدت الجزائر نفسها بعيدة كل البعد عن التطور الكنولوجيا والاطفال اصبحوا حبيسو المنازل دون انترنيت أو برامج تلفزيونية لفائدة الاطفال.

وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه الفترة لم تكن في الحسبان، وهي ظرف استثنائي طارئ، أدى إلى توقيف الدراسة، وفرض الحجر المنزلي، للوقاية من فيروس كورونا “كوفيد 19″، لكن في الوقت نفسه كشف عيوب المنظومة التربوية في الجزائر.

وقال بن زينة، إنه بإنشاء قنوات تلفزيونية تعليمية “تهتم بدروس الدعم وتقدم حصص لفائدة التلاميذ المتأخرين عن الدروس ومنه محاربة المتاجرة بالتلاميذ عن طريق الدروس الخصوصية”، مستغربا من “محاربة الدروس الخصوصية دون فتح قناة تعليمية”.

معلمون يتطوعون لتقديم خدماتهم التعليمية عبر منصات رقمية

في السياق ذاته، تتواصل الدروس التدعيمية للكثير من الأساتذة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات التعليمية، حيث وجدوها هذه الأيام، وسيلة للتواصل مع تلاميذهم وطلبتهم، وتقديم دروس منهجية وتدعيمية، مستغلين فترة الحجر المنزلي للوقاية من “كورونا”، وتشكلت بالمقابل أقسام رقمية، من تلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة للمدرسة الجزائرية، وحتى أفواج من طلبة جامعيين، وهي محاولة ارتجالية، من طرف بعض الأستاذة الذين يحوزون على الإمكانيات والوقت لتقديم دروس تدعيمية خاصة المقبلين على الامتحانات الرسمية.

وبهذا الخصوص، أكد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة أنهت مبادرة جملية من للأساتذة، وتحفز لإنشاء قنوات تلفزيونية فرغم أن التواصل المستمر مع تلاميذ دون غيرهم مكن من متابعة الدروس سواء البيداغوجية أو التدعيمية، إلا أن ذلك كشف نقائص المعلوماتية واستعمالها في المنظومة التعليمية الجزائرية، كما أشعر تلاميذ آخرون بالدونية خاصة الفقراء الذين لا يملكون الانترنت، ولا حتى جهاز الكمبيوتر، فمن المستحيل أن الفقراء الذين لا يملكون خذاء يلبونه يستحوذون على انترنيت دون انقطاع واجهزة  كوبيوتر، داعيا الجهات الوصية أن يفكروا في هذه الفئة المحرومة.

مبادرة طبية قام بها أساتذة وذلك باستخدام منصات التواصل الاجتماعي كأقسام افتراضية، تلقن بواسطتها الدروس، خاصة للتلاميذ المقبلين على شهادتي التعليم المتوسط “بيام” والبكالوريا، حيث لقيت ترحيبا من طرف أولياء بعض التلاميذ، الذين استحسنوا الفكرة.

وأكد  المتحدث ذاته، أن التعليم الرقمي، غير مدروس في الجزائر ومهمش، وإن مواصلة بعض الأساتذة إلقاء الدروس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، هي “مبادرات شخصية وفردية، وارتجالية، لكنها تبقى مفيدة إلى حد ما، رغم أنها تساهم في خلق فوارق بين التلاميذ”.

وأضاف بن زينة، أن وباء ” كورونا” الذي قلب الموازين وكشف عن عدم التحكم في المعلوماتية ون اليوم حرب الكترونية، وأظهر تجاهل وزارة التربية للمدرسة الرقمية، مطالبا بدعم الأستاذة الذين يقومون بمبادرة تقديم دروس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تحفيزات مادية، ومعنوية وبلورتها الى مشورع ضخم، يمكن أصحاب المواقع الالكترونية، ومواقع الهيئات والوزارات، من الرد على تعليقات القراء الكترونيا، وتعديل المعلومة، مضيفا أن المرحلة التي تمر بها الجزائر كغيرها من البلدان، أظهرت أهمية التحكم في الرقمنة وخاصة في الجانب التعليمي وكذا انشاء مكتبات رقمية.

وبذات الصدد، قرر التلاميذ المقبلون على الامتحانات الرسمية المراجعة عبر تجمعات عن بعد، واتخذوا مواقع التواصل الاجتماعي وتقنية التحاضر منبرا لمراجعة كل الدروس المقررة في الفصل الأول والثاني، وذلك تفاديا لتجمعات وسلامة من انتشار فيروس “كورونا” المستجد.

وفي سياق متصل، رحب أولياء التلاميذ بهذه الفكرة التي تضمن للتلاميذ  المحجور عليهم صحيا أو الذين اضطرت مدرستهم للإغلاق من أجل منع انتشار الوباء، يمكن أن يستمروا في التعلم والاستفادة من الدروس التدعيمية عبر الانترنيت وتذليل كل الدروس المستعصية للفهم بالنسبة للتلاميذ خاصة وهم مقبلون على امتحانات مصيرية.

أميرة أمكيدش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super